حديث: إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
سرية حمزة بن عمرو الأسلمي إلى هبَّار بن الأسود وصاحبه الذين تعرضا لزينب بنت النَّبِيّ ﷺ -
صحيح: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٣٠١٦) عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا اللّيث، عن بكير، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3017) ومسلم (رقم 1671) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهو حديث عظيم فيه دروس مهمة في تطبيق الحدود والقصاص، وفيه بيان عظمة شريعة الإسلام وعدلها.
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● بَعَثَنَا: أرسلنا في سرية أو مجموعة قتالية.
● بَعْثٍ: جماعة من الجيش تُرسل في مهمة عسكرية.
● فَأَحْرِقُوهُمَا بِالنَّارِ: اقتلوهما بإحراقهما بالنار.
● حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ: عندما أردنا أن ننطلق لتنفيذ المهمة.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبرنا أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسلهم في سرية عسكرية، وأمرهم أن يبحثوا عن رجلين معينين (ذكر اسميهما في الرواية ولكن حذفا هنا تعظيماً)، وإذا وجدوهما أن يحرقوهما بالنار. ثم لما همَّ الصحابة بالخروج لتنفيذ الأمر، ناداهم النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى وقال: "إني أمرتكم أن تحرقوا فلاناً وفلاناً، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما".
السبب في الأمر بقتلهما: كان هذان الرجلان من المرتدين الذين ارتدوا عن الإسلام وحاربوا الله ورسوله، وكانا من المحاربين الخارجين على المجتمع، فاستحقا القتل.
العلة في تغيير طريقة القتل: النهي عن التعذيب بالنار هو لأن الإحراق بالنار من خصائص الله تعالى في تعذيب أهل النار، فلا يجوز لأحد أن يعذب به أحداً، ولو كان كافراً محارباً. وهذا من رحمة الإسلام وعدله، حتى مع أعدائه.
ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:
1- تحريم التعذيب بالنار: النار عذاب إلهي، فلا يجوز لأحد من البشر أن يعذب بها أحداً، وهذا من كمال الرحمة في الشريعة الإسلامية.
2- مرونة الشريعة وعدلها: النبي صلى الله عليه وسلم صحح الأمر الأول بما هو أنسب وأعدل، مما يدل على أن الشريعة جاءت لتحقيق العدل والرحمة.
3- وجوب طاعة ولي الأمر في غير معصية: الصحابة قبلوا الأمر الأول ولم يعترضوا، لكن لما جاء التصحيح قبلوه أيضاً، وهذا يدل على وجوب الطاعة في المعروف.
4- التثبت في تنفيذ الأحكام: النبي صلى الله عليه وسلم لم يتردد في تصحيح الأمر لما تبين له الخطأ في طريقة التنفيذ، مما يدل على أهمية التثبت في إصدار الأحكام.
5- القسوة على أعداء الدين والمحاربين: الأصل في الإسلام الرحمة، لكن مع أعداء الدين والمحاربين تكون الشدة والقسوة بحسب ما تقتضيه المصلحة الشرعية.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث من الأدلة على أن الردة كانت من الكبائر التي يعاقب عليها في الإسلام إذا صاحبتها محاربة لله ورسوله.
- فيه دليل على أن ولي الأمر له الحق في اختيار طريقة القتل التي يرها مناسبة للمجرم، ما لم تكن محرمة شرعاً كالتحريق.
- يستفاد منه أن تغيير الحكم إذا ظهرت مصلحة أو ظهر خطأ هو من الحكمة والرحمة.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا.
والله أعلم.
تخريج الحديث
وزاد الترمذيّ (١٥٧١): «لرجلين من قريش».
وقوله: «فلانًا وفلانًا» الأوّل اسمه: هبَّار بن الأسود الذي آذى زينب بنت رسول الله ﷺ حين خرجت من مكة مهاجرة إلى المدينة، فإنه لم يزل يطعن بعيرها برمحه حتَّى صرعها، وألقت ما في بطنها، وأهريقت دما.
والثاني اسمه: نافع بن قيس.
وهذا البعث بعثه رسول الله ﷺ بإمرة حمزة بن عمرو الأسلمي. انظر: الفتح (٦/ ١٤٩). ولم يدركوا هبارا وصاحبه فرجعوا.
وأسلم هبار بالجعرانة، وذلك بعد فتح مكة، ثمّ قدم المدينة. انظر للمزيد الإصابة (٨٩٦٩).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 698 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 673 بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام حرام
- 674 يؤمكم أكثركم قرآنًا
- 675 على الإسلام والجهاد والخير
- 676 النبي يبايع الناس على الإسلام والشهادة يوم الفتح
- 677 ما مسّ رسول الله ﷺ بيده امرأة قطّ
- 678 بيعة النساء
- 679 بيعة النساء على عدم الشرك والسرقة والزنا
- 680 لا يصافح النساء في البيعة
- 681 لا أصافح النساء في البيعة
- 682 أبو بكر يأتي بأبيه إلى النبي ﷺ فيسلم
- 683 خضاب رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر
- 684 ما كان على ظهر الأرض خباء أحب إلي من أن...
- 685 لم يغنموا يوم الفتح شيئًا
- 686 من أجرت فقد أجرنا
- 687 صلى النبي ثمان ركعات أخف صلاة
- 688 دخل النبي مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر
- 689 قتلت عبد العزّى بن خطل وهو متعلق بستر الكعبة
- 690 عثمان يطلب بيعة عبد الله بن أبي سرح والنبي يأبى...
- 691 رسول الله ﷺ يدخل الكعبة يوم فتح مكة ويصلي فيها
- 692 أمر النبي بإخراج الأصنام من الكعبة وقال: قاتلهم الله
- 693 من سرق من قريش قطعت يدها
- 694 أمر رسول الله خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى...
- 695 غنمتم يوم الفتح شيئًا؟
- 696 أقام النبي بمكة تسعة عشر يومًا يصلي ركعتين
- 697 صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ
- 698 إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا
- 699 إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فَاقْتُلُوهُ وَلَا تُحْرِقُوهُ بِالنَّارِ
- 700 خالد بن الوليد يهدم العزى
- 701 فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا. فجعلوا يقولون صبأنا، صبأنا
- 702 عنوان الحديث: "هل أنت آخذ بهذه الرمة فقائدي إلى هؤلاء...
- 703 عذرًا رسول الله أما كان فيكم رجل رحيم
- 704 بعث رسول الله ﷺ إلى صفوان بن أمية فسأله أدراعًا
- 705 يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون...
- 706 غزوة حنين وفرار الناس ثم هزيمة المشركين
- 707 من قتل الرجل؟ قال ابن الأكوع، قال له سلبه أجمع
- 708 تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله
- 709 عارية مضمونة حتَّى نؤديها عليك
- 710 أنا النَّبِيّ لا كذب أنا ابن عبد المطلب
- 711 أفررتم يوم حنين؟ قال: لا، والله! ما ولى رسول الله...
- 712 انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط
- 713 ما مع رسول الله ﷺ مائة رجل
- 714 رسول الله ﷺ يقول: "هذا حين حمي الوطيس"
- 715 يا أصحاب سورة البقرة
- 716 استقبل رسول الله ﷺ وجوههم بقبضة تراب
- 717 أعطاني رسول الله ﷺ ما أعطاني وهو أبغض الناس إلي
- 718 يا أصحاب سورة البقرة يا معشر الأنصار
- 719 جزوهم جزا وأومأ بيده إلى الحلق
- 720 خروج النبي مع الصحابة عام حنين
- 721 من قتل قتيلا فله سلبه
- 722 كان رسول الله ﷺ لا يسأل شيئا إلا أعطاه
معلومات عن حديث: إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا
📜 حديث: إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








