حديث: فأمر بها رسول الله ﷺ فكبّت كلها لوجوهها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إزالة الأصنام من حول الكعبة

عن جابر قال: دخلنا مع النَّبِيّ ﷺ مكة، وفي البيت وحول البيت ثلاث مائة وستون صنمًا تعبد من دون الله، قال: فأمر بها رسول الله ﷺ فكبّت كلها لوجوهها، ثمّ قال: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء: ٨١] ثمّ دخل رسول الله ﷺ البيت، فصلى فيه ركعتين، فرأى فيه تمثال إبراهيم، وإسماعيل وإسحاق، وقد جعلوا في يد إبراهيم الأزلام يستقسم بها، فقال رسول الله ﷺ: «قاتلهم الله، ما كان إبراهيم يستقسم بالأزلام» ثمّ دعا رسول الله ﷺ بزعفران فلطّخه بتلك التماثيل.

حسن: رواه ابن أبي شيبة (٣٨٠٦٠) عن شبابة بن سوّار، قال: حَدَّثَنَا المغيرة بن مسلم، عن أبي الزُّبير، عن جابر فذكره.

عن جابر قال: دخلنا مع النَّبِيّ ﷺ مكة، وفي البيت وحول البيت ثلاث مائة وستون صنمًا تعبد من دون الله، قال: فأمر بها رسول الله ﷺ فكبّت كلها لوجوهها، ثمّ قال: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء: ٨١] ثمّ دخل رسول الله ﷺ البيت، فصلى فيه ركعتين، فرأى فيه تمثال إبراهيم، وإسماعيل وإسحاق، وقد جعلوا في يد إبراهيم الأزلام يستقسم بها، فقال رسول الله ﷺ: «قاتلهم الله، ما كان إبراهيم يستقسم بالأزلام» ثمّ دعا رسول الله ﷺ بزعفران فلطّخه بتلك التماثيل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبيل الذي يروي لنا حدثًا عظيمًا من أحداث فتح مكة، موثقًا في صحيح البخاري وغيره من كتب السنة:

الحديث:


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: دخلنا مع النَّبِيّ ﷺ مكة، وفي البيت وحول البيت ثلاث مائة وستون صنمًا تعبد من دون الله، قال: فأمر بها رسول الله ﷺ فكبّت كلها لوجوهها، ثمّ قال: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء: ٨١] ثمّ دخل رسول الله ﷺ البيت، فصلى فيه ركعتين، فرأى فيه تمثال إبراهيم، وإسماعيل وإسحاق، وقد جعلوا في يد إبراهيم الأزلام يستقسم بها، فقال رسول الله ﷺ: «قاتلهم الله، ما كان إبراهيم يستقسم بالأزلام» ثمّ دعا رسول الله ﷺ بزعفران فلطّخه بتلك التماثيل.


1. شرح المفردات:


● دخلنا مع النبي ﷺ مكة: أي دخل الصحابة رضي الله عنهم مع النبي ﷺ مكة المكرمة يوم الفتح.
● صنمًا: تمثالًا يُعبد من دون الله.
● فكبّت كلها لوجوهها: أُلقيت على وجوهها، أي سقطت على وجوهها ذليلة.
● جاء الحق: أي جاء الإسلام وشرائع الله.
● زهق الباطل: ذهب وزال.
● الأزلام: قداح (سهام) كانوا يستقسمون بها في الجاهلية للتفاؤل أو التشاؤم.
● يستقسم بها: يستفهم عن الأمور المستقبلية بالقسامة بها.
● فلطّخه: دهنه ومسحه.


2. شرح الحديث:


يصف الحديث المشهد العظيم لفتح مكة ودخول النبي ﷺ الكعبة، حيث كانت مليئة بالأصنام التي وضعها المشركون حولها وداخلها، وعددها 360 صنمًا، بعدد أيام السنة تقريبًا، مما يدل على كثرة شركهم.
فأمر النبي ﷺ بإزالة هذه الأصنام وإهانتها بإسقاطها على وجوهها، إعلانًا لزوال الشرك وعلوِّ الحق. ثم تلا قوله تعالى: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾، تأكيدًا على انتصار التوحيد على الشرك.
ثم دخل النبي ﷺ الكعبة وصلى فيها ركعتين شكرًا لله على هذا النصر العظيم. ولاحظ وجود تماثيل لأنبياء الله إبراهيم وابنيه إسماعيل وإسحاق عليهم السلام، ولكن المشركين وضعوا في يد إبراهيم الأزلام (أي السهام التي كانوا يقترعون بها في الجاهلية)، فغضب النبي ﷺ وغيّر عليه أن يُنسب إلى نبيٍ مثل إبراهيم – أبو الأنبياء – ما كان من أفعال الجاهلية، فقال: «قاتلهم الله، ما كان إبراهيم يستقسم بالأزلام»، أي كيف يفعل ذلك وهو نبيٌّ موحِّد؟!
ثم أمر النبي ﷺ بطلاء هذه التماثيل بالزعفران – وهو مادة صفراء – لتغطية صورتها وإبطال تأثيرها، لأن التماثيل محرمة حتى لو كانت لأنبياء؛ خشية الفتنة أو العودة إلى عبادة غير الله.


3. الدروس المستفادة:


● عزة الإسلام وذلة الشرك: إسقاط الأصنام على وجوهها رمز لهزيمة الباطل.
● التوحيد أساس النصر: انتصار المسلمين كان بسبب تمسكهم بعقيدة التوحيد.
● تحريم التماثيل والصور: حتى لو كانت لشخصيات محترمة؛ لئلا تكون وسيلة للشرك.
● الغضب لله: غضب النبي ﷺ عندما نُسب إلى نبي الله إبراهيم ما لا يليق به.
● الشكر على النعم: صلاة النبي ﷺ في الكعبة شكرًا لله على فتح مكة.
● التأسي بالنبي ﷺ: في الغيرة على العقيدة ومحاربة الشرك بكل أشكاله.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من أحاديث الفتح التي تبيّن عظمة الإسلام.
- كان فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، ودخله النبي ﷺ وهو متواضعٌ شاكرٌ، لم ينتقم لأذى قريش السابق.
- الأزلام محرمة في الإسلام؛ لأنها من أعمال الجاهلية والتعلق بغير الله.

أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا من المدافعين عن التوحيد، المتبعين لسنة نبيه ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي شيبة (٣٨٠٦٠) عن شبابة بن سوّار، قال: حَدَّثَنَا المغيرة بن مسلم، عن أبي الزُّبير، عن جابر فذكره. وإسناده حسن من أجل أبي الزُّبير.
وحسّنه أيضًا الحافظ في المطالب العالية (٣٤٠٣).
وقوله: «ثمّ دعا رسول الله ﷺ بزعفران فلطّخه بتلك التماثيل» فيه غرابة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 661 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فأمر بها رسول الله ﷺ فكبّت كلها لوجوهها

  • 📜 حديث: فأمر بها رسول الله ﷺ فكبّت كلها لوجوهها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فأمر بها رسول الله ﷺ فكبّت كلها لوجوهها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فأمر بها رسول الله ﷺ فكبّت كلها لوجوهها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فأمر بها رسول الله ﷺ فكبّت كلها لوجوهها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب