حديث: من شاء أن يعقب مع علي فليعقب ومن شاء فليقفل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بعث خالد بن الوليد إلى اليمن

عن البراء قال: بعثنا رسول الله ﷺ مع خالد بن الوليد إلى اليمن، قال: ثم بعث عليا بعد ذلك مكانه فقال: «مر أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب، ومن شاء فليقفل» فكنت فيمن عَقَّبَ معه، قال: فغنمت أواقي ذوات عدد.

صحيح: رواه البخاري في التوحيد (٤٣٤٩) عن أحمد بن عثمان، حدثنا شريح بن مسلمة، حدثنا إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، حدثني أبي، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء، فذكره.

عن البراء قال: بعثنا رسول الله ﷺ مع خالد بن الوليد إلى اليمن، قال: ثم بعث عليا بعد ذلك مكانه فقال: «مر أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب، ومن شاء فليقفل» فكنت فيمن عَقَّبَ معه، قال: فغنمت أواقي ذوات عدد.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، وفيه دروس وعبر عظيمة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● بعثنا: أرسلنا.
● يعقب: يلحق وينضم إلى الجيش الجديد ويبقى فيه.
● فليقفل: فليرجع إلى المدينة (أي إلى دياره).
● أواقي: جمع وقية، وهي وحدة وزن للفضة، والوقية تساوي أربعين درهماً.
● ذوات عدد: كثيرة العدد، أي غنائم وفيرة.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي البراء بن عازب رضي الله عنه عن قصة حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إن النبي ﷺ أرسل سرية بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى اليمن للدعوة إلى الإسلام وجهاد من بقي على الشرك.
ثم بعد أن انتهت مهمة خالد، أراد النبي ﷺ أن يبعث سرية أخرى إلى نفس المنطقة، فاختار لقيادتها علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وهنا تظهر حكمة النبي ﷺ وعدله ورحمته بأصحابه، حيث لم يُجبر أحداً من الجنود الذين كانوا مع خالد على البقاء في الجيش الجديد، بل خيّرهم بين أمرين:
- من أراد أن يلحق بعلي ويبقى في الجهاد فله ذلك.
- ومن أراد العودة إلى أهله في المدينة للراحة فله ذلك أيضاً.
والبراء بن عازب كان ممن اختار البقاء والانضمام إلى جيش علي بن أبي طالب، وكانت نتيجة هذا البقاء أن حصل على غنائم كثيرة من الفضة، مما يدل على نجاح هذه السرية وبركة طاعة أمر النبي ﷺ.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- الحكمة والرحمة في القيادة: النبي ﷺ لم يُجبر الصحابة على البقاء في الجهاد، بل أعطاهم الخيار، مما يدل على رحمته بهم ومراعاته لأحوالهم.
2- فضل الجهاد والثبات عليه: البراء بن عازب предпочел البقاء في الجهاد، وكانت النتيجة أن نال غنيمة كبيرة، دنيوية وأخروية.
3- الإنصاف والعدل بين القادة: النبي ﷺ لم يلغ فضل خالد بن الوليد، بل أبقى له مكانته، وجعل الانضمام إلى علي اختيارياً، مما يحفظ قلوب الجميع.
4- طاعة ولي الأمر: الصحابة استجابوا لأمر النبي ﷺ وانقادوا له، سواء من اختار البقاء أو من اختار الرجوع.
5- بركة الطاعة: البراء نال غنيمة كبيرة لأنه اختار الطاعة والجهاد، وهذا من بركة الاتباع.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه السرية كانت إلى اليمن، والتي كانت فيها قبائل كثيرة على الشرك، وقد أسلم الكثير منهم بعد ذلك.
- خالد بن الوليد وعلي بن أبي طالب كلاهما من كبار commanders في الإسلام، والنبي ﷺ كان يدير الكفاءات بحكمة.
- الحديث يدل على مشروعية الغنائم في الجهاد في سبيل الله، وأنها من الحلال الطيب.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الجهاد والاتباع لسنة النبي ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التوحيد (٤٣٤٩) عن أحمد بن عثمان، حدثنا شريح بن مسلمة، حدثنا إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، حدثني أبي، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء، فذكره.
وكان ذلك بعد رجوع النبي ﷺ من الطائف وقسمة الغنائم بالجعرانة.
قال البخاري: قبل حجة الوداع.
وقوله: «أن يُعَقِّبَ معك» أي يرجع إلى اليمن.
والتعقيب أن يعود بعض العسكر بعد الرجوع ليصيبوا غزوة من الغد، كذا قال الخطابي كما في الفتح (٨/ ٦٦).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 782 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من شاء أن يعقب مع علي فليعقب ومن شاء فليقفل

  • 📜 حديث: من شاء أن يعقب مع علي فليعقب ومن شاء فليقفل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من شاء أن يعقب مع علي فليعقب ومن شاء فليقفل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من شاء أن يعقب مع علي فليعقب ومن شاء فليقفل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من شاء أن يعقب مع علي فليعقب ومن شاء فليقفل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب