حديث: كاتبت أمية بن خلف كتابًا بأن يحفظني في صاغيتي بمكة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قتل أمية بن خلف

عن عبد الرحمن بن عوف قال: كاتبت أمية بن خلف كتابًا بأن يحفظني في صاغيتي بمكة وأحفظه في صاغيته بالمدينة، فلمّا ذكرت «الرحمن» قال: لا أعرف الرحمن، كاتبني باسمك الذي كان في الجاهلية، فكاتبته «عبد عمرو» فلمّا كان يوم بدر خرجت إلى جبل لأَحرزه حين نام الناس، فأبصر بلال، فخرج حتَّى وقف على مجلس من الأنصار فقال: أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا أمية، فخرج معه فريق من الأنصار في آثارنا، فلمّا خشيت أن يلحقونا خلّفت لهم ابنه لأشغلهم فقتلوه، ثمّ أبوا حتَّى يتبعونا - وكان رجلًا ثقيلًا - فلمّا أدركونا قلت له: ابرك، فبرك، فألقيت عليه نفسي لأمنعه، فتجلّلوه بالسيوف من تحتي حتَّى قتلوه، وأصاب أحدهم رجلي بسيفه، وكان عبد الرحمن بن عوف يرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه.

صحيح: رواه البخاري في الوكالة (٢٣٠١) عن عبد العزيز بن عبد الله قال: حَدَّثَنِي يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: فذكره.

عن عبد الرحمن بن عوف قال: كاتبت أمية بن خلف كتابًا بأن يحفظني في صاغيتي بمكة وأحفظه في صاغيته بالمدينة، فلمّا ذكرت «الرحمن» قال: لا أعرف الرحمن، كاتبني باسمك الذي كان في الجاهلية، فكاتبته «عبد عمرو» فلمّا كان يوم بدر خرجت إلى جبل لأَحرزه حين نام الناس، فأبصر بلال، فخرج حتَّى وقف على مجلس من الأنصار فقال: أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا أمية، فخرج معه فريق من الأنصار في آثارنا، فلمّا خشيت أن يلحقونا خلّفت لهم ابنه لأشغلهم فقتلوه، ثمّ أبوا حتَّى يتبعونا - وكان رجلًا ثقيلًا - فلمّا أدركونا قلت له: ابرك، فبرك، فألقيت عليه نفسي لأمنعه، فتجلّلوه بالسيوف من تحتي حتَّى قتلوه، وأصاب أحدهم رجلي بسيفه، وكان عبد الرحمن بن عوف يرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:
### أولاً. ترجمة موجزة للراوي
عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، وأحد كبار الصحابة وأغنيائهم الذين أنفقوا في سبيل الله.

ثانيًا. شرح المفردات:


● كاتبت: عاهدت واتفقت معه على معاهدة.
● صاغيتي: مالِي ومتاعي وأموالي. والصاغية: المال والمتاع.
● لا أعرف الرحمن: جاهلية أمية بن خلف وإنكاره لاسم "الرحمن" لأنه لم يكن معروفًا في الجاهلية.
● عبد عمرو: كان اسم عبد الرحمن بن عوف في الجاهلية "عبد عمرو" فغيرّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى "عبد الرحمن".
● لأحرزه: لأخبئه وأحميه.
● تبرك: اجلس على الأرض أو انبطح.

ثالثًا. شرح الحديث:


يحكي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قصة عهد بينه وبين أمية بن خلف (زعيم من زعماء الكفار في مكة) قبل الهجرة، حيث اتفقا على أن يحفظ كل منهما مال الآخر في المدينة ومكة. وعند كتابة العهد، عندما ذكر عبد الرحمن اسم "الرحمن" (كما يعتاد المسلمون)، أنكر أمية هذا الاسم لأنه من أسماء الله تعالى التي لم يعرفها المشركون، فطلب أن يكتب باسمه القديم في الجاهلية "عبد عمرو"، ففعل عبد الرحمن ذلك مراعاة للعهد.
ثم انتقل الحديث إلى ما حدث يوم غزوة بدر الكبرى، حيث خرج أمية بن خلف مع جيش المشركين، وعبد الرحمن بن عوف مع جيش المسلمين. وعندما اشتد القتال، حاول أمية الفرار والاختباء خوفًا من القتل، لكن الصحابي بلال بن رباح رضي الله عنه (الذي كان يعذب سابقًا على يد أمية وأهل بيته) رآه، فنادى في الأنصار طالبًا الثأر له، فتبعوه هم وعدد من الصحابة.
حاول عبد الرحمن بن عوف حماية أمية بناء على العهد السابق، ولكن الصحابة أبوا إلا أن يقتلوه انتصارًا للإسلام وثأرًا لما فعله بالمستضعفين. وفي النهاية قُتل أمية، وأصيب عبد الرحمن بجرح في رجله أثناء محاولته حمايته.

رابعًا. الدروس المستفادة:


1- الوفاء بالعهد: حرص عبد الرحمن بن عوف على الوفاء بعهده مع أمية حتى في ساحة القتال، مما يدل على عظم خُلُق الإسلام في الوفاء بالعهود.
2- عظمة الصحابة: يدل على حرص الصحابة على نصر دين الله والانتقام من أعداء الله، حتى لو كان ذلك مع صاحب لهم.
3- التغيير بعد الإسلام: تغيير عبد الرحمن اسمه من "عبد عمرو" (عبد الصنم) إلى "عبد الرحمن" (عبد الله) يدل على قطع الصلة بالجاهلية.
4- العدل الإلهي: قتل أمية بن خلف على يد من كان يعذبه (بلال ومن معه) يدل على أن الله يمهل ولا يهمل.
5- الإثبات بالجراح: كان عبد الرحمن يظهر أثر الجرح في رجله كدليل على صدق قصته وتأريخ للحدث.

خامسًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على شجاعة عبد الرحمن بن عوف وأخلاقه العالية.
- فيه بيان أن العهود المعقودة مع الكفار يجب الوفاء بها ما دامت لا تخالف شرع الله.
- القصة تظهر مدى كره الكفار لأسماء الله الحسنى وأنهم كانوا ينكرونها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الوكالة (٢٣٠١) عن عبد العزيز بن عبد الله قال: حَدَّثَنِي يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: فذكره.
وذكره ابن إسحاق في السيرة عن عبد الرحمن بن عوف بأطول من هذا فقال: حَدَّثَنِي يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزُّبير، عن أبيه، وقال ابن إسحاق: وحدثنيه أيضًا عن عبد الله بن أبي بكر وغيرهما عن عبد الرحمن بن عوف قال: فذكر القصة مطولًا. سيرة ابن هشام (١/ ٦٣١ - ٦٣٢)

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 264 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كاتبت أمية بن خلف كتابًا بأن يحفظني في صاغيتي بمكة

  • 📜 حديث: كاتبت أمية بن خلف كتابًا بأن يحفظني في صاغيتي بمكة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كاتبت أمية بن خلف كتابًا بأن يحفظني في صاغيتي بمكة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كاتبت أمية بن خلف كتابًا بأن يحفظني في صاغيتي بمكة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كاتبت أمية بن خلف كتابًا بأن يحفظني في صاغيتي بمكة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب