حديث: رسول الله ﷺ يخير بين دخول نصف أمته الجنة وبين الشفاعة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب شفاعة النّبيّ ﷺ لكلّ من قال: لا إله إلّا اللَّه، ولم يشرك باللَّه ولو عمل الكبائر واستحقّ النار
بأعلى الوادي، فإذا مثل هزيز الرَّحل. قال: «امْكُثُوا يسيرًا». ثم جاءنا رسول اللَّه ﷺ فقال: «إنّه أتاني اللّيلة آتٍ من ربِّي فخيَّرني بين أن يَدخُلَ نصفُ أمَّتي الجنَّةَ وبين الشَّفاعةِ فاخترتُ الشَّفاعةَ». فقلنا: ننشُدُك اللَّهَ والصُّحبةَ لَمَا جعلْتَنَا من أهل شفاعتك. قال: «فإنّكم من أهل شفاعتي». قال: فأقبلْنا مَعانيقَ إلى النّاس، فإذا هم قد فَزعُوا وفَقَدُوا نَبِيَّهم، وقال رسولُ اللَّه ﷺ: «إنّه أتاني اللّيلة آتٍ من ربِّي فخيَّرني بين أن يَدخُلَ نصفُ أمَّتي الجنَّةَ وبين الشَّفاعةِ فاخترتُ الشَّفاعةَ». قالوا: يا رسول اللَّه نَنشُدُك اللَّهَ والصُّحْبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك. قال: فلمّا أضَبُّوا عليه، قال: «فأنا أشهدُكم أنَّ شفاعتي لمن لا يشرك باللَّه شيئًا».
صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٤٠٠٢)، وابن خزيمة (٥١٦، ٥١٧)، وابن حبان (٢١١، ٦٤٦٣)، والآجري في الشريعة (٧٩٣)، والحاكم (١/ ٦٧) كلّهم من طريق قتادة، عن أبي المليح، عن عوف بن مالك الأشجعيّ، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإن حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تبين منزلة النبي ﷺ وكرامته عند ربه، وما خصه الله به من الشفاعة العظمى. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث على النحو التالي:
1. شرح المفردات:
● عَرَّس: أي نزل للمبيت في السفر، أو أقام للراحة ليلاً.
● افترش كلُّ رجل منّا ذراعَ راحلته: أي اتكأ كل واحد على ذراع راحلته (ناقته) لينام.
● ليس قُدَّامها أحدٌ: أي ليس أمام ناقة النبي ﷺ أحد يحرسها.
● هزيز الرَّحل: صوت مثل صوت الرحل (وهو خشب يوضع على ظهر البعير للركوب)، ويشبه الصوت الذي سمعوه.
● امْكُثُوا يسيرًا: أي انتظروا قليلاً.
● مَعانيقَ: أي مسرعين.
● فَزعُوا: خافوا وارتبكوا.
● فَقَدُوا نَبِيَّهم: لم يجدوا النبي ﷺ فاشتاقوا إليه وخافوا عليه.
● نَنشُدُك اللَّهَ والصُّحْبة: أي نسألك بالله وبصحبتنا لك.
● أضَبُّوا عليه: أي ألحوا عليه واجتمعوا حوله يسألونه.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ نزل ليلة في سفر له هو وأصحابه، فنام كل صحابي متكئاً على راحلته. وفي منتصف الليل، لاحظ عوف أن ناقة النبي ﷺ ليست أمامها حراسة، فذهب يبحث عن النبي ﷺ فوجده مع اثنين من الصحابة (معاذ بن جبل وعبد الله بن قيس) وأخبراه أنهم سمعوا صوتاً من أعلى الوادي. ثم جاءهم النبي ﷺ وأخبرهم أن الله تعالى أرسل إليه ملكاً في تلك اليلة وخيره بين دخول نصف أمته الجنة دون حساب، أو اختيار الشفاعة العظمى يوم القيامة، فاختار النبي ﷺ الشفاعة لتعمّ جميع أمته المستحقة لها. فطلب منه الصحابة أن يجعلهم من أهل شفاعته، فأخبرهم أنهم منهم، ثم ذهبوا إلى الناس الذين كانوا قد فزعوا لغياب النبي ﷺ، فأخبرهم النبي ﷺ بما حدث، فطلبوا منه أيضاً أن يجعلهم من أهل شفاعته، فلما ألحوا عليه، شهد النبي ﷺ أن شفاعته ستكون لكل من مات لا يشرك بالله شيئاً.
3. الدروس المستفادة منه:
● عظمة منزلة النبي ﷺ عند الله: حيث خُيّر بين أمرين عظيمين، وهما دخول نصف أمته الجنة بلا عذاب، أو الشفاعة التي تعمّ من يستحقها من أمته.
● حكمة النبي ﷺ ورحمته بأمته: حيث فضّل الشفاعة لأنها تشمل كل من يستحقها من المسلمين، وليس فقط النصف.
● فضل الشفاعة: وهي من أعظم ما أعطاه الله لنبيه ﷺ، وتكون يوم القيامة لإنقاذ الناس من أهوالها.
● حرص الصحابة على الخير: حيث طلبوا من النبي ﷺ أن يجعلهم من أهل شفاعته، وهذا يدل على حرصهم على النجاة في الآخرة.
● الشفاعة مشروطة بعدم الشرك بالله: كما في قوله ﷺ: "شفاعتي لمن لا يشرك بالله شيئاً"، فمن مات مشركاً لا تنفعه شفاعة الشافعين.
● الاهتمام بأمر الآخرة: فالحديث يذكرنا بيوم القيامة وأهواله، ويحثنا على العمل الصالح لتكون من أهل الشفاعة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- الشفاعة أنواع، وأعظمها الشفاعة العظمى (المقام المحمود) التي تكون يوم القيامة لبدء الحساب وإنقاذ الناس من هول الموقف.
- الشفاعة لا تكون إلا لمن أذن الله له بالشفاعة، ولا تنفع إلا من مات على التوحيد.
- هذا الحديث يدل على أن النبي ﷺ قد أعطي الشفاعة، وهي خاصة به، كما أنه يشفع للأنبياء والعصاة من أمته.
- ينبغي للمسلم أن يسعى لأن يكون من أهل الشفاعة بالإيمان والتقوى واجتناب الشرك والكبائر.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل شفاعة نبيه محمد ﷺ، وأن يتوفانا على التوحيد والإيمان. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وأخرجه الترمذيّ (٢٤٤١) من هذا الوجه مختصرًا.
ورواه ابن ماجه (٤٣١٧) من وجه آخر مختصرًا أيضًا، وفيه: «هي لكل مسلم». وله طرق أخرى، انظر كتاب التوحيد لابن خزيمة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 875 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 850 حديث الشفاعة: محمد يشفع لأمته يوم القيامة.
- 851 المؤمنون يطلبون الشفاعة من آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم...
- 852 شفاعة النبي محمد لأمته يوم القيامة
- 853 إنّي لسيّد الناس يوم القيامة ولا فخر
- 854 ارفع رأسك سل تعط واشفع تشفع
- 855 أعطيت الشفاعة ولم يعطها أحد من الأنبياء قبلي
- 856 أُتيتُ خمسًا لم يؤتهنّ نبيٌّ كان قبلي
- 857 سَلْ فإن كل نبيٍّ قد سأل فأخرْتُ مسألتي إلى يوم...
- 858 عرض على رسول الله ما هو كائن من أمر الدنيا...
- 859 اللهم أمتي أمتي وبكى النبي ﷺ
- 860 يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة...
- 861 كل أمة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع
- 862 يكسوني ربي حلة خضراء، فذاك المقام المحمود
- 863 تمد الأرض يوم القيامة مدا لعظمة الرحمن
- 864 إذا كان يوم القيامة جيء بنبيِّكم فأُقْعِد بين يدي اللَّه...
- 865 من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه
- 866 إذا كان يوم القيامة شفعت فقلت: يا رب أدخل الجنة...
- 867 يسميهم أهل الجنة الجهنميين
- 868 أهل النار لا يموتون فيها ولا يحيون
- 869 ما الثعارير؟ قال: الضغابيس
- 870 حديث جابر بن عبد الله عن خروج قوم من النار
- 871 يخرج قوم من النار بشفاعة محمد فيدخلون الجنة
- 872 شفاعة النبي لأهل الكبائر من الأمة
- 873 شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي
- 874 الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي
- 875 رسول الله ﷺ يخير بين دخول نصف أمته الجنة وبين...
- 876 أشهدكم أن شفاعتي لكل من مات لا يشرك بالله شيئا
- 877 اخترت الشفاعة وهي لكل من مات لا يشرك بالله شيئًا
- 878 اللهم اغفر لكل عبد مسلم لقيك يؤمن بي لا يشرك...
- 879 فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت...
- 880 أنا أول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا...
- 881 الصراط الميزان الحوض: فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن
- 882 أُريت ما تلقى أمتي بعدي وسفك بعضهم دماء بعض
- 883 اللَّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك...
- 884 شفاعة النبي فيمن قال لا إله إلا الله
- 885 من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة...
- 886 فضل الموت في المدينة واستحقاق الشفاعة
- 887 من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها
- 888 من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، لا يموتُ بها...
- 889 من صبر على لأواء المدينة وشدتها كنت له شفيعًا
- 890 من مات صابرًا على لأواء المدينة
- 891 المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون
- 892 من يصبر على لأواء المدينة كنت له شفيعًا أو شهيدًا
- 893 يُجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه
- 894 قيل للنبي ﷺ: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك...
- 895 أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي
- 896 جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم
- 897 أرسلت إلى الناس كلهم عامة وكان من قبلي إنما يرسل...
- 898 بُعثتُ إلى الناس كافة الأحمر والأسود
- 899 إمام ظلوم وكل غال مارق
معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ يخير بين دخول نصف أمته الجنة وبين الشفاعة
📜 حديث: رسول الله ﷺ يخير بين دخول نصف أمته الجنة وبين الشفاعة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ يخير بين دخول نصف أمته الجنة وبين الشفاعة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ يخير بين دخول نصف أمته الجنة وبين الشفاعة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ يخير بين دخول نصف أمته الجنة وبين الشفاعة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








