حديث: عثمان يطلب بيعة عبد الله بن أبي سرح والنبي يأبى ثلاث مرات
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب من أمر بالقتل يوم الفتح
فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصحَابِهِ فَقَالَ: «أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ» فَقَالُوا: مَا نَدْرِي يَا رَسولَ اللَّهِ! مَا فِي نَفْسِكَ، أَلَّا أَوْمَأتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ؟ قَالَ: «إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ الْأَعْيُنِ».
قال أبو داود: كان عبد الله أخا عثمان من الرضاعة، وكان الوليد بن عقبة أخا عثمان لأمه، ضربه عثمان الحد إذ شرب الخمر.
صحيح: رواه أبو داود (٢٦٨٣) عن عثمان بن أبي شيبة قال: حَدَّثَنَا أحمد بن المفضل، قال: حَدَّثَنَا أسباط بن نصر، قال: زعم السدي، عن مصعب بن سعد، عن سعد فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام أبو داود في سننه عن سعد رضي الله عنه، مع بيان مفرداته ومعانيه والدروس المستفادة منه:
1. شرح المفردات:
● يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: اليوم الذي دخل فيه النبي ﷺ مكة منتصراً في السنة الثامنة للهجرة.
● آمَنَ النَّاسَ: أي قبل إسلامهم وأمنهم على دمائهم وأموالهم.
● اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ: لجأ إليه واستجار به.
● بَايَعْ: اقبل بيعته وأعطه العهد والأمان.
● كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى: في كل مرة يرفض النبي ﷺ مبايعته.
● رَجُلٌ رَشِيدٌ: عاقل حكيم يفهم الإشارة ويتصرف بحكمة.
● كَفَفْتُ يَدِي: امتنعت عن قبول بيعته.
● خَائِنَةُ الْأَعْيُنِ: نظرة العين الخائنة التي تشير إلى شيء في الخفاء.
2. شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي سعد رضي الله عنه عن يوم فتح مكة، حين أعلن النبي ﷺ الأمان لكل الناس إلا أربعة نفر وامرأتين بسبب جرائمهم العظيمة ضد الإسلام، وكان منهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي كان قد أسلم ثم ارتد وكذب على الله ورسوله.
اختبأ ابن أبي سرح عند عثمان بن عفان رضي الله عنه (لقرابته منه)، فلما طلب النبي ﷺ البيعة من الناس، جاء به عثمان إلى النبي ﷺ وطلب منه أن يقبل بيعته.
رفع النبي ﷺ رأسه ونظر إلى ابن أبي سرح ثلاث مرات، وكل مرة يمتنع عن مبايعته، ثم قبل بيعته في المرة الثالثة.
بعد ذلك، التفت النبي ﷺ إلى أصحابه وقال: أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني امتنعت عن مبايعته فيقتله؟
فأجاب الصحابة: كيف نعلم ما في نفسك يا رسول الله؟ هلا أشرت إلينا بعينك!
فقال النبي ﷺ: "إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين" أي لا يليق بالنبي أن تكون له نظرة خائنة أو إشارة خفية بالعين لقتل أحد.
3. الدروس المستفادة:
● عفو النبي ﷺ وسمو أخلاقه: قبل بيعة ابن أبي سرح بعد إبائه ثلاث مرات، يظهر magnanimity even toward those who wronged him severely.
● حرمة الغدر والخيانة: النبي ﷺ يرفض أن يكون له نظرة خائنة أو إشارة غادرة، حتى لو في أمر شرعي كقتل مرتد.
● أهمية الفطنة والفهم عند الصحابة: النبي ﷺ توقع من أصحابه أن يفهموا مقصده من خلال امتناعه عن البيعة.
● قوة العلاقات والأواصر: عثمان بن عفان يشفع لابن أبي سرح بسبب قرابته، مما يدل على دور الصلة والرحم في الشفاعة.
● التأسّي بالنبي ﷺ في الصدق والصراحة: لا يليق بالمسلم أن يكون ذا وجهين أو أن يستخدم الإشارات الخفية للغدر.
4. معلومات إضافية:
● عبد الله بن سعد بن أبي سرح: كان من كتاب الوحي، ثم ارتد وقال: "لقد كان محمد يأمرني أن أكتب ما شئت" كذباً على الله،所以 كان مستحقاً للقتل، but after his Islam became والياً على مصر في عهد عثمان.
● الوليد بن عقبة: الذي ذكره أبو داود في التعليق، هو أخو عثمان لأمه، and indeed عثمان أقام عليه الحد when he drank الخمر، يظهر justice even with الأقارب.
● الحديث يدل على أن النبي ﷺ كان واضحاً صريحاً، لا يُخفى شيء من أمره، وهذا من كمال نبوته وأخلاقه.
هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وممن أمر بالقتل يوم الفتح: عكرمة بن أبي جهل.
وإسناده صحيح. انظر للمزيد كتاب المرتد.
وفي الباب عن سعيد بن يربوع المخزومي قال: إن رسول الله ﷺ قال يوم فتح مكة: «أمن الناس إِلَّا هؤلاء الأربعة فلا يؤمنون في حل ولا حرم ابن خطل ومقيس بن صبابة المخزومي وعبد الله بن أبي سرح وابن نقيذ» فأما ابن خطل فقتله الزُّبير بن العوام وأمّا عبد الله بن أبي سرح فاستأمن له عثمان رضي الله عنه فأومن وكان أخاه من الرضاعة فلم يقتل ومقيس بن صبابة قتله ابن عم له أحد قد سماه وقتل عليّ رضي الله عنه ابن نقيذ وقينتين كانتا لمقيس فقتلت إحداهما وأفلتت الأخرى وأسلمت.
رواه أبو داود (٢٦٨٤) والدارقطني (٤/ ١٦٨) والبيهقي (٩/ ٢١٢، ١٢٠) من طريق عن زيد بن الحباب، أخبرنا عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي، حَدَّثَنِي جدي، عن أبيه فذكره. واللّفظ للبيهقي. ولفظ أبي داود والدارقطني مختصر.
وفي إسناده عمر بن عثمان بن عبد الرحمن وقيل: عمرو كما في رواية أبي داود والصواب الأوّل. كما قال أبو داود في كتاب التفرد فيما نقل عن المزي، ولم يوثقه أحد إِلَّا أن ابن حبَّان ذكره في ثقاته، ولذا قال الحافظ في التقريب: «مقبول» أي عند المتابعة، ولم أجد له متابعًا.
قال الواقدي: الذين أمر النَّبِيّ ﷺ بقتلهم ستة نفر، وأربع نسوة:
١ - عكرمة بن أبي جهل.
٢ - هبار بن الأسود.
٣ - عبد الله بن سعد بن أبي سرح.
٤ - مقيس بن صبابة الليثي.
٥ - حويرث بن نقيذ.
٦ - عبد الله بن هلال بن خطل الأدرمي.
٧ - هند بنت عتبة بن ربيعة.
٨ - سارة مولاة عمرو بن هاشم.
٩ - و١٠ - قينتين لابن خطل وهما: قرينا، وقريبة.
المغازي (٢/ ٧٢٥)
وقال الحافظ ابن حجر: وقد جمعت أسماءهم من مفرقات الأخبار وهم: فذكرهم.
ثمّ قال: فأما ابن أبي سرح فكان أسلم، ثمّ ارتد، ثمّ شفع فيه عثمان يوم الفتح إلى النَّبِيّ ﷺ فحقن دمه، وقبل إسلامه.
وأمّا عكرمة ففر إلى اليمن، فتبعته امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام، فرجع معها بأمان من رسول الله ﷺ.
وأمّا الحويرث فكان شديد الأذى لرسول الله ﷺ بمكة فقتله عليّ يوم الفتح.
وأمّا مقيس بن صبابة فكان أسلم، ثمّ عدا على رجل من الأنصار فقتله، وكان الأنصاري قتل أخاه هشامًا خطأ، فجاء مقيس فأخذ الدية، ثمّ قتل الأنصاري، ثمّ ارتد، فقتله ثميلة بن عبد الله يوم الفتح.
وأمّا هبار فكان شديد الأذى للمسلمين، وعرض لزينب بنت رسول الله ﷺ لما هاجرت، فنخس بعيرها فأسقطت، ولم يزل ذلك المرض بها حتَّى ماتت، فلمّا كان يوم الفتح بعد أن أهدر النَّبِيّ ﷺ دمه، أعلن بالإسلام، فقبل منه، فعفا عنه.
وأمّا القينتان فاستؤمن لإحداهما فأسلمت، وقتلت الأخرى.
وأمّا سارة فأسلمت، وعاشت إلى خلافة عمر، وقال الحميدي: بل قتلت.
قال: وذكر أبو معشر فيمن أهدر دمه: الحارث بن طلاطل الخزاعي قتله عليّ.
وذكر الحاكم: أيضًا ممن أهدر دمه كعب بن زهير، وقصته مشهورة، وقد جاء بعد ذلك، وأسلم ومدح، ووحشي بن حرب، وهند بنت عتبة امرأة أبي سفيان وأسلمت، وأرنب مولاة ابن خطل أيضًا قتلت، وأم سعد قتلت فيما ذكر ابن إسحاق فكملت العدة ثمانية رجال، وست نسوة. انتهى.
الفتح (٨/ ١١ - ١٢) وسبق ذكر من قتل وارتد في كتاب المرتد.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 690 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 665 لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة
- 666 لا حلف في الإسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية لم...
- 667 يجير على المسلمين أدناهم، ويرد على المسلمين أقصاهم
- 668 كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر
- 669 لا إله إلا الله وحده نصر عبده وهزم الأحزاب وحده
- 670 إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ
- 671 إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض
- 672 عنوان الحديث: إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها...
- 673 بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام حرام
- 674 يؤمكم أكثركم قرآنًا
- 675 على الإسلام والجهاد والخير
- 676 النبي يبايع الناس على الإسلام والشهادة يوم الفتح
- 677 ما مسّ رسول الله ﷺ بيده امرأة قطّ
- 678 بيعة النساء
- 679 بيعة النساء على عدم الشرك والسرقة والزنا
- 680 لا يصافح النساء في البيعة
- 681 لا أصافح النساء في البيعة
- 682 أبو بكر يأتي بأبيه إلى النبي ﷺ فيسلم
- 683 خضاب رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر
- 684 ما كان على ظهر الأرض خباء أحب إلي من أن...
- 685 لم يغنموا يوم الفتح شيئًا
- 686 من أجرت فقد أجرنا
- 687 صلى النبي ثمان ركعات أخف صلاة
- 688 دخل النبي مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر
- 689 قتلت عبد العزّى بن خطل وهو متعلق بستر الكعبة
- 690 عثمان يطلب بيعة عبد الله بن أبي سرح والنبي يأبى...
- 691 رسول الله ﷺ يدخل الكعبة يوم فتح مكة ويصلي فيها
- 692 أمر النبي بإخراج الأصنام من الكعبة وقال: قاتلهم الله
- 693 من سرق من قريش قطعت يدها
- 694 أمر رسول الله خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى...
- 695 غنمتم يوم الفتح شيئًا؟
- 696 أقام النبي بمكة تسعة عشر يومًا يصلي ركعتين
- 697 صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ
- 698 إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا
- 699 إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فَاقْتُلُوهُ وَلَا تُحْرِقُوهُ بِالنَّارِ
- 700 خالد بن الوليد يهدم العزى
- 701 فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا. فجعلوا يقولون صبأنا، صبأنا
- 702 عنوان الحديث: "هل أنت آخذ بهذه الرمة فقائدي إلى هؤلاء...
- 703 عذرًا رسول الله أما كان فيكم رجل رحيم
- 704 بعث رسول الله ﷺ إلى صفوان بن أمية فسأله أدراعًا
- 705 يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون...
- 706 غزوة حنين وفرار الناس ثم هزيمة المشركين
- 707 من قتل الرجل؟ قال ابن الأكوع، قال له سلبه أجمع
- 708 تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله
- 709 عارية مضمونة حتَّى نؤديها عليك
- 710 أنا النَّبِيّ لا كذب أنا ابن عبد المطلب
- 711 أفررتم يوم حنين؟ قال: لا، والله! ما ولى رسول الله...
- 712 انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط
- 713 ما مع رسول الله ﷺ مائة رجل
- 714 رسول الله ﷺ يقول: "هذا حين حمي الوطيس"
معلومات عن حديث: عثمان يطلب بيعة عبد الله بن أبي سرح والنبي يأبى ثلاث مرات
📜 حديث: عثمان يطلب بيعة عبد الله بن أبي سرح والنبي يأبى ثلاث مرات
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عثمان يطلب بيعة عبد الله بن أبي سرح والنبي يأبى ثلاث مرات
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عثمان يطلب بيعة عبد الله بن أبي سرح والنبي يأبى ثلاث مرات
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عثمان يطلب بيعة عبد الله بن أبي سرح والنبي يأبى ثلاث مرات
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








