حديث: خضاب رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

إسلام أبي قحافة

سئل أنس بن مالك عن خضاب رسول الله ﷺ فقال: إن رسول الله ﷺ لم يكن شاب إِلَّا يسيرًا، ولكن أبا بكر وعمر بعده خضبا بالحناء والكتم، قال: وجاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله ﷺ يوم فتح مكة يحمله حتَّى وضعه بين يدي رسول الله ﷺ فقال رسول الله ﷺ لأبي بكر: «لو أقررت الشّيخ في بيته لأتيناه» تكرمه لأبي بكر، فأسلم ولحيته ورأسه كالثغامة بياضًا، فقال رسول الله ﷺ: «غيروهما وجنبوه السواد».

صحيح: رواه أحمد (١٢٦٣٥) والبزّار - كشف الأستار (٢٩٨١) وأبو يعلى (٢٨٣١) وصحّحه ابن حبَّان (٥٤٧٢) والحاكم (٣/ ٢٤٤) كلّهم من حديث بن سلمة، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، قال: سئل أنس فذكره.

سئل أنس بن مالك عن خضاب رسول الله ﷺ فقال: إن رسول الله ﷺ لم يكن شاب إِلَّا يسيرًا، ولكن أبا بكر وعمر بعده خضبا بالحناء والكتم، قال: وجاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله ﷺ يوم فتح مكة يحمله حتَّى وضعه بين يدي رسول الله ﷺ فقال رسول الله ﷺ لأبي بكر: «لو أقررت الشّيخ في بيته لأتيناه» تكرمه لأبي بكر، فأسلم ولحيته ورأسه كالثغامة بياضًا، فقال رسول الله ﷺ: «غيروهما وجنبوه السواد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه فوائد عظيمة وآداب نبوية كريمة. سأشرحه لكم جزءًا جزءًا مع بيان الدروس المستفادة منه.

أولاً. شرح المفردات:


● خضاب: صبغ الشعر أو اللحية لتغيير لونها.
● شاب: أي صار شعره أبيض.
● الحناء والكتم: نباتات تستخدم في الصبغ، والحناء يعطي لونًا أحمر، والكتم (وهو نبتة معروفة) يعطي لونًا بين السواد والحمرة.
● أبو قحافة: والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.
● كالثغامة: الثغامة نبات أبيض الزهر، فشبه النبي ﷺ بياض شعر أبي قحافة به.
● غيروهما: أي غيّروا لون شعره ولحيته.
● جنبوه السواد: ابتعدوا عن الصبغ بالسواد.


ثانيًا. شرح الحديث:


يذكر أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً سأله: هل كان النبي ﷺ يخضب شعره؟ فأجاب أنس بأن النبي ﷺ لم يكن يشيب إلا قليلاً جدًا، أي أن شعره كان أسود في الغالب، ولم يكن يحتاج إلى الخضاب غالبًا.
ثم يذكر أنس أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما بعد النبي ﷺ كانا يخضبان بالحناء والكتم؛ لأنهما شابا، فأرادا تغيير لون شعرهما الأبيض.
ثم يذكر قصة مجيء أبي بكر بأبيه أبي قحافة إلى النبي ﷺ يوم فتح مكة، وكان أبو قحافة شيخًا كبيرًا لا يقوى على المشي، فحمله أبو بكر حتى أوقفه بين يدي النبي ﷺ. فقال النبي ﷺ لأبي بكر: "لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه"، أي لو تركته في بيته لجئت أنا إليه تكرمًا لك ولأبيك. وهذا من أدب النبي ﷺ وحسن تعامله مع أصحابه وكبار السن.
فلما رآه النبي ﷺ وقد اسلم، وكان شعره أبيض ناصعًا كزهر الثغامة، قال له: "غيروهما وجنبوه السواد"، أي غيّروا لون شعر رأسك ولحيتك، ولكن تجنبوا الصبغ بالسواد.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- جواز الخضاب للرجال: وذلك لتغيير الشيب، وهو من السنة كما فعل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
2- كراهية الخضب بالسواد: وهذا من هدي النبي ﷺ حيث نهى عن الصبغ بالسواد، وقد ورد النهي عنه في أحاديث أخرى، وذلك لأنه تغيير لخلق الله بشكل مبالغ فيه، أو لأنه يشبه فعل الكذابين والمتظاهرين بالشباب.
3- بر الوالدين والإحسان إليهما: كما فعل أبو بكر رضي الله عنه حيث حمل أباه إلى النبي ﷺ ليدخل في الإسلام.
4- التكريم والاحترام للكبار: حيث قال النبي ﷺ لأبي بكر: "لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه"، وهذا أدب عظيم في زيارة الكبار ومراعاة ظروفهم.
5- الدعوة باللين والرفق: حيث قبل النبي ﷺ مجيء أبي قحافة، وأبدى استعداده للذهاب إليه لو بقي في بيته.
6- حرص الصحابة على تطبيق أوامر النبي ﷺ: حيث امتثلوا لأمره بتغيير لون الشعر وتجنب السواد.


رابعًا. معلومات إضافية:


- الخضاب بالحناء من السنن المستحبة، خاصة إذا كان للرجل أو المرأة شيب.
- النهي عن الخضب بالسواد ثابت في عدة أحاديث، منها قوله ﷺ: "غيّروا الشيب ولا تشبهوا باليهود والنصارى"، وفي رواية: "جنبوه السواد".
- يستثنى من ذلك حالة الحرب؛ حيث أجاز بعض العلماء الخضب بالسواد للتمويه على العدو، كما فعل بعض الصحابة.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في السنة، وأن يوفقنا للعمل بها، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٢٦٣٥) والبزّار - كشف الأستار (٢٩٨١) وأبو يعلى (٢٨٣١) وصحّحه ابن حبَّان (٥٤٧٢) والحاكم (٣/ ٢٤٤) كلّهم من حديث بن سلمة، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، قال: سئل أنس فذكره. واللّفظ لأحمد. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشّيخين.
قال الأعظمي: محمد بن سلمة هو الحراني شيخ أحمد الباهلي، لم يرو عنه سوى مسلم.
وقال الحاكم: قال ابن وهب (وهو معطوف على الإسناد السابق) وأخبرني عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم أن رسول الله ﷺ هنّأ أبا بكر بإسلام أبيه.
رجاله ثقات، عمر بن محمد هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب من رجال الصَّحيح.
وهي سنة عزيزة لولا فيه إرسال، فإن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطّاب تابعي ثقة وكان يرسل.
وأمّا مسألة الاجتناب من السواد فستأتي في موضعها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 683 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خضاب رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر

  • 📜 حديث: خضاب رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خضاب رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خضاب رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خضاب رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب