حديث: لا تدخلوا على قوم غضب الله عليهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

مرور النبي ﷺ بالحجر منازل ثمود

عن محمد بن أبي كبشة الأنصاري، عن أبيه، واسمه عمرو بن سعد، ويقال: عامر بن سعد، قال: لما كان في غزوة تبوك تسارع الناس إلى أهل الحجر يدخلون عليهم، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فنادى في الناس: «الصلاة جامعة» قال: فأتيت رسول الله ﷺ وهو ممسك بعيره، وهو يقول: «ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم؟» فناداه رجل منهم: نعجب منهم يا رسول الله! قال: «أفلا أنبئكم بأعجب من ذلك؟ رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم، وما هو كائن بعدكم، فاستقيموا وسددوا، فإن
الله عز وجل لا يعبأ بعذابكم شيئا، وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم بشيء».

حسن: رواه أحمد (١٨٠٢٩) والطبراني (٣٤٠/ ٢٢ - ٣٤١) والطحاوي في مشكله (٣٧٤١) كلهم من حديث المسعودي، عن إسماعيل بن أوسط، عن محمد بن أبي كبشة، فذكره، واللفظ لأحمد.

عن محمد بن أبي كبشة الأنصاري، عن أبيه، واسمه عمرو بن سعد، ويقال: عامر بن سعد، قال: لما كان في غزوة تبوك تسارع الناس إلى أهل الحجر يدخلون عليهم، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فنادى في الناس: «الصلاة جامعة» قال: فأتيت رسول الله ﷺ وهو ممسك بعيره، وهو يقول: «ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم؟» فناداه رجل منهم: نعجب منهم يا رسول الله! قال: «أفلا أنبئكم بأعجب من ذلك؟ رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم، وما هو كائن بعدكم، فاستقيموا وسددوا، فإن
الله ﷿ لا يعبأ بعذابكم شيئا، وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم بشيء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم له قصة وموقف، ودروس مستفادة كثيرة، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والطبراني في المعجم الكبير، وغيرهم. وإسناده فيه كلام، لكن معناه صحيح ومشهور، وفيه عظة كبيرة.
### ثانياً. شرح المفردات
● غزوة تبوك: هي الغزوة التي خرج فيها النبي صلى الله عليه وسلم إلى تبوك لقتال الروم.
● أهل الحجر: هم قوم صالح عليه السلام، وهم ثمود الذين كذبوا نبيهم، وعقرُوا الناقة، فمسخهم الله وجعل ديارهم عبرة.
● تسارع الناس: أي أسرعوا واجتمعوا لدخول ديارهم.
● الصلاة جامعة: نداء يجمع الناس للخطبة أو لأمر مهم.
● ممسك بعيره: أي ماسك ناقته.
● غضب الله عليهم: أي استحقوا غضب الله بعصيانهم.
● سددوا: من التَّسديد، وهو القصد في الأمور وعدم المغالاة، أو بمعنى استقاموا.
● لا يدفعون عن أنفسهم شيئاً: أي لا يستطيعون دفع العذاب أو البلاء.
### ثالثاً. شرح الحديث
كان النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، ومرّ الصحابة على ديار قوم ثمود (أهل الحجر) - وهي منازلهم القديمة - فدخلوا فيها يتفرجون ويتعجبون من آثارهم. فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، غضب ونادى بالصلاة جامعة ليجمع الناس وينهاهم عن ذلك.
وقف النبي صلى الله عليه وسلم وهو ممسك بعيره (ناقته) ليخطب في الناس، وقال لهم: "ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم؟"، أي كيف تدخلون على هؤلاء القوم الذين استحقوا غضب الله بعصيانهم وكفرهم؟!
فنادى أحد الصحابة متعجباً: "نعجب منهم يا رسول الله!"، أي أننا ندخل لنعجب من آثارهم وعقوبتهم.
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: "أفلا أنبئكم بأعجب من ذلك؟"، أي شيء أعجب من تعجبكم من هؤلاء؟ ثم بين لهم الأعجب وهو: "رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم، وما هو كائن بعدكم"، وهذا هو النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، فهو من قريش وهو بشر مثلهم، لكن الله أوحى إليه فأخبره بأخبار الأمم السابقة، وأخبار المستقبل حتى قيام الساعة.
ثم أمرهم بأمرين عظيمين:
1- "فاستقيموا": أي الزموا الطاعة، واثبتوا على الدين.
2- "وسددوا": أي اقصدوا الطريق المستقيم، واعملوا العمل الصالح المتقن.
ثم حذرهم من التهاون بالطاعة فقال: "فإن الله لا يعبأ بعذابكم شيئاً"، أي أن الله لا يبالي بعذابكم إذا عصيتموه، لأنه قادر على أن يستبدل قوماً غيركم.
ثم أخبرهم بعلامة من علامات ضعف الإيمان في المستقبل، فقال: "وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم شيئاً"، أي سيأتي أناس لا يستطيعون دفع البلاء أو العذاب عن أنفسهم بالطاعة أو الدعاء، لضعف إيمانهم وبعدهم عن الله.
### رابعاً. الدروس المستفادة من الحديث
1- تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من مجالسة العصاة أو الدخول على أماكن المعصية: حتى لو كانوا أمواتاً، فالدخول على أماكن الهلاك والعذاب قد يكون فيه تشبه بالكافرين أو استخفاف بعقوبة الله.
2- عظمة النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته: فهو يخبر عن الماضي والمستقبل بوحي من الله، وهذا من أعظم الأدلة على نبوته.
3- أهمية الاستقامة والتسديد في الدين: فالاستقامة على طاعة الله، والتسديد في العمل (أي عدم الغلو أو التفريط) هما سبيل النجاة.
4- التحذير من الغرور وكثرة الذنوب: فإن الله لا يبالي بعذاب العاصي إذا أصر على معصيته، وقد يعاقبه في الدنيا قبل الآخرة.
5- الإيمان بالغيب وأخبار المستقبل: فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور ستحدث، ومنها ضعف الإيمان في آخر الزمان حتى يصبح الناس عاجزين عن دفع البلاء.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
● أهل الحجر (ثمود): هم قوم صالح عليه السلام، وكانوا يسكنون الحِجْر (مكان بين المدينة وتبوك)، وقد أهلكهم الله بسبب كفرهم وعقرهم للناقة.
● الاستقامة والتسديد: هما من أعظم ما يُطلب من المسلم، كما في قوله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود: 112]، وقوله صلى الله عليه وسلم: "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا" (رواه البخاري ومسلم).
● الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخبر بأمور الغيب: وهذا من خصائصه، وقد أخبر بأشياء كثيرة وقعت كما قال، مما يزيد المؤمنين يقيناً بنبوته.
أسأل الله أن يجعلنا من المستقمين على دينه، المتسددين في أقوالهم وأعمالهم، وأن يعيذنا من الغفلة والضلال.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٨٠٢٩) والطبراني (٣٤٠/ ٢٢ - ٣٤١) والطحاوي في مشكله (٣٧٤١) كلهم من حديث المسعودي، عن إسماعيل بن أوسط، عن محمد بن أبي كبشة، فذكره، واللفظ لأحمد.
وإسناده حسن من أجل محمد بن أبي كبشة، ذكر ابن حبان بعض أوصافه، فالظاهر أنه عرفه، وذكر له من الرواة اثنين.
وقد حسّن إسناده أيضًا ابن كثير في البداية والنهاية (٧/ ١٦٥).
وأما المسعودي فهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة الكوفي اختلط في آخره، ولكن روى عنه جماعة منهم من روى عنه قبل الاختلاط.
وفي الباب أحاديث أخرى، انظر: أخبار نبي الله صالح عليه السلام.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 766 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تدخلوا على قوم غضب الله عليهم

  • 📜 حديث: لا تدخلوا على قوم غضب الله عليهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تدخلوا على قوم غضب الله عليهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تدخلوا على قوم غضب الله عليهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تدخلوا على قوم غضب الله عليهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب