حديث: أنا أول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب شفاعة النّبيّ ﷺ لكلّ من قال: لا إله إلّا اللَّه، ولم يشرك باللَّه ولو عمل الكبائر واستحقّ النار
نصف حبة من شعير من الإيمان فأدْخلْهم الجنّة، فأذهبُ فمن وجدتُ في قلبه مثقال ذلك أدخلهم الجنّة. فإذا الجبار مُستقبلي، فأسجد له فيقول: ارْفَعْ رَأْسَك يا محمّد، وتَكَلَّمْ يُسْمَعْ منك وقُلْ يُقْبلُ منك، واشْفَع تُشَفَّع. فأرفع رأسي فأقول: أمّتي أمّتي. فيقول: اذهب إلى أمَّتِك فمن وجدتُ في قلبه مثقالَ حبَّةٍ من خَرْدل من الإيمان فأدخله الجنّة، فأذهبُ فمن وجدتُ في قلبه مثقالَ ذلك أدخلتُهم الجنّة. وفرغ اللَّهُ من حساب النّاس وأدخل من بقي من أمّتي النّار مع أهل النّار. فيقول أهلُ النّار: ما أغني عنكم أنَّكم كنتم تعبدون اللَّه عز وجل لا تشركون به شيئًا! . فيقول الجبار: فبعِزَّتِي لأعتِقَنَّهم من النّار فيُرسل إليهم فيُخْرجُون وقد امْتَحَشُوا فيدخلون في نَهْر الحياة، فَينْبُتُونَ فيه كما تَنْبُتُ الحبَّةُ في غُثاءِ السَّيْل، ويُكْتَبُ بين أعينهم: هؤلاء عتقاءُ اللَّه فيُذْهبُ بهم فَيُدْخلُون الجنّة، فيقولُ لهم أهلُ الجنّة: هؤلاء الْجَهَنَّمِيُّوَن! فيقول الجبار: بل هؤلاء عتقاءُ الجبار».
حسن: رواه الإمام أحمد (١٢٤٦٩)، وابن منده في الإيمان (٨٧٧)، وابن خزيمة في التوحيد (٦٠١)، والضّياء في المختارة (٢٣٤٥)، والدّارميّ (٥٣).

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الشفاعة، رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام مسلم في صحيحه، وغيرهما من أئمة الحديث. وهو يبيّن منزلة النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه، وما خصه به من الكرامات يوم القيامة. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بعون الله وتوفيقه.
أولاً. شرح المفردات:
● تنشق الأرض عن جمجمتي: أي تتشقق الأرض ويخرج أول من فيها، والجمجمة هي الرأس.
● لواء الحمد: اللواء هو العلم الكبير، وهو علم الحمد الذي يحمده عليه جميع الخلائق.
● حلقتها: المقبض أو يد الباب.
● الجبّار: هو الله تعالى، وهو من أسماء الله الحسنى، ويعني العظيم الذي يجبر كسر الضعفاء.
● امتحشوا: اسودوا واحترقوا من النار.
● نهر الحياة: نهر في الجنة ماؤه له خاصية إعادة الحياة.
● غثاء السيل: النبات الهش الذي يحمله السيل ويُلقي به على جانبيه.
● الجهنميون: أي الذين دخلوا النار ثم أخرجوا منها.
ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن مكانته الخاصة عند الله يوم القيامة، فيذكر أنه أول من تنشق عنه الأرض، وأنه يعطى لواء الحمد، وأنه سيد الناس، وأول من يدخل الجنة. ثم يصف كيف يشفع لأمته عند الله، فيسجد لله ويطلب الشفاعة، فيأذن الله له بالشفاعة، فيخرج من في قلبه أدنى قدر من الإيمان من النار، حتى من لم يعمل خيرًا قط إلا كلمة التوحيد.
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- علو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم: فهو أول الخلائق خروجًا من القبور، وحامل لواء الحمد، وسيد ولد آدم، وأول داخل إلى الجنة.
2- شفاعته صلى الله عليه وسلم لأمته: وهي من أعظم أنواع الشفاعة، حيث يشفع في أهل الكبائر من أمته ممن دخلوا النار، فيخرجهم الله منها برحمته وفضله.
3- رحمة الله الواسعة: فالله تعالى يقبل الشفاعة، ويخرج من النار من كان في قلبه أدنى مثقال حبة خردل من الإيمان.
4- عظمة التوحيد: فمجرد وجود أثر للإيمان في القلب، ولو كان ضعيفًا، يكون سببًا في الخلاص من النار، ولو بعد عقوبة.
5- العدل الإلهي: حيث يعاقب الله من عصاه بدخول النار، ولكن برحمته يخرج منها من كان مؤمنًا ولو مقصرًا.
6- فضل لا إله إلا الله: فالكلمة الطيبة هي التي تنجي صاحبها، ولو كان من أهل المعاصي، إذا ختم له بها.
رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من أحاديث الشفاعة العظمى، وهي خاصة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
- الشفاعة لا تكون إلا لأهل التوحيد، أما المشركون فلا شفاعة لهم.
- الإيمان الذي يخرج به العبد من النار هو الإيمان المجمل، ولو كان ضعيفًا، بشرط أن يكون مقرونًا بالتوحيد.
- هذا الحديث يبعث الأمل في نفوس المسلمين، ويحذرهم من اليأس من رحمة الله.
وفي الختام، نسأل الله تعالى أن يشفع فينا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يدخلنا الجنة بغير حساب ولا عذاب. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
كلّهم من طريق اللّيث، عن ابن الهاد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أنس بن مالك، فذكره، واللّفظ لأحمد.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن أبي عمرو مولى المطّلب فإنه مختلف فيه، فضعّفه ابنُ معين، والنسائيّ، ووثّقه أبو زرعة والعجليّ، وقال أحمد: ليس به بأس. وقال الذهبيّ: حديثه حسن.
وهو كما قال إذا لم يأت في حديثه ما ينكر عليه. وله أسانيد ضعيفة، والذي ذكرتُه أصحّها.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 880 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 855 أعطيت الشفاعة ولم يعطها أحد من الأنبياء قبلي
- 856 أُتيتُ خمسًا لم يؤتهنّ نبيٌّ كان قبلي
- 857 سَلْ فإن كل نبيٍّ قد سأل فأخرْتُ مسألتي إلى يوم...
- 858 عرض على رسول الله ما هو كائن من أمر الدنيا...
- 859 اللهم أمتي أمتي وبكى النبي ﷺ
- 860 يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة...
- 861 كل أمة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع
- 862 يكسوني ربي حلة خضراء، فذاك المقام المحمود
- 863 تمد الأرض يوم القيامة مدا لعظمة الرحمن
- 864 إذا كان يوم القيامة جيء بنبيِّكم فأُقْعِد بين يدي اللَّه...
- 865 من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه
- 866 إذا كان يوم القيامة شفعت فقلت: يا رب أدخل الجنة...
- 867 يسميهم أهل الجنة الجهنميين
- 868 أهل النار لا يموتون فيها ولا يحيون
- 869 ما الثعارير؟ قال: الضغابيس
- 870 حديث جابر بن عبد الله عن خروج قوم من النار
- 871 يخرج قوم من النار بشفاعة محمد فيدخلون الجنة
- 872 شفاعة النبي لأهل الكبائر من الأمة
- 873 شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي
- 874 الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي
- 875 رسول الله ﷺ يخير بين دخول نصف أمته الجنة وبين...
- 876 أشهدكم أن شفاعتي لكل من مات لا يشرك بالله شيئا
- 877 اخترت الشفاعة وهي لكل من مات لا يشرك بالله شيئًا
- 878 اللهم اغفر لكل عبد مسلم لقيك يؤمن بي لا يشرك...
- 879 فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت...
- 880 أنا أول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا...
- 881 الصراط الميزان الحوض: فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن
- 882 أُريت ما تلقى أمتي بعدي وسفك بعضهم دماء بعض
- 883 اللَّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك...
- 884 شفاعة النبي فيمن قال لا إله إلا الله
- 885 من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة...
- 886 فضل الموت في المدينة واستحقاق الشفاعة
- 887 من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها
- 888 من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، لا يموتُ بها...
- 889 من صبر على لأواء المدينة وشدتها كنت له شفيعًا
- 890 من مات صابرًا على لأواء المدينة
- 891 المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون
- 892 من يصبر على لأواء المدينة كنت له شفيعًا أو شهيدًا
- 893 يُجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه
- 894 قيل للنبي ﷺ: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك...
- 895 أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي
- 896 جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم
- 897 أرسلت إلى الناس كلهم عامة وكان من قبلي إنما يرسل...
- 898 بُعثتُ إلى الناس كافة الأحمر والأسود
- 899 إمام ظلوم وكل غال مارق
- 900 إمام ظلوم غشوم لا تناله شفاعة النبي.
- 901 اللعانون لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة
- 902 أعنّي على نفسك بكثرة السجود
- 903 حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة
- 904 رأيت أنّ الدنيا زائلة من أهلها، فأحببتُ أن آخُذ لآخرتي
معلومات عن حديث: أنا أول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر
📜 حديث: أنا أول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أنا أول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أنا أول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أنا أول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








