حديث: تدمير ذي الخلصة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بعث جرير بن عبد الله إلى ذي الخلصة

عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: قال لي رسول الله ﷺ: «ألا تريحني من ذي الخلصة؟» فقلت: بلى، فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، وكنت لا أثبت على الخيل، فذكرت ذلك للنبي ﷺ، فضرب يده على صدري حتى رأيت أثر يده في صدري، وقال: «اللهم ثبته، واجعله هاديًّا مهديَّا» قال: فما وقعت عن فرس بعد، قال: وكان ذو الخلصة بيتًا باليمن لخثعم وبجيلة، فيه نصب تعبد، يقال له الكعبة، قال: فأتاها فحرقها بالنار وكسرها.
قال: ولما قدم جرير اليمن كان بها رجل يستقسم بالأزلام، فقيل له: إن رسول رسول الله ﷺ ها هنا، فإن قدر عليك ضرب عنقك، قال: فبينما هو يضرب بها إذ وقف عليه جرير، فقال: لتكسرنها ولتشهدن: أن لا إله إلا الله أو لأضربن عنقك؟ قال: فكسرها وشهد، ثم بعث جرير رجلا من أحمس يكنى أبا أرطاة إلى النبي ﷺ يبشره بذلك، فلما أتى النبي ﷺ قال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، ما جئت حتى تركتها كأنها جمل أجرب، قال: فبرك النبي ﷺ على خيل أحمس ورجالها خمس مرات.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٣٥٧) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٧٦: ١٣٧) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: فذكره.

عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: قال لي رسول الله ﷺ: «ألا تريحني من ذي الخلصة؟» فقلت: بلى، فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، وكنت لا أثبت على الخيل، فذكرت ذلك للنبي ﷺ، فضرب يده على صدري حتى رأيت أثر يده في صدري، وقال: «اللهم ثبته، واجعله هاديًّا مهديَّا» قال: فما وقعت عن فرس بعد، قال: وكان ذو الخلصة بيتًا باليمن لخثعم وبجيلة، فيه نصب تعبد، يقال له الكعبة، قال: فأتاها فحرقها بالنار وكسرها.
قال: ولما قدم جرير اليمن كان بها رجل يستقسم بالأزلام، فقيل له: إن رسول رسول الله ﷺ ها هنا، فإن قدر عليك ضرب عنقك، قال: فبينما هو يضرب بها إذ وقف عليه جرير، فقال: لتكسرنها ولتشهدن: أن لا إله إلا الله أو لأضربن عنقك؟ قال: فكسرها وشهد، ثم بعث جرير رجلا من أحمس يكنى أبا أرطاة إلى النبي ﷺ يبشره بذلك، فلما أتى النبي ﷺ قال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، ما جئت حتى تركتها كأنها جمل أجرب، قال: فبرك النبي ﷺ على خيل أحمس ورجالها خمس مرات.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه وغيره، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

أولاً. شرح المفردات:


● تريحني: تُخفِّف عني وتُزيل همي.
● ذي الخلصة: بيت وثن (صنم) كان يُعبد من دون الله في اليمن.
● أحمس: قبيلة معروفة بشجاعتها وإتقانها لركوب الخيل.
● لا أثبت على الخيل: لا أتمكن من الركوب والثبات عليها.
● يستقسم بالأزلام: يستخدم السهام المكتوب عليها (نعم/لا) للعرافة والطيرة.
● كجمل أجرب: تشبيه بالجمل المصاب بالجرب الذي تساقط شعره، أي دمرها تمامًا.


ثانيًا. شرح الحديث:


1- طلب النبي ﷺ من جرير:
طلب النبي ﷺ من الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي أن يذهب ليهدم صنم "ذي الخلصة" الذي كان يُعبد في اليمن، قائلاً: «ألا تريحني من ذي الخلصة؟» أي: ألا تزيل همي وتقضي على هذا الشرك؟
2- استجابة جرير وتدخل النبي ﷺ:
استجاب جرير فورًا، لكنه كان يخشى عدم قدرته على ركوب الخيل للقتال، فشكا ذلك للنبي ﷺ. فضرب النبي ﷺ على صدره ودعا له بقوله: «اللهم ثبته، واجعله هاديًّا مهديًا» فاستجاب الله الدعاء، فأصبح جرير من أمهر الفرسان.
3- تدمير الصنم:
ذهب جرير بمئة وخمسين فارسًا من قبيلة "أحمس" المشهورة بالفرسان، فهدم الصنم وأحرقه، وحطمه حتى صار كالجمل الأجرب.
4- قصة الرجل الذي يستقسم بالأزلام:
بعد تدمير الصنم، وجد جرير رجلاً يستخدم الأزلام للعرافة (وهي محرمة شرعًا)، فهدده بأن يضرب عنقه إن لم يكسرها ويشهد أن لا إله إلا الله، ففعل الرجل وأسلم.
5- بشارة النبي ﷺ:
أرسل جرير رجلاً يُكنى "أبا أرطاة" ليبلغ النبي ﷺ بنجاح المهمة، ففرح النبي ﷺ ودعا لقبيلة أحمس وخيولها بالبركة خمس مرات.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- وجوب محاربة الشرك والوثنيات:
الحديث دليل على وجوب القضاء على مظاهر الشرك والعقائد الفاسدة، ولو بالقوة إذا لزم الأمر.
2- فضل الدعاء النبوي:
دعوة النبي ﷺ لجرير بالثبات والهداية كانت سببًا في تغيير حاله، مما يدل على بركة دعاء الصالحين.
3- الشجاعة في الحق:
جرير أنموذج للصحابي الشجاع الذي ينفذ أوامر النبي ﷺ دون تردد، ويواجه الباطل بقوة.
4- تحريم العرافة والطيرة:
قصة الرجل الذي كان يستقسم بالأزلام تذكرنا بتحريم كل أشكال الكهانة والعرافة، لأنها من الشرك الأصغر.
5- الفرح بنصرة الدين:
فرح النبي ﷺ بتدمير الصنم يدل على أهمية إعلاء كلمة الله والقضاء على الشرك.
6- بركة الطاعة:
دعاء النبي ﷺ لقبيلة أحمس بالبركة بسبب مساعدتهم في الجهاد في سبيل الله.


رابعًا. معلومات إضافية:


● ذي الخلصة: كان يسمى "الكعبة اليمانية" لأن بعض القبائل كانت تحج إليه كما تحج إلى الكعبة المشرفة، فجاء الإسلام ليطهر الأرض من هذه الشركيات.
● قبيلة أحمس: من القبائل العربية المشهورة بالشجاعة والإتقان في ركوب الخيل، وقد مدحهم النبي ﷺ بدعوته.
● الدرس السياسي: الحديث يعلّمنا أن الدولة الإسلامية مسؤولة عن محاربة الشرك والفكر المنحرف في جميع أراضيها.
أسأل الله أن يجعلنا من المدافعين عن التوحيد، والمقتدين بسنة نبيه ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٣٥٧) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٧٦: ١٣٧) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 789 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تدمير ذي الخلصة

  • 📜 حديث: تدمير ذي الخلصة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تدمير ذي الخلصة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تدمير ذي الخلصة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تدمير ذي الخلصة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب