حديث: إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

سرية حمزة بن عمرو الأسلمي إلى هبَّار بن الأسود وصاحبه الذين تعرضا لزينب بنت النَّبِيّ ﷺ -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي بَعْثٍ، فَقَالَ: «إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا فَأَحْرِقُوهُمَا بِالنَّارِ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ: «إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا، وإِنَّ النَّارَ لَا يُعَذّبُ بِهَا إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا».

صحيح: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٣٠١٦) عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا اللّيث، عن بكير، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي بَعْثٍ، فَقَالَ: «إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا فَأَحْرِقُوهُمَا بِالنَّارِ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ: «إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا، وإِنَّ النَّارَ لَا يُعَذّبُ بِهَا إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3017) ومسلم (رقم 1671) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهو حديث عظيم فيه دروس مهمة في تطبيق الحدود والقصاص، وفيه بيان عظمة شريعة الإسلام وعدلها.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● بَعَثَنَا: أرسلنا في سرية أو مجموعة قتالية.
● بَعْثٍ: جماعة من الجيش تُرسل في مهمة عسكرية.
● فَأَحْرِقُوهُمَا بِالنَّارِ: اقتلوهما بإحراقهما بالنار.
● حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ: عندما أردنا أن ننطلق لتنفيذ المهمة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسلهم في سرية عسكرية، وأمرهم أن يبحثوا عن رجلين معينين (ذكر اسميهما في الرواية ولكن حذفا هنا تعظيماً)، وإذا وجدوهما أن يحرقوهما بالنار. ثم لما همَّ الصحابة بالخروج لتنفيذ الأمر، ناداهم النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى وقال: "إني أمرتكم أن تحرقوا فلاناً وفلاناً، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما".
السبب في الأمر بقتلهما: كان هذان الرجلان من المرتدين الذين ارتدوا عن الإسلام وحاربوا الله ورسوله، وكانا من المحاربين الخارجين على المجتمع، فاستحقا القتل.
العلة في تغيير طريقة القتل: النهي عن التعذيب بالنار هو لأن الإحراق بالنار من خصائص الله تعالى في تعذيب أهل النار، فلا يجوز لأحد أن يعذب به أحداً، ولو كان كافراً محارباً. وهذا من رحمة الإسلام وعدله، حتى مع أعدائه.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- تحريم التعذيب بالنار: النار عذاب إلهي، فلا يجوز لأحد من البشر أن يعذب بها أحداً، وهذا من كمال الرحمة في الشريعة الإسلامية.
2- مرونة الشريعة وعدلها: النبي صلى الله عليه وسلم صحح الأمر الأول بما هو أنسب وأعدل، مما يدل على أن الشريعة جاءت لتحقيق العدل والرحمة.
3- وجوب طاعة ولي الأمر في غير معصية: الصحابة قبلوا الأمر الأول ولم يعترضوا، لكن لما جاء التصحيح قبلوه أيضاً، وهذا يدل على وجوب الطاعة في المعروف.
4- التثبت في تنفيذ الأحكام: النبي صلى الله عليه وسلم لم يتردد في تصحيح الأمر لما تبين له الخطأ في طريقة التنفيذ، مما يدل على أهمية التثبت في إصدار الأحكام.
5- القسوة على أعداء الدين والمحاربين: الأصل في الإسلام الرحمة، لكن مع أعداء الدين والمحاربين تكون الشدة والقسوة بحسب ما تقتضيه المصلحة الشرعية.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأدلة على أن الردة كانت من الكبائر التي يعاقب عليها في الإسلام إذا صاحبتها محاربة لله ورسوله.
- فيه دليل على أن ولي الأمر له الحق في اختيار طريقة القتل التي يرها مناسبة للمجرم، ما لم تكن محرمة شرعاً كالتحريق.
- يستفاد منه أن تغيير الحكم إذا ظهرت مصلحة أو ظهر خطأ هو من الحكمة والرحمة.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٣٠١٦) عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا اللّيث، عن بكير، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.
وزاد الترمذيّ (١٥٧١): «لرجلين من قريش».
وقوله: «فلانًا وفلانًا» الأوّل اسمه: هبَّار بن الأسود الذي آذى زينب بنت رسول الله ﷺ حين خرجت من مكة مهاجرة إلى المدينة، فإنه لم يزل يطعن بعيرها برمحه حتَّى صرعها، وألقت ما في بطنها، وأهريقت دما.
والثاني اسمه: نافع بن قيس.
وهذا البعث بعثه رسول الله ﷺ بإمرة حمزة بن عمرو الأسلمي. انظر: الفتح (٦/ ١٤٩). ولم يدركوا هبارا وصاحبه فرجعوا.
وأسلم هبار بالجعرانة، وذلك بعد فتح مكة، ثمّ قدم المدينة. انظر للمزيد الإصابة (٨٩٦٩).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 698 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا

  • 📜 حديث: إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب