حديث: من يلبس ثياب الذهب في الدنيا يحرمها في الآخرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

سرية خالد بن الوليد إلى أكيدر بدومة الجندل عند قفول النبي ﷺ من تبوك

عن قيس بن النعمان قال: كان جار لي ختم القرآن على عمر بن الخطاب، قال: خرجت خيل لرسول الله ﷺ فسمع بها أكيدر دومة الجندل، فانطلق إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله! بلغني أن خيلك انطلقت، وإني خفت على أرضي، ومالي، فاكتب لي كتابًا لا يتعرض لشيء هو لي، فإني مقر بالذي علي من الحق، فكتب له رسول الله ﷺ، ثم إن أكيدر أخرج قباء منسوجًا بالذهب، مما كان كسرى يكسوهم، فقال النبي ﷺ: «ارجع بقبائك، فإنه ليس أحد يلبس هذا في الدنيا إلا حُرِمه في الآخرة» فرجع به الرجل، حتى إذا أتى منزله وجد في نفسه أن تُرد عليه هديته، فرجع إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله! إنا أهل بيت شق علينا أن ترد هديتنا، فاقبل مني هديتي، فقال له: انطلق فادفعه إلى عمر، وقد كان عمر سمع ما قال رسول الله ﷺ، فقال: أحَدَثَ فِيَّ شيءٌ، قلت في هذا القباء ما سمعت، ثم بعثت به إلي؟ فضحك رسول الله ﷺ حتى وضع يده على فيه، ثم قال: «ما بعثت إليك لتلبسه، ولكن تبيعه فتستعين بثمنه».

صحيح: رواه أبو يعلى (المطالب العالية ٢٢٣٧)، وابن قانع مختصرًا في معجم الصحابة (٢/ ٣٥١) كلاهما من طريق جعفر بن حميد، ثنا عبيد الله بن إياد (هو ابن لقيط)، عن أبيه، عن قيس بن النعمان، فذكره.

عن قيس بن النعمان قال: كان جار لي ختم القرآن على عمر بن الخطاب، قال: خرجت خيل لرسول الله ﷺ فسمع بها أكيدر دومة الجندل، فانطلق إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله! بلغني أن خيلك انطلقت، وإني خفت على أرضي، ومالي، فاكتب لي كتابًا لا يتعرض لشيء هو لي، فإني مقر بالذي علي من الحق، فكتب له رسول الله ﷺ، ثم إن أكيدر أخرج قباء منسوجًا بالذهب، مما كان كسرى يكسوهم، فقال النبي ﷺ: «ارجع بقبائك، فإنه ليس أحد يلبس هذا في الدنيا إلا حُرِمه في الآخرة» فرجع به الرجل، حتى إذا أتى منزله وجد في نفسه أن تُرد عليه هديته، فرجع إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله! إنا أهل بيت شق علينا أن ترد هديتنا، فاقبل مني هديتي، فقال له: انطلق فادفعه إلى عمر، وقد كان عمر سمع ما قال رسول الله ﷺ، فقال: أحَدَثَ فِيَّ شيءٌ، قلت في هذا القباء ما سمعت، ثم بعثت به إلي؟ فضحك رسول الله ﷺ حتى وضع يده على فيه، ثم قال: «ما بعثت إليك لتلبسه، ولكن تبيعه فتستعين بثمنه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه قيس بن النعمان، مع بيان معانيه ودروسه المستفادة:

أولاً. شرح المفردات:


● خيل: جمع خَيْل، وهي الخيول التي يركبها المجاهدون.
● أكيدر دومة الجندل: هو أكيدر بن عبد الملك، ملك دومة الجندل (منطقة بين الحجاز والشام)، وكان نصرانياً.
● فاكتب لي كتابًا: أي اكتب لي عهداً وموثقاً.
● قباء منسوجًا بالذهب: نوع من الثياب الفاخرة المطرزة بخيوط الذهب.
● حُرِمه في الآخرة: أي حُرم ثوابه أو نعيم الآخرة.
● شق علينا: صَعُبَ علينا وأحزننا.


ثانياً. شرح الحديث:


يُخبر قيس بن النعمان أن جاراً له كان قد ختم القرآن على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وحدثه بقصة أكيدر دومة الجندل مع النبي ﷺ، وذلك أن خيلاً للرسول ﷺ خرجت لغزو، فسمع بها أكيدر – وكان ملكاً على دومة الجندل – فخاف على أرضه وماله، فجاء إلى النبي ﷺ يطلب منه كتاباً (عهداً) يأمن به على نفسه وأمواله، مع إقراره بالجزية (الحق الذي عليه)، فكتب له النبي ﷺ ذلك العهد.
ثم إن أكيدر أهدى للنبي ﷺ قباءً فاخراً منسوجاً بالذهب، مما كان يهديه كسرى (ملك الفرس) لملوك العرب، فرده عليه النبي ﷺ قائلاً: «ارجع بقبائك، فإنه ليس أحد يلبس هذا في الدنيا إلا حُرِمه في الآخرة»، أي أن من يتجمل بمثل هذه الثياب الفاخرة المليئة بالخيلاء والزهو في الدنيا، يحرم من ثواب الآخرة أو نعيمها.
فرجع أكيدر إلى منزله، لكنه وجد في نفسه حرجاً وكَرْباً لأن هديته رُدت عليه – كما هي عادة الملوك والأشراف – فرجع إلى النبي ﷺ مرة أخرى يطلب منه قبول الهدية، فقال له النبي ﷺ: «انطلق فادفعه إلى عمر».
فلما سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي ﷺ أمر بتسليم القباء إليه، تعجب وقال: «أحَدَثَ فِيَّ شيءٌ، قلت في هذا القباء ما سمعت، ثم بعثت به إلي؟» أي: هل قلت شيئاً يخالف ما سمعت من النهي عن لبسه حتى أرسلته إلي؟ فضحك النبي ﷺ حتى وضع يده على فمه – من شدة الضحك – ثم بين له الحكمة: «ما بعثت إليك لتلبسه، ولكن تبيعه فتستعين بثمنه».


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- جواز قبول هدايا الكفار إذا لم تكن فيها مفسدة، وردها إذا خيف منها الفتنة أو الإعجاب.
2- تحريم التباهي بالثياب الفاخرة والمزرية بالذهب لما فيها من خيلاء وإسراف، وقد قال النبي ﷺ: «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة» (متفق عليه).
3- الحكمة من رد الهدية في بعض الأحوال، فقد ردهَا النبي ﷺ لئلا تكون ذريعة إلى محبة الدنيا أو إعجاب بالمال.
4- جواز بيع الثياب الفاخرة المحرم لبسها والانتفاع بثمنها في المصالح العامة، كما أمر النبي ﷺ عمر ببيعه.
5- تواضع النبي ﷺ وزهده في الدنيا، حيث رفض أن يلبس ما يتعالى به الناس.
6- رفق النبي ﷺ بأصحابه وتلطفه في إرشادهم، حيث ضحك وأزال استفسار عمر بلطف.
7- جواز إهداء ما لا يجوز لبسه لشخص آخر لبيعه والانتفاع بثمنه.


رابعاً. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على عمرة الحديبية أو بعض الغزوات التي كانت في زمن النبي ﷺ.
- فيه دليل على قبول الجزية من أهل الذمة وإعطائهم الأمان.
- استعمال الحكمة والموعظة الحسنة في التعامل مع غير المسلمين، كما فعل النبي ﷺ مع أكيدر.
- جواز الضحك المباح من المواقف الطريفة التي لا إثم فيها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى (المطالب العالية ٢٢٣٧)، وابن قانع مختصرًا في معجم الصحابة (٢/ ٣٥١) كلاهما من طريق جعفر بن حميد، ثنا عبيد الله بن إياد (هو ابن لقيط)، عن أبيه، عن قيس بن النعمان، فذكره.
وإسناده صحيح، وصحّحه أيضًا البوصيري في الإتحاف (٥٤٣٦).
وقَوَّى إسناده ابن حجر في الفتح (٥/ ٢٣١).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 776 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يلبس ثياب الذهب في الدنيا يحرمها في الآخرة

  • 📜 حديث: من يلبس ثياب الذهب في الدنيا يحرمها في الآخرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يلبس ثياب الذهب في الدنيا يحرمها في الآخرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يلبس ثياب الذهب في الدنيا يحرمها في الآخرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يلبس ثياب الذهب في الدنيا يحرمها في الآخرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب