حديث: اخترت الشفاعة وهي لكل من مات لا يشرك بالله شيئًا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب شفاعة النّبيّ ﷺ لكلّ من قال: لا إله إلّا اللَّه، ولم يشرك باللَّه ولو عمل الكبائر واستحقّ النار
حسن: رواه ابن أبي عاصم في «السنة» (٨٢١) عن هشام بن عمار، ثنا الحكم بن هشام، حدّثنا عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، وأبي بكر ابني أبي موسى، عن أبي موسى، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الشفاعة، رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.
أولاً. شرح مفردات الحديث:
* عَرَّسَ: نزل للمبيت في آخر الليل للراحة. (أي: باتوا في الطريق خلال سفرهم).
* أَتَى آتٍ: جاءني جبريل عليه السلام.
* مِنْ رَبِّكُمْ: من عند ربكم، أي بأمره ووحيه.
* فَخَيَّرَنِي: أعطاني الخيار بين أمرين.
* نِصْفِ أُمَّتِي: جماعة كبيرة من أمته.
* الشَّفَاعَة: التوسط للخلق عند الله يوم القيامة لتفريج كربتهم.
* ابْتَدَرْنَاهُ الرِّجَال: تسارعنا إليه وهرعنا نسأله.
* هِيَ لِكُلِّ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا: الشفاعة شاملة لكل مسلم موحد لم يمت على الشرك.
ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الصحابي أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أنهم كانوا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلوا ليرتاحوا في آخر الليل. فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام أتاه من ربه، وعرض عليه خيارين عظيمين: إما أن يدخل نصف أمته الجنة بلا حساب ولا عذاب، وإما أن يُعطى "الشفاعة العظمى" – وهي الوسيلة والمنزلة الرفيعة التي يشفع فيها لأهل الموقف يوم القيامة ليقضي الله بينهم بعد أن يطول بهم القيام – فاختار النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة؛ لأن نفعها أعظم وأشمل، فهو يشفع ليس لنصف الأمة فقط، بل لكل من استحق الشفاعة من الموحدين.
فلما سمع الصحابة هذا الخبر العظيم، تمنوا أن يكونوا من الذين تنالهم هذه الشفاعة، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعلهم منهم، فأخبرهم أنهم منهم. ثم حمَلهم فرحهم وحب الخير لإخوانهم على أن يسألوه: ألا يبشرون الناس بهذا؟ فتسارعوا إليه حتى كثر عددهم حوله، فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالشرط العام لنيل هذه الشفاعة، وهو الموت على التوحيد وعدم الشرك بالله، ليبين أن الفرح يجب أن يكون بالعمل الصالح والحرص على سلامة العقيدة، وليس بالمجرد الأمنية.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- عظمة منزلة النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه: حيث خُيّر بين أمرين عظيمين، وكلاهما خير لأمته.
2- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته بأمته: فقد اختار الشفاعة لأنها تعم خيرًا أكثر، وتنفع في أشد المواقف وأصعبها (يوم القيامة)، مما يدل على شفقته العظيمة وحرصه على أمته.
3- فضل الشفاعة وعظمها: وهي من أعظم الخصائص التي منحها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، وهي منة عظيمة على هذه الأمة.
4- حرص الصحابة رضي الله عنهم على الخير: حيث سارعوا إلى طلب نيل هذه الشفاعة، ثم فكروا في إخوانهم المسلمين وطلبوا الإذن لإبلاغهم البشرى.
5- حب الخير للغير من علامات الإيمان: حيث لم يكتف الصحابة بأنفسهم، بل أرادوا أن يبشروا غيرهم.
6- الشرط الأساسي لنيل الشفاعة هو التوحيد: فالنبي صلى الله عليه وسلم بين أن الشفاعة مكتسبة وليست автоматиية، بل هي مقيدة بعدم الشرك بالله. قال تعالى: {فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: 48]. فالشفاعة لا تنفع المشركين.
7- التنبيه على خطر الشرك: فحرمة الشرك هي أعظم الحرمات، وهي التي تحرم العبد من رحمة الله وشفاعة نبيه.
8- البشارة يجب أن تقترن بالعمل: لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم "لا تبشروهم" ليكتم الخير، بل بين الشرط حتى يحرص الناس على تحقيقه بالعمل والتوحيد، فلا يغتروا بالأماني.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الحديث يدل على "الشفاعة العظمى" في الموقف يوم القيامة، حين يلحق الناس من الكرب والغم ما لا يطيقون، فيذهبون إلى الأنبياء one by one فيعتذرون، حتى ينتهوا إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول: "أنا لها، أنا لها"، فيسجد تحت العرش ويحمده بمحامد يفتحها الله عليه، ثم يقال له: "يا محمد، ارفع رأسك، سل تعط، واشفع تشفع". وهي خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم.
* للشفاعة أنواع أخرى غير هذه، كالشفاعة لأهل الجنة لدخولها، والشفاعة في رفع درجات بعضهم فيها، والشفاعة في تخفيف العذاب عن بعض أهل المعاصي من الموحدين.
* الشفاعة كلها لله تعالى، فهو الذي يأذن للشافع أن يشفع، ويأذن للمشفوع له أن تقبل شفاعته، قال تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255].
نسأل الله تعالى أن يحشرنا في زمرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ينالنا شفاعته، وأن يتوفانا على التوحيد الخ
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل الحكم بن هشام، فإنّه صدوق.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 877 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 852 شفاعة النبي محمد لأمته يوم القيامة
- 853 إنّي لسيّد الناس يوم القيامة ولا فخر
- 854 ارفع رأسك سل تعط واشفع تشفع
- 855 أعطيت الشفاعة ولم يعطها أحد من الأنبياء قبلي
- 856 أُتيتُ خمسًا لم يؤتهنّ نبيٌّ كان قبلي
- 857 سَلْ فإن كل نبيٍّ قد سأل فأخرْتُ مسألتي إلى يوم...
- 858 عرض على رسول الله ما هو كائن من أمر الدنيا...
- 859 اللهم أمتي أمتي وبكى النبي ﷺ
- 860 يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة...
- 861 كل أمة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع
- 862 يكسوني ربي حلة خضراء، فذاك المقام المحمود
- 863 تمد الأرض يوم القيامة مدا لعظمة الرحمن
- 864 إذا كان يوم القيامة جيء بنبيِّكم فأُقْعِد بين يدي اللَّه...
- 865 من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه
- 866 إذا كان يوم القيامة شفعت فقلت: يا رب أدخل الجنة...
- 867 يسميهم أهل الجنة الجهنميين
- 868 أهل النار لا يموتون فيها ولا يحيون
- 869 ما الثعارير؟ قال: الضغابيس
- 870 حديث جابر بن عبد الله عن خروج قوم من النار
- 871 يخرج قوم من النار بشفاعة محمد فيدخلون الجنة
- 872 شفاعة النبي لأهل الكبائر من الأمة
- 873 شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي
- 874 الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي
- 875 رسول الله ﷺ يخير بين دخول نصف أمته الجنة وبين...
- 876 أشهدكم أن شفاعتي لكل من مات لا يشرك بالله شيئا
- 877 اخترت الشفاعة وهي لكل من مات لا يشرك بالله شيئًا
- 878 اللهم اغفر لكل عبد مسلم لقيك يؤمن بي لا يشرك...
- 879 فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت...
- 880 أنا أول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا...
- 881 الصراط الميزان الحوض: فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن
- 882 أُريت ما تلقى أمتي بعدي وسفك بعضهم دماء بعض
- 883 اللَّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك...
- 884 شفاعة النبي فيمن قال لا إله إلا الله
- 885 من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة...
- 886 فضل الموت في المدينة واستحقاق الشفاعة
- 887 من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها
- 888 من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، لا يموتُ بها...
- 889 من صبر على لأواء المدينة وشدتها كنت له شفيعًا
- 890 من مات صابرًا على لأواء المدينة
- 891 المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون
- 892 من يصبر على لأواء المدينة كنت له شفيعًا أو شهيدًا
- 893 يُجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه
- 894 قيل للنبي ﷺ: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك...
- 895 أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي
- 896 جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم
- 897 أرسلت إلى الناس كلهم عامة وكان من قبلي إنما يرسل...
- 898 بُعثتُ إلى الناس كافة الأحمر والأسود
- 899 إمام ظلوم وكل غال مارق
- 900 إمام ظلوم غشوم لا تناله شفاعة النبي.
- 901 اللعانون لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة
معلومات عن حديث: اخترت الشفاعة وهي لكل من مات لا يشرك بالله شيئًا
📜 حديث: اخترت الشفاعة وهي لكل من مات لا يشرك بالله شيئًا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اخترت الشفاعة وهي لكل من مات لا يشرك بالله شيئًا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اخترت الشفاعة وهي لكل من مات لا يشرك بالله شيئًا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اخترت الشفاعة وهي لكل من مات لا يشرك بالله شيئًا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








