حديث: أهل النار لا يموتون فيها ولا يحيون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب شفاعة النّبيّ ﷺ لكلّ من قال: لا إله إلّا اللَّه، ولم يشرك باللَّه ولو عمل الكبائر واستحقّ النار

عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أمّا أهل النّار الذين هم أهلها فإنّهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النّارُ بذنوبهم (أو قال: بخطاياهم)، فأماتهم إماتةً حتّى إذا كانوا فحمًا أُذن بالشّفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبثُّوا على أنهار الجنّة، ثم قيل: يا أهل الجنّة أفيضوا عليهم فينبتون نبات الحِبَّةِ تكون في حَميل السّيل».
فقال رجل من القوم: كأنّ رسول اللَّه ﷺ قد كان بالبادية.

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٨٥) من طرق عن أبي سلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكر مثله.

عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أمّا أهل النّار الذين هم أهلها فإنّهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النّارُ بذنوبهم (أو قال: بخطاياهم)، فأماتهم إماتةً حتّى إذا كانوا فحمًا أُذن بالشّفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبثُّوا على أنهار الجنّة، ثم قيل: يا أهل الجنّة أفيضوا عليهم فينبتون نبات الحِبَّةِ تكون في حَميل السّيل».
فقال رجل من القوم: كأنّ رسول اللَّه ﷺ قد كان بالبادية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● لا يموتون فيها ولا يحيون: أي أن عذابهم دائم مستمر، لا يموتون فيستريحون، ولا تكون لهم حياة طيبة.
● أصابتهم النار بذنوبهم: أي دخلوا النار بسبب المعاصي والذنوب التي ارتكبوها.
● فحمًا: أي صاروا كالفحم المحترق من شدة العذاب.
● أُذن بالشفاعة: أُعطي الإذن للشفاعة، وهي شفاعة النبي ﷺ الخاصة بهؤلاء.
● ضبائر ضبائر: جماعات جماعات، والضبيرة: القطعة من الناس أو الشيء المجموع.
● بُثُّوا: نُثِروا وُزعوا.
● أنهار الجنة: أنهار الجنة المختلفة كأنهار الماء واللبن والعسل.
● أفيضوا عليهم: صبوا عليهم من ماء أنهار الجنة.
● نبات الحبة: نبات البذرة التي تخرج من الأرض خضراء نضرة.
● في حميل السيل: الحميل هو الطين والوسخ الذي يجرفه السيل، والمقصود أن البذرة تنبت في هذا الطين الخسيس نموًا سريعًا وقويًا.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث مصير فريقين من أهل النار:
1- أهل النار الدائمون: وهم الكفار والملحدون الذين ماتوا على الكفر، فهؤلاء هم "أهلها" الحقيقيون، لا يموتون فيها موتة راحة، ولا تكون لهم حياة يعيشونها، بل عذابهم دائم ومستمر.
2- المؤمنون العصاة: وهم مؤمنون دخلوا النار بسبب ذنوبهم وكبائرهم التي لم يتوبوا منها، ولم يغفرها الله لهم. هؤلاء يعذبون في النار بقدر ذنوبهم حتى يصيروا مثل الفحم المحترق. ثم تتجلى رحمة الله تعالى، فيأذن لرسوله ﷺ بالشفاعة فيهم، فيُخرجون من النار على شكل جماعات، ويُلقون على أنهار الجنة، ثم يُؤمر أهل الجنة أن يصبوا عليهم من ماء تلك الأنهار، فينبتون وينمون كما تنبت النبتة الطيبة في التربة الخصبة بسرعة وقوة، فيعودون خلقًا جديدًا، ثم يدخلون الجنة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- العدل والرحمة الإلهية: يجمع الحديث بين صفتي العدل والرحمة لله تعالى، فالعدل في إدخال العصاة النار، والرحمة في إخراجهم بشفاعة النبي ﷺ.
2- عظم شفاعة النبي ﷺ: الحديث من أدلة شفاعة النبي ﷺ الخاصة التي لا تكون إلا للمؤمنين العصاة.
3- الخوف من الذنوب والمعاصي: الذنوب قد تؤدي بصاحبها إلى النار ولو كان مؤمنًا، مما يوجب الخوف من مقام الله تعالى.
4- الأمل في رحمة الله: لا ييأس المؤمن من رحمة الله مهما عظمت ذنوبه، فباب المغفرة والرحمة واسع.
5- إثبات حقيقة النار والجنة: الحديث يقرر حقيقة العذاب والنعيم، وأنهما داران حقيقيتان لا مجازيتان.
6- قوة الله تعالى في الإحياء: إحياء هؤلاء بعد ما صاروا فحمًا هو دليل على قدرة الله المطلقة على البعث والنشور.

رابعاً. معلومات إضافية:


● قول الرجل: "كأنّ رسول اللَّه ﷺ قد كان بالبادية": هذا تعليق من أحد الصحابة إعجابًا بدقة تشبيه النبي ﷺ، حيث شبه انبات أجسادهم في ماء الجنة بانبات الحبة في طين السيل، وهو تشبيه بليغ من واقع حياة البادية الذي يعرفون قوة النبات في تلك التربة. وهو ثناء على فصاحة النبي ﷺ وبلاغته.
● الحديث يدل على أن الشفاعة لا تكون للكافرين، بل هي خاصة بالمؤمنين الموحدين الذين دخلوا النار بذنوبهم.
- هذا الحديث يرد على منكري الشفاعة من الخوارج والمعتزلة، فهو دليل صريح على ثبوتها.
والحمد لله رب العالمين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٨٥) من طرق عن أبي سلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكر مثله.
قوله: «ضبائر» وهو جمع ضِبارة -بكسر الضّاد وفتحها- بمعني جماعات في تفرقة، وقوله: «فبُثُّوا» أي فرقّوا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 868 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أهل النار لا يموتون فيها ولا يحيون

  • 📜 حديث: أهل النار لا يموتون فيها ولا يحيون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أهل النار لا يموتون فيها ولا يحيون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أهل النار لا يموتون فيها ولا يحيون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أهل النار لا يموتون فيها ولا يحيون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب