حديث: فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب شفاعة النّبيّ ﷺ لكلّ من قال: لا إله إلّا اللَّه، ولم يشرك باللَّه ولو عمل الكبائر واستحقّ النار
حسن: رواه أحمد (١٩٦١٨) عن عفّان، حدّثنا حمّاد -يعني ابن سلمة- أخبرنا عاصم، عن أبي بردة، عن أبي موسى، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه:
الحديث:
عن أبي موسى، أنّ النّبيّ ﷺ كان يحرُسُه أصحابه، فقمتُ ذات ليلة، فلم أره في منامه، فأخذني ما قَدُم وما حدث، فذَهبتُ أنظر، فإذا أنا بمعاذ قد لقي الذي لقيتُ، فسمعنا صوتًا مثل هزيز الرحا، فوقفا على مكانهما، فجاء النبيّ ﷺ من قِبَل الصَّوت، فقال: «هل تدرون أين كنتُ؟ وفِيم كنتُ؟ أتاني آتٍ من ربّي عز وجل، فخيَّرني بين أن يدخل نصف أمَّتي الجنّة وبين الشّفاعة، فاخترتُ الشّفاعة». فقالا: يا رسول اللَّه، ادعُ اللَّه عز وجل أن يجعلنا في شفاعتك. فقال: «أنتم ومَنْ ماتَ لا يُشركُ باللَّه شيئًا في شفاعتي».
الشرح:
# 1. شرح المفردات:
● يحرسه أصحابه: أي يحرسونه ويحوطونه من أعدائه خوفًا عليه.
● ما قَدُم وما حدث: أي الخوف القديم (من الماضي) والحديث (الحاضر)، أو يعني شدة الخوف والقلق.
● هزيز الرحا: صوت الطاحونة (الرحى) عند دورانها، وهو صوت قوي متواصل.
● خيَّرني: أعطاني الخيار بين أمرين.
● الشفاعة: التوسط للخلق عند الله تعالى يوم القيامة لإراحتهم من كرب الموقف.
# 2. المعنى الإجمالي للحديث:
كان الصحابة رضي الله عنهم يحرسون النبي ﷺ في بعض الليالي خوفًا عليه من كيد الأعداء. فقام أبو موسى الأشعري رضي الله عنه ذات ليلة فلم يجد النبي ﷺ في مكان نومه، فاضطرب وخاف عليه، فذهب يبحث عنه فوجد معاذ بن جبل رضي الله عنه في مثل حاله، فسمعا صوتًا كصوت الرحى (الطاحونة)، فوقفا متوجسين. فجاء النبي ﷺ من جهة الصوت وأخبرهما أنه جاءه ملك من ربه عز وجل، واختاره بين أن يدخل نصف أمته الجنة مباشرة دون حساب، أو أن تكون له الشفاعة العظمى يوم القيامة، فاختار الشفاعة؛ لأنها تعمُّ أكثر الناس وتشملهم بالرحمة والمغفرة. فطلب منه أبو موسى ومعاذ أن يدعو الله أن يكونا من أهل شفاعته، فأخبرهما النبي ﷺ أن كل من مات على التوحيد غير مشرك بالله سيكون من أهل شفاعته.
# 3. الدروس المستفادة منه:
● عناية الصحابة بالنبي ﷺ وحمايته: وهذا من كمال إيمانهم وحبهم له.
● خوف الصحابة على النبي ﷺ: مما يدل على شدّة تعلقهم به وحرصهم على سلامته.
● فضل الشفاعة المحمدية: وهي من أعظم منازل النبي ﷺ يوم القيامة، حيث يشفع لأمته بعد أن يتأخر الناس عن الشفاعة حتى يأتوا إليه.
● سعة رحمة النبي ﷺ بأمته: حيث فضّل الشفاعة التي تعمُّ الكثيرين على دخول نصف الأمة الجنة بغير عذاب.
● شمول الشفاعة لكل موحد: فكل من مات غير مشرك بالله داخل تحت شفاعته ﷺ إن شاء الله.
● فضل التوحيد: فهو سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، وهو شرط لنيل شفاعة النبي ﷺ.
# 4. معلومات إضافية مفيدة:
- الشفاعة أنواع، وأعظمها الشفاعة العظمى (المقام المحمود) التي يختص بها النبي ﷺ يوم القيامة لبدء الحساب وإراحة الناس من هول الموقف.
- الشفاعة لا تكون إلا لأهل التوحيد، أما المشركون فليس لهم نصيب فيها.
- هذا الحديث يدل على عظيم منزلة النبي ﷺ عند ربه، حيث خُيّر بين أمرين عظيمين واختار ما هو أنفع لأمته.
- فيه فضل لأبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما، حيث كانا من المتحرين لأمر النبي ﷺ والمهتمين بشأنه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل التوحيد، وأن ينفعنا بشفاعة نبيه محمد ﷺ يوم القيامة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل عاصم وهو ابن أبي النجود فإنّه حسن الحديث.
وعزاه الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٣٦٨ - ٣٦٩) إلى أحمد والطبرانيّ وقال في رواية أحمد: «رجالهما رجال الصّحيح غير عاصم بن أبي النّجود، وقد وُثِّق، وفيه ضعف».
ورواه حمزة بن علي مخفر، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: غزونا مع رسول اللَّه ﷺ في بعض أسفاره قال: فعرّس بنا رسول اللَّه ﷺ، فانتهيت بعض اللّيل إلى مناخ رسول اللَّه ﷺ أطلبه فلم أجده، قال: فخرجتُ بارزًا أطلبه، وإذا رجلٌ من أصحاب رسول اللَّه ﷺ يطلبُ ما أطلبُ. قال: فيينا نحن كذلك إذ اتّجه إلينا رسول اللَّه ﷺ قال: فقلنا: يا رسول اللَّه، أنت بأرض حرب ولا نأمن عليك فلولا إذْ بَدَتْ لك الحاجة قلت لبعض أصحابك، فقام معك. قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: «إنّي سمعت هزيزا كهزيز الرّحى -أو حنينًا كحنين النّحل- وأتاني آت من ربّي عز وجل قال: فخيرني بأن يدخل ثلث أمتي الجنّة وبين الشّفاعة لهم فاخترت لهم شفاعتي وعلمت انها أوسع لهم، فخيّرني أن يُدْخِل شطر أمّتي الجنّة وبين شفاعتي لهم فاخترت شفاعتي لهم وعلمت أنّها أوسعُ لهم». فقالا: يا رسول اللَّه، ادعُ اللَّه تعالى أن يجعلنا من أهل شفاعتك. قال: فدعا لهما، ثم إنّهما نبّها أصحابَ رسول اللَّه ﷺ وأخبراهم بقول رسول اللَّه ﷺ قال: فجعلوا يأتونه، ويقولون: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه تعالى أن يجعلنا من أهل شفاعتك فيدعو لهم، قال: فلمّا أَضَبَّ عليه القوم وكَثُروا، قال رسولُ اللَّه ﷺ: «إنّها لمن مات وهو يشهد أن لا إله الا اللَّه».
رواه الإمام أحمد (١٩٧٢٤) عن حسن بن موسى -يعني الأشْيب- قال: حدّثنا سُكين بن عبد العزيز، قال: أخبرنا يزيد الأعرج. -قال عبد اللَّه: يعني أظنّه الشنّيّ- قال: حدّثنا حمزة بن علي بن مخفر، عن أبي بردة، عن أبي موسى (فذكره).
وحمزة بن علي بن مخفر من رجال «التعجيل» وهو مجهول، كما ذكره المؤلف، إلّا أنه توبع،
ولبعض فقراته شواهد صحيحة كما مضتْ.
وفي الباب عن ابن عمر مرفوعًا: «خُيِّرت بين الشّفاعة، أو يدخل نصف أُمّتي الجنّة، فاخترتُ الشّفاعة؛ لأنّها أعمُّ وأكفى، أترونها للمنقين؟ لا، ولكنّها للمتلوّثين الخطّاؤون». قال زياد: أما إنّها لحن، ولكن هكذا حدّثنا الذي حدّثنا.
رواه الإمام أحمد (٥٤٥٢) حدّثنا معمر بن سليمان أبو عبد اللَّه، حدّثنا زياد بن خيثمة، عن علي ابن النّعمان بن قراد، عن رجل، عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره.
وعلي بن النعمان بن قراد لم يرو عنه غير زياد بن خيثمة فهو مجهول، وإن كان ابن حبان ذكره في الثقات على قاعدته في ذكر المجاهيل، واعتمده الهيثمي في «المجمع» (١/ ٣٧٨) فوثقه، وشيخه مبهم لا يُعرف من هو؟ .
وقد رُوي هذا الحديث عن أبي موسى الأشعريّ.
رواه ابن ماجه (٤٣١١) من وجه آخر عن زياد بن خيثمة، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن خراش، عن أبي موسى الأشعريّ، وفيه: «أترونها للمنقِّين؟ لا، ولكنّها للمذنبين الخطّائين المتلوثين».
وفي رواية أخرى عن ربعي، عن النبيّ ﷺ، مرسلًا.
ذكر الدّارقطنيّ هذا الحديث في كتابه «العلل» ونقل ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (٢/ ٤٣٨) قول الدارقطني: «ليس في الأحاديث شيء صحيح».
فمن لم يتنبَّه لوقوع الاضطراب في هذا الحديث صحّحه.
وقوله: «للمنقين» من التنقية - أي للمطهّرين من الذنوب.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 879 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 854 ارفع رأسك سل تعط واشفع تشفع
- 855 أعطيت الشفاعة ولم يعطها أحد من الأنبياء قبلي
- 856 أُتيتُ خمسًا لم يؤتهنّ نبيٌّ كان قبلي
- 857 سَلْ فإن كل نبيٍّ قد سأل فأخرْتُ مسألتي إلى يوم...
- 858 عرض على رسول الله ما هو كائن من أمر الدنيا...
- 859 اللهم أمتي أمتي وبكى النبي ﷺ
- 860 يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة...
- 861 كل أمة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع
- 862 يكسوني ربي حلة خضراء، فذاك المقام المحمود
- 863 تمد الأرض يوم القيامة مدا لعظمة الرحمن
- 864 إذا كان يوم القيامة جيء بنبيِّكم فأُقْعِد بين يدي اللَّه...
- 865 من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه
- 866 إذا كان يوم القيامة شفعت فقلت: يا رب أدخل الجنة...
- 867 يسميهم أهل الجنة الجهنميين
- 868 أهل النار لا يموتون فيها ولا يحيون
- 869 ما الثعارير؟ قال: الضغابيس
- 870 حديث جابر بن عبد الله عن خروج قوم من النار
- 871 يخرج قوم من النار بشفاعة محمد فيدخلون الجنة
- 872 شفاعة النبي لأهل الكبائر من الأمة
- 873 شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي
- 874 الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي
- 875 رسول الله ﷺ يخير بين دخول نصف أمته الجنة وبين...
- 876 أشهدكم أن شفاعتي لكل من مات لا يشرك بالله شيئا
- 877 اخترت الشفاعة وهي لكل من مات لا يشرك بالله شيئًا
- 878 اللهم اغفر لكل عبد مسلم لقيك يؤمن بي لا يشرك...
- 879 فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت...
- 880 أنا أول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا...
- 881 الصراط الميزان الحوض: فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن
- 882 أُريت ما تلقى أمتي بعدي وسفك بعضهم دماء بعض
- 883 اللَّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك...
- 884 شفاعة النبي فيمن قال لا إله إلا الله
- 885 من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة...
- 886 فضل الموت في المدينة واستحقاق الشفاعة
- 887 من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها
- 888 من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، لا يموتُ بها...
- 889 من صبر على لأواء المدينة وشدتها كنت له شفيعًا
- 890 من مات صابرًا على لأواء المدينة
- 891 المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون
- 892 من يصبر على لأواء المدينة كنت له شفيعًا أو شهيدًا
- 893 يُجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه
- 894 قيل للنبي ﷺ: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك...
- 895 أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي
- 896 جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم
- 897 أرسلت إلى الناس كلهم عامة وكان من قبلي إنما يرسل...
- 898 بُعثتُ إلى الناس كافة الأحمر والأسود
- 899 إمام ظلوم وكل غال مارق
- 900 إمام ظلوم غشوم لا تناله شفاعة النبي.
- 901 اللعانون لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة
- 902 أعنّي على نفسك بكثرة السجود
- 903 حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة
معلومات عن حديث: فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة
📜 حديث: فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








