حديث: يؤمكم أكثركم قرآنًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب مبادرة الناس بالإسلام بعد فتح مكة

عَنْ عَمْرِو بْنِ سلِمَةَ، قَالَ: كُنَّا بِمَاءٍ مَمَرَّ النَّاسِ، وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا الرُّكْبَانُ فَنَسْأَلُهُمْ مَا لِلنَّاسِ؟ مَا لِلنَّاسِ؟ مَا هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُونَ: يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ، أَوْ أَوْحَى اللَّهُ بِكَذَا. فَكُنْتُ أَحْفَظُ ذَلِكَ الْكَلَامَ، وَكَأَنَّمَا يُغْرَى فِي صَدْرِي، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلَامِهِمِ الْفَتْحَ، فَيَقُولُونَ اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ، فَإِنَّهُ إِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهْوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ. فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ أَهْل الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْم بِإِسْلَامِهِمْ، وَبَدَرَ أَبِي قَوْمِي بِإِسْلَامِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: جِئْتُكُمْ وَاللَّهِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ ﷺ حَقًّا، فَقَالَ: «صَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، وَصَلُّوا كَذَا فِي حِينِ كَذَا، فَإِذَا حَضرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا» فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنَي، لِمَا كُنْتُ أَتَلَقَّى مِنَ الرُّكْبَانِ، فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَأَنَا ابْنُ سِتٍّ أَوْ سَبْعِ سِنِينَ وَكَانَتْ عَلَيَّ بُرْدَةٌ، كُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ عَنِّي، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ: أَلَا تُغَطُّون عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ. فَاشْتَرَوْا فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا، فَمَا فَرِحْتُ بِشَىْءٍ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيصِ.

صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٠٢) عن سليمان بن حرب، حَدَّثَنَا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن سلمة قال: قال لي أبو قلابة: ألا تلقاه فتسأله؟ قال: فلقيته فسألته فقال: فذكره.

عَنْ عَمْرِو بْنِ سلِمَةَ، قَالَ: كُنَّا بِمَاءٍ مَمَرَّ النَّاسِ، وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا الرُّكْبَانُ فَنَسْأَلُهُمْ مَا لِلنَّاسِ؟ مَا لِلنَّاسِ؟ مَا هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُونَ: يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ، أَوْ أَوْحَى اللَّهُ بِكَذَا. فَكُنْتُ أَحْفَظُ ذَلِكَ الْكَلَامَ، وَكَأَنَّمَا يُغْرَى فِي صَدْرِي، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلَامِهِمِ الْفَتْحَ، فَيَقُولُونَ اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ، فَإِنَّهُ إِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهْوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ. فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ أَهْل الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْم بِإِسْلَامِهِمْ، وَبَدَرَ أَبِي قَوْمِي بِإِسْلَامِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: جِئْتُكُمْ وَاللَّهِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ ﷺ حَقًّا، فَقَالَ: «صَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، وَصَلُّوا كَذَا فِي حِينِ كَذَا، فَإِذَا حَضرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا» فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنَي، لِمَا كُنْتُ أَتَلَقَّى مِنَ الرُّكْبَانِ، فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَأَنَا ابْنُ سِتٍّ أَوْ سَبْعِ سِنِينَ وَكَانَتْ عَلَيَّ بُرْدَةٌ، كُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ عَنِّي، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ: أَلَا تُغَطُّون عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ. فَاشْتَرَوْا فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا، فَمَا فَرِحْتُ بِشَىْءٍ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيصِ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، فإن حديث عمرو بن سلمة رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تحكي قصة إسلام بعض القبائل العربية في بداية الدعوة الإسلامية، وتظهر فضل حفظ القرآن الكريم وتعلمه. وسأشرح هذا الحديث شرحًا وافيًا مستندًا إلى كتب أهل السنة والجماعة، مع بيان المفردات والدروس المستفادة.

أولاً. شرح المفردات:


● ماءٍ مَمَرَّ النَّاسِ: موضع فيه ماء يمر به المسافرون.
● الرُّكْبَانُ: المسافرون على الإبل أو الخيل.
● تَلَوَّمُ: تتردد وتتأخر.
● الْفَتْحَ: هنا يقصد فتح مكة.
● بَادَرَ: أسرع.
● بَدَرَ: سبق.
● يُغْرَى فِي صَدْرِي: يثبت ويستقر في قلبي كالغرس الثابت.
● تَقَلَّصَتْ: ارتفعت وانكشفت.
● اسْتَ: مؤخرة الجسم (وهنا كناية عن العورة).

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي عمرو بن سلمة رضي الله عنه أن قومه كانوا يسكنون near ماء يمر به المسافرون، فكانوا يسألون المارين عن الأخبار، فكانوا يخبرونهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وأن الله أرسله أو أوحى إليه. فكان عمرو يحفظ ما يسمعه من القرآن والأخبار، وكان يثبت في صدره كالغرس.
وكانت العرب تتأخر في الإسلام منتظرة نتيجة الحرب بين النبي صلى الله عليه وسلم وقريش، فكانوا يقولون: اتركوه وقومه، فإن انتصر عليهم فهو نبي صادق. فلما كان فتح مكة، أسرع كل قوم بإسلامهم، وسبق أبوه قومه بالإسلام.
ثم قدم أبوه من عند النبي صلى الله عليه وسلم وقال: جئتكم من عند النبي حقًا، وأخبرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يصلوا الصلاة في أوقاتها، وأن يؤذن أحدهم للصلاة، وأن يتقدمهم أكثرهم قرآنًا. فنظروا فلم يجدوا أحدًا أكثر قرآنًا من عمرو لأنه كان يتلقى القرآن من الركبان، فقدمونه لإمامتهم وهو ابن ست أو سبع سنين.
وكان يلبس بردة (رداء) إذا سجد تقلصت عنه (أي انكشفت عورته)، فقالت امرأة من الحي: ألا تغطون عنا است قارئكم (أي عورته)، فاشتروا له قميصًا ففرح به فرحًا شديدًا.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- حرص الصحابة على تعلم القرآن: فقد كان عمرو رضي الله عنه صغيرًا لكنه حريص على سماع القرآن وحفظه.
2- فضل القرآن وأهله: حيث قدمه قومه للإمامة لكونه أكثرهم قرآنًا مع صغر سنه.
3- اهتمام الصحابة بالصلاة وأحكامها: حيث سألوا عن كيفية الصلاة وأوقاتها.
4- الاهتمام بالستر في الصلاة: حيث حرصوا على ستر عورة الإمام.
5- بركة طاعة الله: حيث أسلم القوم بعد فتح مكة، وهذا من بركات النصر الإلهي.
6- جواز إمامة الصبي المميز: إذا كان أحفظ للقرآن، وهذا مذهب جمهور العلماء.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- فيه دليل على أن الأفضلية في الإمامة تكون بحفظ القرآن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله".
- قصة فتح مكة كانت في السنة الثامنة للهجرة، وكانت نقطة تحول في انتشار الإسلام في الجزيرة العربية.
أسأل الله أن ينفعنا بالقرآن الكريم، وأن يجعلنا من أهله وخاصته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٠٢) عن سليمان بن حرب، حَدَّثَنَا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن سلمة قال: قال لي أبو قلابة: ألا تلقاه فتسأله؟ قال: فلقيته فسألته فقال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 674 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يؤمكم أكثركم قرآنًا

  • 📜 حديث: يؤمكم أكثركم قرآنًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يؤمكم أكثركم قرآنًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يؤمكم أكثركم قرآنًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يؤمكم أكثركم قرآنًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب