حديث: إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

بعث علي بن أبي طالب إلى اليمن

عن أبي سعيد الخدري قال: بعث علي وهو باليمن بذهبة في تربتها إلى رسول الله ﷺ، فقسمها رسول الله ﷺ بين أربعة نفر: الأقرع بن حابس الحنظلي، وعيينة بن بدر الفزاري، وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب، وزيد الخير الطائي ثم أحد بني نبهان، قال: فغضبت قريش فقالوا: أتعطي صناديد نجد وتدعنا؟ فقال رسول الله ﷺ: «إني إنما فعلت ذلك لأتألفهم» فجاء رجل كث اللحية مشرف الوجنتين غائر العينين ناتئ الجبين محلوق الرأس، فقال: اتق الله يا محمد! قال: فقال رسول الله ﷺ: «فمن يطع الله إن عصيته؟ أيأمنني على أهل الأرض ولا
تأمنوني؟» قال: ثم أدبر الرجل، فاستأذن رجل من القوم في قتله، يرون أنه خالد بن الوليد، فقال رسول الله ﷺ: «إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد».

متفق عليه: رواه البخاري في التوحيد (٧٤٣٢)، ومسلم في الزكاة (١٠٦٤: ١٤٣) كلاهما من طريق سعيد بن مسروق، عن عبد الرحمن بن أبي أنعم، قال: سمعت أبا سعيد الخدري، يقول: فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: بعث علي وهو باليمن بذهبة في تربتها إلى رسول الله ﷺ، فقسمها رسول الله ﷺ بين أربعة نفر: الأقرع بن حابس الحنظلي، وعيينة بن بدر الفزاري، وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب، وزيد الخير الطائي ثم أحد بني نبهان، قال: فغضبت قريش فقالوا: أتعطي صناديد نجد وتدعنا؟ فقال رسول الله ﷺ: «إني إنما فعلت ذلك لأتألفهم» فجاء رجل كث اللحية مشرف الوجنتين غائر العينين ناتئ الجبين محلوق الرأس، فقال: اتق الله يا محمد! قال: فقال رسول الله ﷺ: «فمن يطع الله إن عصيته؟ أيأمنني على أهل الأرض ولا
تأمنوني؟» قال: ثم أدبر الرجل، فاستأذن رجل من القوم في قتله، يرون أنه خالد بن الوليد، فقال رسول الله ﷺ: «إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3344) والإمام مسلم (رقم 1064) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
ثانيًا: شرح المفردات:
● بذهبة في تربتها: ذهب مختلط بترابها، أي لم ينقَّ بعد.
● صناديد نجد: زعماء نجد ووجهاؤها.
● كث اللحية: كثير شعر اللحية.
● مشرف الوجنتين: مرتفع الوجنتين.
● غائر العينين: عميق العينين في رأسه.
● ناتئ الجبين: بارز الجبهة.
● محلوق الرأس: حليق الرأس.
● ضئضئ هذا: أصله ونسبه.
● يمرقون من الإسلام: يخرجون منه خروجًا سريعًا.
● الرمية: الصيد المصاب بالسهم.
ثالثًا: شرح الحديث:
1- قصة التقسيم: بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه بذهب من اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقسمه النبي بين أربعة من زعماء القبائل في نجد، وهم من المشركين حديثي العهد بالإسلام، فاعترضت قريش لأن النبي أعطى هؤلاء ولم يعطهم.
2- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم: بين النبي أن هذا العطاء كان من باب التأليف على الإسلام، وهو أسلوب شرعي في الدعوة لتثبيت إيمان新 المسلمين وجذب غيرهم.
3- موقف الرجل المعترض: جاء رجل (وهو ذو الخويصرة التميمي) واعترض على النبي بعنف وشدة، متهمًا إياه بعدم العدل في القسمة.
4- رد النبي صلى الله عليه وسلم: أجابه النبي برد حكيم بأنه لو لم يطع الله فمن يطيعه؟ ثم بين أن الله ائتمنه على الوحي فكيف لا يؤتمن على تقسيم المال.
5- النبوة المستقبلية: أخبر النبي عن ظهور الخوارج من نسل هذا الرجل، ووصفهم بأنهم:
- يقرؤون القرآن لا يتجاوز حناجرهم (لا يفقهون معانيه)
- يقتلون المسلمين ويتركون المشركين
- يخرجون من الإسلام كما يخرج السهم من الصيد
6- وعيد النبي لهم: توعد النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لو أدركهم لقتلهم قتل عاد (أي إبادة كاملة).
رابعًا: الدروس المستفادة:
1. جواز تأليف قلوب من يرجى إسلامهم أو يخشى شرهم.
2. حكمة القائد في إدارة شؤون الدولة وتوزيع الأموال.
3. وجوب الثقة في حكمة الإمام وعدله.
4. التحذير من فكر الخوارج الذين يتشددون في الدين ويحكمون على المسلمين بالكفر.
5. ذم الاعتراض على الأئمة دون أدب أو إنكار المنكر بغير حكمة.
6. بيان علامات الخوارج وأوصافهم التحذيرية.
خامسًا: فوائد إضافية:
- هذا الحديث من أعلام نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حيث أخبر عن أمور مستقبلية تحققت.
- فيه دليل على أن الخوارج من أتباع ذي الخويصرة وأمثاله.
- بيان خطر التكفير والاستعداد لقتل المسلمين بدعوى مخالفتهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التوحيد (٧٤٣٢)، ومسلم في الزكاة (١٠٦٤: ١٤٣) كلاهما من طريق سعيد بن مسروق، عن عبد الرحمن بن أبي أنعم، قال: سمعت أبا سعيد الخدري، يقول: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 781 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجر

  • 📜 حديث: إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب