حديث: أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع

عن معاذ قال: لما بعثه رسول الله ﷺ إلى اليمن خرج معه رسول ﷺ يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله ﷺ يمشي تحت راحلته فلما فرغ قال: «يا معاذ! إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، أو لعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري» فبكى معاذ جشعًا لفراق رسول الله ﷺ، ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة، فقال: «إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا».
وفي رواية: فقال النبي ﷺ: «لا تبك يا معاذ! للبكاء - أو إن البكاء - من الشيطان».

حسن: رواه أحمد (٢٢٠٥٢، ٢٢٠٥٤) والطبراني (٢٠/ ١٢١) وابن حبان (٦٤٧) كلهم من طريق صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد السكوني، عن معاذ بن جبل، فذكره.

عن معاذ قال: لما بعثه رسول الله ﷺ إلى اليمن خرج معه رسول ﷺ يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله ﷺ يمشي تحت راحلته فلما فرغ قال: «يا معاذ! إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، أو لعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري» فبكى معاذ جشعًا لفراق رسول الله ﷺ، ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة، فقال: «إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا».
وفي رواية: فقال النبي ﷺ: «لا تبك يا معاذ! للبكاء - أو إن البكاء - من الشيطان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث العظيم الذي يحمل في طياته دروسًا وعبرًا عظيمة:

الحديث:


عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: لما بعثه رسول الله ﷺ إلى اليمن خرج معه رسول ﷺ يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله ﷺ يمشي تحت راحلته فلما فرغ قال: «يا معاذ! إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، أو لعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري» فبكى معاذ جشعًا لفراق رسول الله ﷺ، ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة، فقال: «إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا». وفي رواية: فقال النبي ﷺ: «لا تبك يا معاذ! للبكاء - أو إن البكاء - من الشيطان».

1. شرح المفردات:


● بعثه: أرسله.
● اليمن: منطقة في جنوب شبه الجزيرة العربية.
● يوصيه: يعطيه الوصايا والنصائح.
● راحلته: دابته التي يركبها.
● جشعًا: شدة وشوقًا وحزنًا.
● أقبل بوجهه نحو المدينة: توجه بوجهه نحو المدينة المنورة.
● أولى الناس بي: أحق الناس بي وأقربهم مني.
● المتقون: الذين يخشون الله ويطيعونه.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه عن موقف مؤثر عندما أرسله النبي ﷺ إلى اليمن ليعلم الناس الإسلام ويفقههم في الدين. فخرج النبي ﷺ معه يوصيه ويمشي تحت راحلته، وهذا يدل على تواضع النبي ﷺ وحبه لمعاذ وحرصه على توجيهه.
ثم يخبر النبي ﷺ معاذًا أنه قد لا يلقاه بعد هذا العام، أو أنه قد يمر بمسجده وقبره، إشارة إلى أن النبي ﷺ قد يقترب أجله، فبكى معاذ حزنًا على فراق رسول الله ﷺ. وهنا يظهر لنا مدى حب الصحابة للنبي ﷺ وتعلقهم به.
ثم التفت النبي ﷺ بوجهه نحو المدينة وقال: «إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا»، أي أن أحق الناس بالتقرب إليه ونيل منزلته هم المتقون، regardless من مكانهم أو زمانهم.
وفي رواية أخرى، نَهى النبي ﷺ معاذًا عن البكاء، قائلًا: «لا تبك يا معاذ! للبكاء - أو إن البكاء - من الشيطان»، وهذا ليس نهيًا مطلقًا عن البكاء، بل عن البكاء الذي يكون بدافع الشيطان كالبكاء على فراق الدنيا أو بدافع اليأس، أما البكاء من خشية الله أو من شوق إلى رسول الله ﷺ فهو ممدوح.

3. الدروس المستفادة منه:


● تواضع النبي ﷺ: مشيه تحت راحلة معاذ يدل على تواضعه العظيم وحبه لأصحابه.
● حب الصحابة للنبي ﷺ: بكاء معاذ يدل على مدى تعلقه برسول الله ﷺ وحزنه على فراقه.
● الأولوية للتقوى: النبي ﷺ يوضح أن القرابة الحقيقية هي قرابة التقوى والإيمان، وليس النسب أو المكان.
● البكاء المحمود والمذموم: البكاء بدافع الشيطان (كالبكاء على الدنيا) مذموم، أما البكاء من خشية الله أو حب رسول الله ﷺ فمحمود.
● الاستعداد للقاء الله: إخبار النبي ﷺ معاذًا أنه قد لا يلقاه again يدل على الاستعداد للقاء الله وتذكير بالأجل.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- معاذ بن جبل كان من كبار الصحابة وأعلمهم بالحلال والحرام.
- الحديث يؤكد أن التقوى هي معيار القرب من النبي ﷺ يوم القيامة، وليس النسب أو الجنس أو المكان.
- النبي ﷺ لم ينه عن البكاء مطلقًا، بل عن البكاء الذي يكون من وسوسة الشيطان.
أسأل الله أن يجعلنا من المتقين الذين هم أولى برسول الله ﷺ، وأن يرزقنا حبه واتباع سنته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢٠٥٢، ٢٢٠٥٤) والطبراني (٢٠/ ١٢١) وابن حبان (٦٤٧) كلهم من طريق صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد السكوني، عن معاذ بن جبل، فذكره.
وزاد ابن حبان: «اللهم إني لا أحل لهم فساد ما أصلحت، وأيم الله ليكفؤون أمتي عن دينها كما يكفأ الإناء في البطحاء».
وإسناده حسن من أجل عاصم بن حميد السكوني، فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 788 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا

  • 📜 حديث: أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب