حديث: لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب لا يقتل قرشي بعد اليوم صبرًا، ولا تغزى مكة بعد اليوم أبدًا
صحيح: رواه الترمذيّ (١٦١١) وأحمد (١٥٤٠٤) والحاكم (٣/ ٦٢٧) كلّهم من حديث زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن الحارث بن مالك بن البرصاء فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهم، عن الصحابي الجليل الحارث بن مالك بن البرصاء الأنصاري رضي الله عنه.
أولاً. شرح المفردات:
● "لا تُغْزَى": أي لا يُغْزَى عليها، لا يُقاتَل أهلها ولا يُحارَبون.
● "هَذِهِ": أي مكة المكرمة، البلد الحرام.
● "بَعْدَ الْيَوْمِ": أي بعد يوم فتح مكة.
● "إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ": دلالة على الاستمرار والدوام إلى نهاية الدنيا.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يَوم فتح مكة - وهو اليوم العظيم الذي دخل فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة منتصرين، فحطم الأصنام وطهّر البيت الحرام من الشرك - يقول: "لا تُغْزَى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة".
ومعناه: أن مكة المكرمة، بعد هذا الفتح العظيم، أصبحت حرمًا آمنًا، محرمٌ على المسلمين قتالُ أحدٍ فيها أو غزوها، إلى أن تقوم الساعة. فهي بلد الله الحرام، جعلها الله آمناً منذ خلقه للسماوات والأرض، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى وأزاح عنه أي شبهة بعد الفتح.
وهذا الحكم يشمل:
- تحريم بدء القتال داخل حرم مكة.
- تحريم حمل السلاح فيها للقتال.
- وجوب صون حرمتها وسلامتها من أي عدوان.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- عظمة حرمة مكة المكرمة: فقد خصها الله تعالى بمزايا عظيمة، ومنها هذا الحكم الذي جعلها في أمان وسلام إلى قيام الساعة، فلا يسفك فيها دم، ولا يعضد فيها شجر، ولا يختلى فيها خلا.
2- رحمة الإسلام وعدله: فالنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن انتصر على قريش ودخل مكة منتصراً، لم ينتقم أو يثأر، بل أعلن العفو والأمان، وزاد على ذلك فأمّنها من أي غزو في المستقبل. وهذا من أعظم مظاهر رحمة هذا الدين وسماحته.
3- ثبات أحكام الشريعة: فقوله صلى الله عليه وسلم "إلى يوم القيامة" يدل على أن هذا الحكم ثابت ومستمر، لا يتغير باختلاف الزمان أو الأشخاص.
4- الفرق بين الفتح والغزو: فتح مكة كان لتحريرها من الشرك وإعادتها لدين الله، وهو حدث فريد، أما بعد ذلك فأصبحت دار إسلامٍ وأمنٍ، فلا يُغزى المسلمون في حرمهم.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث أصل عظيم من أصول أحكام الحرم المكي.
- اتفق العلماء على حرمة القتال في مكة واستحلال حرمتها، واستدلوا بهذا الحديث وغيره.
- مما يدل على عظم حرمة مكة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن بالقتال فيها يوم الفتح إلا للضرورة القصوى ولمن قاتل فقط، ثم نادى بالأمان للناس جميعاً.
نسأل الله أن يحفظ بلاد الحرمين، وأن يعم الأمن والأمان بلاد المسلمين جميعاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وهو حديث زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي، فلا نعرفه إِلَّا من حديثه».
والظاهر أن الشعبي له شيخان في هذا الحديث: الحارث بن مالك بن البرصاء، كان يروي حديث غزو مكة، وعبد الله بن مطيع، كان يُروي عن أبيه حديث غزو مكة، وحديث قتل القرشي صبرًا، وكان يجمع بينهما مرة، ويفرق أخرى.
ومعنى الحديث: لا يقتل قرشي كفرًا وارتدادًا بعد دخولهم في الإسلام يوم الفتح، وليس المراد أنهم لا يقتلون ظلمًا صبرًا، فقد جرى على قريش بعد ذلك ما هو معلوم. أفاده النوويّ.
وقال سفيان بن عيينة: إنهم لا يكفرون أبدًا، ولا يغزون على الكفر، ذكره الطحاويّ في مشكل الآثار (٢/ ٢٢٨ - ٢٢٩).
وكذلك قوله: «لا تغزى مكة بعد اليوم» أي على الكفر.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 665 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 640 خروج أبي سفيان لطلب خبر رسول الله ﷺ عام الفتح
- 641 المحيا محياكم، والممات مماتكم
- 642 قلتم: أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته،...
- 643 من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه...
- 644 ابن عباس: أبو سفيان وعبد الله بن أبي أمية يطلبان...
- 645 اهجوا قريشًا فإنه أشد عليها من رشق بالنبل
- 646 منزلنا إن شاء الله إذا فتح الله الخيف
- 647 لا يرث المؤمن الكافر ولا يرث الكافر المؤمن
- 648 دخل النبي ﷺ عام الفتح من كداء.
- 649 اقتلوه إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة
- 650 دخل النبي مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء
- 651 عليه عمامة سوداء
- 652 دخل النبي مكة ولواؤه أبيض وعليه عمامة سوداء
- 653 رسول الله ﷺ يقرأ سورة الفتح ويرجع فيها
- 654 اليوم يوم يعظم الله فيه الكعبة
- 655 لما قدم رسول الله مكة كان قيس في مقدمته
- 656 النبي ﷺ يطوف على بعير ويستلم الركن بمحجن
- 657 رسول الله ﷺ يدخل الكعبة ويكسر حمامة العيدان
- 658 النبي ﷺ يطعن الأصنام حول الكعبة ويقول جاء الحق وزهق...
- 659 أمر النبي بإخراج الآلهة من البيت ودخل فكبر في نواحيه
- 660 الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة
- 661 فأمر بها رسول الله ﷺ فكبّت كلها لوجوهها
- 662 لما كان يوم حنين التقى هوازن
- 663 المهاجرون والأنصار أولياء بعضهم لبعض إلى يوم القيامة
- 664 لا يقتل قرشي صبرًا بعد هذا اليوم
- 665 لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة
- 666 لا حلف في الإسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية لم...
- 667 يجير على المسلمين أدناهم، ويرد على المسلمين أقصاهم
- 668 كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر
- 669 لا إله إلا الله وحده نصر عبده وهزم الأحزاب وحده
- 670 إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ
- 671 إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض
- 672 عنوان الحديث: إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها...
- 673 بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام حرام
- 674 يؤمكم أكثركم قرآنًا
- 675 على الإسلام والجهاد والخير
- 676 النبي يبايع الناس على الإسلام والشهادة يوم الفتح
- 677 ما مسّ رسول الله ﷺ بيده امرأة قطّ
- 678 بيعة النساء
- 679 بيعة النساء على عدم الشرك والسرقة والزنا
- 680 لا يصافح النساء في البيعة
- 681 لا أصافح النساء في البيعة
- 682 أبو بكر يأتي بأبيه إلى النبي ﷺ فيسلم
- 683 خضاب رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر
- 684 ما كان على ظهر الأرض خباء أحب إلي من أن...
- 685 لم يغنموا يوم الفتح شيئًا
- 686 من أجرت فقد أجرنا
- 687 صلى النبي ثمان ركعات أخف صلاة
- 688 دخل النبي مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر
- 689 قتلت عبد العزّى بن خطل وهو متعلق بستر الكعبة
معلومات عن حديث: لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة
📜 حديث: لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








