حديث: من أحق بالخمس علي أم خالد؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

بعث علي بن أبي طالب إلى اليمن

عن بريدة بن الحصيب قال: بعث النبي ﷺ عليا إلى خالد ليقبض الخمس، وكنت أبغض عليا، وقد اغتسل فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا؟ فلما قدمنا على النبي ﷺ ذكرت ذلك له، فقال: «يا بريدة أتبغض عليا؟» فقلت: نعم. قال: «لا تبغضه؛ فإن له في الخمس أكثر من ذلك».

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٣٥٠) عن محمد بن بشار، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: فذكره.

عن بريدة بن الحصيب قال: بعث النبي ﷺ عليا إلى خالد ليقبض الخمس، وكنت أبغض عليا، وقد اغتسل فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا؟ فلما قدمنا على النبي ﷺ ذكرت ذلك له، فقال: «يا بريدة أتبغض عليا؟» فقلت: نعم. قال: «لا تبغضه؛ فإن له في الخمس أكثر من ذلك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في "الأدب المفرد"، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني. وهو حديث صحيح.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● بعث النبي ﷺ عليًا إلى خالد: أرسل النبي ﷺ الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الصحابي خالد بن الوليد رضي الله عنه.
● ليقبض الخمس: ليأخذ حصة الخمس من الغنيمة، وهو الجزء الذي يخصص لبيت مال المسلمين ومصالحهم.
● وكنت أبغض عليًا: كان في نفس بريدة رضي الله عنه كراهية تجاه علي رضي الله عنه في ذلك الوقت.
● وقد اغتسل: أي أن عليًا رضي الله عنه اغتسل بعد خروجه من الخلاء أو لسبب آخر، وهو أمر طبيعي.
● ألا ترى إلى هذا؟: قالها بريدة لخالد بن الوليد تعليقًا على اغتسال علي، فيها شيء من الاستنكار والتعجب.
● فإن له في الخمس أكثر من ذلك: أي أن نصيبه وحقه في الخمس (أي في الغنائم والفضائل) أكبر وأعظم من مجرد هذا المال الذي يقبضه.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل بريدة بن الحصيب رضي الله عنه عن موقف حصل معه في عهد النبي ﷺ، حيث أرسل النبي ﷺ علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه ليقبض حصة الخمس من الغنيمة. وكان بريدة رضي الله عنه يحمل في نفسه شيئًا من الكراهية تجاه علي رضي الله عنه في ذلك الوقت، فلما رأى عليًا رضي الله عنه يغتسل (وهو أمر عادي لا غبار عليه)، قال لخالد بن الوليد متعجبًا: "ألا ترى إلى هذا؟"، وكأنه يستنكر فعل علي رضي الله عنه.
فلما قدموا على النبي ﷺ، ذكر بريدة رضي الله عنه ما حصل، فسأله النبي ﷺ مباشرة: "يا بريدة أتبغض عليًا؟" فأجاب بريدة بصدق: "نعم". هنا جاء التوجيه النبوي الحكيم، حيث قال له النبي ﷺ: "لا تبغضه؛ فإن له في الخمس أكثر من ذلك".
ومعنى قوله ﷺ: "فإن له في الخمس أكثر من ذلك" يحمل معنيين:
1- معنى ظاهري: أن حقه في الغنائم والمال الذي يقبضه أكبر من هذا المبلغ الذي ذهب لأخذه.
2- معنى باطني أعمق: أن له فضائل ومناقب عظيمة، ونصيبًا من الخير والفضل عند الله تعالى أكبر من أن يحصى، فهو من أهل بيت النبوة، ومن كبار الصحابة، ومن المُبشرين بالجنة، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وزوج ابنة النبي ﷺ فاطمة رضي الله عنها، وأبو السبطين الحسن والحسين رضي الله عنهما.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- تحريم بغض الصحابة رضي الله عنهم: خصوصا بغض كبار الصحابة مثل علي رضي الله عنه، فإن بغضه من صفات أهل البدع والضلال.
2- الصدق في الاعتراف: حيث صرح بريدة رضي الله عنه ببغضه لعلي أمام النبي ﷺ، وهذا يدل على شجاعته وصدقه.
3- الحكمة في التوجيه النبوي: لم يزجر النبي ﷺ بريدة مباشرة، بل نصحه برفق وحكمة، وبيّن له فضل علي رضي الله عنه.
4- عظم منزلة علي رضي الله عنه: حيث بين النبي ﷺ أن له فضائل عظيمة وحظًا كبيرًا في الخير.
5- التنبيه على فضائل الصحابة: ينبغي للمسلم أن يعرف فضائل الصحابة ويحبهم جميعًا، ولا يبغض أحدًا منهم.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي ترد على الطوائف التي تبغض عليًا رضي الله عنه أو تتبرأ منه.
- علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو رابع الخلفاء الراشدين، ومن العشرة المبشرين بالجنة، وقد جمع بين شرف الصحبة وشرف القرابة من النبي ﷺ.
- بريدة بن الحصيب رضي الله عنه من الصحابة الأجلاء، وقد تاب من هذا الشعور وأصبح من المحبين لعلي رضي الله عنه، كما هو حال جميع الصحابة.
نسأل الله أن يرزقنا محبة الصحابة جميعًا، وأن يجمعنا بهم في جنات النعيم.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٣٥٠) عن محمد بن بشار، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: فذكره.
قوله: «ليقبض الخمس» أي خمس الغنيمة، وفي رواية: «ليقسم الخمس».
قوله: «كنت أبغض عليا» وإنما أبغضه لأنه رأى أن عليا أخذ جارية من المغنم، فظن أنه غَلَّ، فلما أعلمه النبي ﷺ أنه أخذ أقلَّ من حقه أَحَبَّه

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 779 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أحق بالخمس علي أم خالد؟

  • 📜 حديث: من أحق بالخمس علي أم خالد؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أحق بالخمس علي أم خالد؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أحق بالخمس علي أم خالد؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أحق بالخمس علي أم خالد؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب