حديث: كان ينهى عن الحرير فقال: لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

سرية خالد بن الوليد إلى أكيدر بدومة الجندل عند قفول النبي ﷺ من تبوك

عن أنس بن مالك قال: أهدي للنبي ﷺ جبة سندس، وكان ينهى عن الحرير، فعجب الناس منها، فقال: «والذي نفس محمد بيده! لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا».
وفي رواية: أن أكيدر دومة الجندل أهدى لرسول الله ﷺ حلة.

متفق عليه: رواه البخاري في الهبة (٢٦١٥)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٦٩: ١٢٧) كلاهما من طريق يونس بن محمد، حدثنا شيبان، عن قتادة، حدثنا أنس، فذكره.

عن أنس بن مالك قال: أهدي للنبي ﷺ جبة سندس، وكان ينهى عن الحرير، فعجب الناس منها، فقال: «والذي نفس محمد بيده! لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا».
وفي رواية: أن أكيدر دومة الجندل أهدى لرسول الله ﷺ حلة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما نسمع ونعلم.
هذا حديث عظيم، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تجمع بين بيان حكم شرعي وعرض صورة من صور الزهد النبوي، وإبراز مكانة الصحابة الكرام. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● أُهدِيَ للنبي ﷺ: أي قُدِّمَت له هدية.
● جُبَّة سندس: الجبة: ثوب واسع يشبه العباءة أو المعطف. وسندس: نوع رفيع وناعم من الحرير.
● يَنْهَى عن الحرير: يَحْرُم ويُحذّر من لبس الحرير للرجال.
● فعَجِبَ الناس منها: تعجبوا؛ لأن النبي ﷺ نهى عن لبس الحرير، ثم قبل هدية هي من الحرير.
● لمناديل سعد بن معاذ: المناديل: جمع منديل، وهو ما يُمسح به العرق أو يُتَنَشَّف به، وهنا كناية عن الثياب الفاخرة والنعيم. وسعد بن معاذ: هو سيد الأوس، صحابي جليل، شهد بدراً وأحداً، وتوفي بعد غزوة الخندق متأثراً بجرحه.
● أكيدر دومة الجندل: هو حاكم دومة الجندل (منطقة في شمال الجزيرة العربية)، وكان نصرانياً، ثم أسلم بعد ذلك.
● حُلَّة: ثوبان متطابقان (عادة إزار ورداء) من ثياب الحلية والجمال.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ أُهديت له جبة من حرير السندس الفاخر. وكان النبي ﷺ قد نهى الرجال عن لبس الحرير في غير حالات الضرورة (كالحكة الشديدة أو نحوها)، لأن لبسه من خصائص النساء، وهو من مظاهر الترف والتكبر الذي لا يليق بالمسلم.
فلما رأى الصحابة هذا الحرير الفاخر عند النبي ﷺ تعجبوا، لأنهم يعلمون تحريمه، فكيف قبلها؟ فأراد النبي ﷺ أن يزيل هذا التعجب ويوضح الحكمة.
فأقسم ﷺ قائلاً: «والذي نفس محمد بيده!» وهذا القسم للتأكيد على عظمة ما سيقوله.
ثم بين أن مناديل سعد بن معاذ في الجنة - وهي مناديل من حرير الجنة، التي وصف الله نعيمها بأنه أعظم مما في الدنيا ● أحسن من هذه الجبة الدنيوية الفاخرة.
وفي الرواية الأخرى أن أكيدر دومة (وهو غير مسلم آنذاك) أهدى له حلة فاخرة، فقبلها النبي ﷺ وقسمها أو تصدق بها، ليبين أن قبول الهدية من غير المسلمين جائز، وليس في قبولها إقرار على لبس الحرير.
فالحكمة من قبول الهدية وعدم لبسها:
1. قبول هدية الكفار جائز بل مستحب لدعوتهم للإسلام.
2. جواز تملك الحرير للرجل دون لبسه، فيجوز بيعه أو التصدق به أو هبته للنساء.
3. أن النبي ﷺ قبلها ليعلمهم أن التحريم هو في اللبس فقط، لا في التملك أو التجارة.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم لبس الحرير على الرجال: وهذا الحكم ثابت بالإجماع، إلا لحاجة طبية مثلاً، وهو من خصائص النساء.
2- جواز تملك الحرير للرجل: إذا كان للبيع أو الهبة أو غير ذلك من التصرفات دون اللبس.
3- قبول هدايا غير المسلمين: وهي من أبواب الدعوة إلى الإسلام وكسب قلوبهم.
4- الزهد في الدنيا وعدم الاغترار بزينتها: فقد بين النبي ﷺ أن أدنى نعيم الجنة وأبسطه أعظم من أعلى نعيم الدنيا وأفخمه.
5- بيان فضل سعد بن معاذ ومكانته: حتى إن النبي ﷺ ضرب به المثل في نعيم الجنة، وهو شهادة عظيمة لهذا الصحابي الجليل.
6- التأدب مع النبي ﷺ وعدم التسرع في الحكم: حيث توقف الصحابة وتعلموا الحكمة، ولم يعترضوا.
7- جواز القسم للتأكيد على أمر عظيم: كما أقسم النبي ﷺ على حقارة الدنيا frente لجلالة الآخرة.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● سعد بن معاذ هو الذي اهتز لموته عرش الرحمن، كما في الحديث الصحيح، مما يدل على منزلته عند الله.
- الحديث يدل على عظمة نعيم الجنة، حتى إن مناديل أهل الجنة التي للتنشيف والمسح أفضل من أفخر ما تراه العيون في الدنيا.
- فيه توجيه للمسلم أن يعلق قلبه بالآخرة ولا ينبهر بزخارف الدنيا، فما عند الله خير وأبقى.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاتباع لسنة نبيه، والزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، وأن يبلغنا جنته ونعيمها مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الهبة (٢٦١٥)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٦٩: ١٢٧) كلاهما من طريق يونس بن محمد، حدثنا شيبان، عن قتادة، حدثنا أنس، فذكره.
والرواية الأخرى أخرجها مسلم في الموضع نفسه، عن محمد بن بشار، حدثنا سالم بن نوح، حدثنا عمر بن عامر، عن قتادة، عن أنس، فذكره.
وأما البخاري فقد ذكرها معلقة (٢٦١٦) عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، ووصلها أحمد (١٣١٤٨)، وإسنادها صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 775 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان ينهى عن الحرير فقال: لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا

  • 📜 حديث: كان ينهى عن الحرير فقال: لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان ينهى عن الحرير فقال: لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان ينهى عن الحرير فقال: لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان ينهى عن الحرير فقال: لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب