حديث: أشهدكم أن شفاعتي لكل من مات لا يشرك بالله شيئا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب شفاعة النّبيّ ﷺ لكلّ من قال: لا إله إلّا اللَّه، ولم يشرك باللَّه ولو عمل الكبائر واستحقّ النار

عن عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا مع رسول اللَّه ﷺ في سفرٍ فنزلنا ليلة، فقمتُ أطلبُ النّبيَّ ﷺ فلم أجدْه، ووجدتُ معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعريّ فقالا: ما حاجتك؟ فقلت: أين رسول اللَّه ﷺ؟ فقالا: لا ندري فبينا نحن على ذلك، إذْ سمعنا في أعلى الوادي هديرًا كهدير الرَّحا، فلم نلبث أن جاء النَّبيُّ ﷺ. فقلنا: يا رسول اللَّه فقدناك اللّيلة؟ فقال: «إنه أتاني آتٍ من ربّي فخيّرني بين أن تكون أمتي شطر أهل الجنّة وبين الشّفاعة، فاخترتُ الشّفاعة». فقلنا: يا نبي اللَّه ادعُ اللَّه أن يجعلنا من أهل الشّفاعة. فقال: «اللهمّ اجعلهم من أهلها». ثم أتينا القوم فأخبرناهم، فقالوا: يا رسول اللَّه، ادعُ اللَّه أن يجعلنا من أهل شفاعِتك. فقال: «اللهمّ اجعلهم من أهلها». ثم قال رسول اللَّه ﷺ: «أشهدكم أنّ شفاعتي لكلِّ من مات لا يشرك باللَّه شيئا».

صحيح: رواه عبد الرزاق (٢٠٨٦٥)، وابنُ أبي عاصم (٨١٩)، وابن خزيمة (٥٢٢) كلّهم من طريق أبي قلابة، عن عوف بن مالك، قال (فذكره)، واللّفظ لعبد الرزاق، ولفظهما قريب منه.

عن عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا مع رسول اللَّه ﷺ في سفرٍ فنزلنا ليلة، فقمتُ أطلبُ النّبيَّ ﷺ فلم أجدْه، ووجدتُ معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعريّ فقالا: ما حاجتك؟ فقلت: أين رسول اللَّه ﷺ؟ فقالا: لا ندري فبينا نحن على ذلك، إذْ سمعنا في أعلى الوادي هديرًا كهدير الرَّحا، فلم نلبث أن جاء النَّبيُّ ﷺ. فقلنا: يا رسول اللَّه فقدناك اللّيلة؟ فقال: «إنه أتاني آتٍ من ربّي فخيّرني بين أن تكون أمتي شطر أهل الجنّة وبين الشّفاعة، فاخترتُ الشّفاعة». فقلنا: يا نبي اللَّه ادعُ اللَّه أن يجعلنا من أهل الشّفاعة. فقال: «اللهمّ اجعلهم من أهلها». ثم أتينا القوم فأخبرناهم، فقالوا: يا رسول اللَّه، ادعُ اللَّه أن يجعلنا من أهل شفاعِتك. فقال: «اللهمّ اجعلهم من أهلها». ثم قال رسول اللَّه ﷺ: «أشهدكم أنّ شفاعتي لكلِّ من مات لا يشرك باللَّه شيئا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره من أئمة الحديث:

أولاً. شرح المفردات:


● في سفر: أي في رحلة أو غزوة.
● نزلنا ليلة: أي توقفنا للمبيت في تلك الليلة.
● هديرًا كهدير الرَّحا: الهدير هو الصوت الشديد، والرحا هي الطاحونة التي تدور بحجرين، فصوتها قوي ومستمر.
● شطر أهل الجنّة: الشطر يعني النصف، أي نصف أهل الجنة.
● الشفاعة: هي التوسط للخلق عند الله يوم القيامة لتفريج كربهم أو رفع درجاتهم.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه عن موقف حدث أثناء سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم. فقد توقفوا للمبيت في ليلة من الليالي، فقام عوف يبحث عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجده، فسأل عنه الصحابيين معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري رضي الله عنهما، فلم يكونا يعلمان مكانه. وفجأة سمعوا صوتًا قويًا يشبه صوت الطاحونة من أعلى الوادي، وما هي إلا لحظات حتى جاءهم النبي صلى الله عليه وسلم.
فسألوه: "يا رسول الله فقدناك الليلة؟" أي اشتقنا إليك ولم نعرف مكانك. فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن ملكًا من عند ربه أتاه وخيره بين أمرين عظيمين: إما أن تكون نصف أمته من أهل الجنة، وإما أن تكون له الشفاعة العظمى. فاختار النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة، طمعًا في إنقاذ أكبر عدد ممكن من أمته من النار وشفاعته لهم.
فطلب منه الصحابة الحاضرون أن يدعو الله أن يجعلهم من أهل شفاعته، فدعا لهم. ثم عندما أخروا القصة لباقي الصحابة، طلبوا منه أيضًا أن يدعو لهم، فدعا لهم كذلك. ثم أعلن النبي صلى الله عليه وسلم للجميع شهادة عظيمة بأن شفاعته ستشمل كل من مات وهو موحد لا يشرك بالله شيئًا.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة منزلة النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه: حيث خُيّر بين أمرين عظيمين، وكلاهما خير لأمته.
2- حبه صلى الله عليه وسلم لأمته ورحمته بهم: فضّل الشفاعة التي تعمّ الكثيرين، على أن يكون نصف أمته في الجنة، لأن الشفاعة قد تشمل من دخل النار من الموحدين فيخرجون بها، بالإضافة إلى من يدخل الجنة بلا عذاب.
3- فضل التوحيد واجتناب الشرك: فقد قيد النبي صلى الله عليه وسلم نيل شفاعته بعدم الشرك بالله، مما يدل على أن الشرك هو أعظم الذنوب وأكبر موانع الرحمة والشفاعة.
4- حرص الصحابة رضي الله عنهم على الخير: حيث بادروا إلى طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم لنيل هذا الشرف العظيم.
5- إثبات صفة الشفاعة للنبي صلى الله عليه وسلم: وهي من عقائد أهل السنة والجماعة، خلافًا للمنكرين لها من الطوائف الضالة.
6- أن شفاعته صلى الله عليه وسلم أنواع: والشفاعة المذكورة في هذا الحديث هي الشفاعة العظمى في الموقف يوم القيامة لبدء الحساب ولفظ القضاء بين الخلائق، وهي المقام المحمود الذي وعده الله به.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- الشفاعة أنواع أخرى ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم، مثل الشفاعة في دخول الجنة، والشفاعة في رفع درجات أقوام فيها، والشفاعة في إخراج من دخل النار من الموحدين.
- هذه الشفاعة وغيرها هي لله تعالى أولاً وآخرًا، فهو الذي يأذن للشافع أن يشفع، ويَرْضَى عن المشفوع له. قال تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255].
- هذا الحديث يرد على منكري الشفاعة من المعتزلة والخوارج وغيرهم، ويؤكد عقيدة أهل السنة في إثباتها.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل التوحيد، وأن ينفعنا بشفاعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد الرزاق (٢٠٨٦٥)، وابنُ أبي عاصم (٨١٩)، وابن خزيمة (٥٢٢) كلّهم من طريق أبي قلابة، عن عوف بن مالك، قال (فذكره)، واللّفظ لعبد الرزاق، ولفظهما قريب منه.
وإسناده صحيح، ورجاله ثقات غير أنّ أبا قلابة رُمي بالتدليس إلّا أنّ ابن خزيمة رواه من
طريقين عن أبي بشر الواسطيّ، قال: حدّثنا خالد -يعني ابن عبد اللَّه-، عن خالد -يعني الحذاء- عن أبي قلابة، بإسناده.
وقال: وقال خالد: فحدّثني حميد بن هلال، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن عوف بن مالك، قال: سمعت خلْف أبي موسى هزيزًا كهزيز الرّحى، فقلت: أين رسول اللَّه ﷺ؟ قال: ورائي وقد أقبل، فإذا أنا برسول اللَّه ﷺ، فقلت: يا رسول اللَّه! إنّ النّبيّ ﷺ إذا كان بأرض العدو كان عليه حارسًا! فقال النّبيُّ ﷺ: «إنّه أتاني آتٍ من ربّي آنفًا، فخيّرني بين أن يُدخل نصف أمّتي الجنّة، وبين الشّفاعة، فاخترتُ الشّفاعة» انتهى.
قال ابن خزيمة: «جعلت هذا الخبر -أعني خبر عوف بن مالك- بإسنادين:
أحدهما: أبو المليح، عن عوف بن مالك.
والثاني: أبو بردة، عن أبي موسى، عن عوف بن مالك».
فالطّريق الأول كما سبق، والطّريق الثاني هو طريق أبي قلابة تم تحويله إلى طريق أبي بردة، عن أبي موسى، عن عوف بن مالك. ولذلك أفردتُ هذا الطّريق، ولكن رُوي هذا الحديث أيضًا من مسند أبي موسى وهو الآتي:

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 876 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أشهدكم أن شفاعتي لكل من مات لا يشرك بالله شيئا

  • 📜 حديث: أشهدكم أن شفاعتي لكل من مات لا يشرك بالله شيئا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أشهدكم أن شفاعتي لكل من مات لا يشرك بالله شيئا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أشهدكم أن شفاعتي لكل من مات لا يشرك بالله شيئا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أشهدكم أن شفاعتي لكل من مات لا يشرك بالله شيئا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب