حديث: لمناديل سعد بن معاذ خير منها أو ألين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في فضائل سعد بن معاذ الأنصاري

عن البراء يقول: أهديت للنبي ﷺ حلة حرير، فجعل أصحابه يمسحونها ويعجبون من لينها، فقال: «أتعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ خير منها أو ألين».

متفق عليه: رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٨٠٢)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٦٨) كلاهما عن محمد بن بشار، ثنا غندر، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: فذكره.

عن البراء يقول: أهديت للنبي ﷺ حلة حرير، فجعل أصحابه يمسحونها ويعجبون من لينها، فقال: «أتعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ خير منها أو ألين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، ورواه الإمام مسلم أيضاً، عن الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه. وهو حديث يحمل في طياته معاني سامية ودروساً عظيمة.

أولاً. شرح المفردات:


● أهديت: أي قُدِّمَت هدية.
● حلة حرير: "الحلة" هي ثوبان، إزار ورداء. و"حرير" أي مصنوعة من الحرير الخالص، وهو مما حُرِّم على الرجال من هذه الأمة.
● يعجبون من لينها: يتعجبون من نعومتها وسهولة ملمسها.
● لمناديل سعد بن معاذ: "المناديل" جمع منديل، وهو ما يُمسح به العرق. والمقصود هنا هو ما يُمسح به عرق سعد بن معاذ في الجنة، وهو比喻 للثياب الفاخرة التي سيحظى بها في الجنة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أُهديت له حلة (ثوبان) مصنوعة من الحرير الخالص. فجعل أصحابه رضي الله عنهم يلمسونها بأيديهم ويتعجبون من شدة نعومتها ولين ملمسها، لما فيها من جودة الصنعة ورفعة المتاع الدنيوي.
فانتهز النبي صلى الله عليه وسلم هذه الفرصة ليعلمهم درساً عظيماً، فلم يزجرهم على إعجابهم بشيء محرم، بل وجه أنظارهم ونظرهم إلى ما هو أعظم وأبقى، فقال: «أَتَعْجَبُونَ مِنْ لِينِ هَذِهِ؟ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهَا أَوْ أَلْيَنُ».
أي: إن كان هذا الحرير يعجبكم لنعومته، فاعلموا أن ما أعده الله لسعد بن معاذ في الجنة من الثياب والمناديل التي تمسح عرقه، هي أفخر وأجمل وألين من هذه الحلة الدنيوية بأضعاف مضاعفة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- توجيه الاهتمام إلى نعيم الآخرة: في هذا الحديث تربية نبوية عظيمة على استصغار متاع الدنيا وزخرفها، مهما عَظُم، في مقابل نعيم الآخرة الذي لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
2- بيان فضل سعد بن معاذ: الحديث يعد من أعلام نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث بشره بهذه المنزلة العالية في الجنة. وهو أيضاً دليل على عظيم مكانة سعد بن معاذ رضي الله عنه عند الله ورسوله. وكان سعداً من كبار الأنصار، وسيداً في قومه، وكانت وفاته مصيبة عظيمة على المسلمين.
3- الترغيب في الجنة ونعيمها: الحديث يحث المسلم على العمل الصالح الذي يوصله إلى هذه الدرجات العلى، لينال من النعيم المقيم ما يفوق كل خيال.
4- أسلوب تربوي رفيع: استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوباً تربوياً رائعاً، حيث نقل انتباه الصحابة من العجب بشيء دنيوي محرم (الحرير على الرجال) إلى التطلع والاشتياق إلى نعيم الآخرة الحلال الطيب، دون أن يوبخهم أو يعنفهم.
5- ذم الاغترار بالدنيا: فيه تحذير من الاغترار بزينة الحياة الدنيا ومتاعها الزائل، والتذكير بأن ما عند الله خير وأبقى.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● سعد بن معاذ رضي الله عنه: هو سعد بن معاذ بن النعمان الأشهلي، سيد الأوس، وأحد كبار الصحابة. شهد بدراً وأحداً والخندق. توفي بعد غزوة الخندق متأثراً بجرح أصابه فيها، وقيل للرسول صلى الله عليه وسلم عند موته: "اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ".
● حكم الحرير للرجال: يحرم على الرجال لبس الحرير الخالص في الإسلام، وهو إجماع من العلماء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ فِي الآخِرَةِ» (رواه البخاري). وأما النساء فيجوز لهن لبسه.
● الحديث يبشر سعداً في الجنة: هذا من قبيل البشارة بالجنة له في الحياة الدنيا، مما يدل على مكانته.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته، ويرزقنا الفردوس الأعلى من الجنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٨٠٢)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٦٨) كلاهما عن محمد بن بشار، ثنا غندر، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: فذكره. وهذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 404 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لمناديل سعد بن معاذ خير منها أو ألين

  • 📜 حديث: لمناديل سعد بن معاذ خير منها أو ألين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لمناديل سعد بن معاذ خير منها أو ألين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لمناديل سعد بن معاذ خير منها أو ألين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لمناديل سعد بن معاذ خير منها أو ألين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب