حديث: رمي سعد بن معاذ يوم الأحزاب فقطعوا أكحله فحسمه النبي بالنار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب مما جماء في أخبار موت سعد بن معاذ

عن جابر أنه قال: رُمِيَ يوم الأحزاب سعد بن معاذ فقطعوا أكحله - أو أبجله - فحسمه رسول الله ﷺ بالنار، فانتفخت يده، فتركه فنزفه الدم، فحسمه أخرى فانتفخت يده، فلما رأى ذلك قال: اللهم! لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة. فاستمسك عرقه فما قطر قطرة حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ، فأرسل إليه، فحكم أن يقتل رجالهم وتستحيى نساؤهم، يستعين بهن المسلمون. فقال رسول الله ﷺ: «أصبت حكم الله فيهم»، وكانوا أربعمائة، فلما فرغ من قتلهم انفتق عرقه فمات.

صحيح: رواه الترمذي (١٥٨٢)، وأحمد (١٤٧٧٣)، وابن حبان (٤٧٨٤) كلهم من طرق عن الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر قال: فذكره.

عن جابر أنه قال: رُمِيَ يوم الأحزاب سعد بن معاذ فقطعوا أكحله - أو أبجله - فحسمه رسول الله ﷺ بالنار، فانتفخت يده، فتركه فنزفه الدم، فحسمه أخرى فانتفخت يده، فلما رأى ذلك قال: اللهم! لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة. فاستمسك عرقه فما قطر قطرة حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ، فأرسل إليه، فحكم أن يقتل رجالهم وتستحيى نساؤهم، يستعين بهن المسلمون. فقال رسول الله ﷺ: «أصبت حكم الله فيهم»، وكانوا أربعمائة، فلما فرغ من قتلهم انفتق عرقه فمات.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث السيرة النبوية، يرويه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، ويحكي قصة استشهاد سعد بن معاذ رضي الله عنه، سيد الأوس، وبطل غزوة الخندق. وفيما يلي شرحه مفصلاً:

أولاً. شرح المفردات:


● رُمِيَ: أُصيب بسهم.
● الأحزاب: هم القبائل المتحالفة ضد المسلمين في غزوة الخندق.
● أكحله: عرق في الذراع (كعب اليد).
● أبجله: عرق آخر قريب من الأكحل (وهي فروق في التسمية بين الرواة).
● حسمه: كواه بالنار لوقف النزيف.
● انتفخت يده: تورمت بسبب الحسم.
● نزفه الدم: استمر نزول الدم.
● استمسك عرقه: توقف النزيف.
● انفتق عرقه: انفجر العرق وعاد النزيف.
● بني قريظة: قبيلة يهودية نقضت العهد مع المسلمين في الغزوة.


ثانياً. شرح الحديث:


1- الحدث الرئيسي: أثناء غزوة الخندق (الأحزاب)، أُصيب سعد بن معاذ رضي الله عنه بسهم قطع أحد عروق يده (الأكحل أو الأبجل)، مما سبب نزيفاً حاداً.
2- محاولات العلاج: حاول النبي ﷺ إيقاف النزيف بالكيّ (الحسم)، وهو أسلوب طبي معروف آنذاك، لكن اليد تورمت بعد الكي الأول، وعاد النزيف، فكواه مرة أخرى، فتورمت أيضاً.
3- دعاء سعد: عندما رأى سعد أن الجرح خطير، دعا الله ألا يموت حتى يرى نصر المسلمين على يهود بني قريظة (الذين خانوا العهد وساندوا الأحزاب).
4- استجابة الدعاء: توقف النزيف فجأة (استمسك العرق)، واستمر سعد حياً حتى نزل بنو قريظة على حكمه، فحكم بقتل رجالهم وسبي نسائهم، وأقر النبي ﷺ حكمه موافقاً لحكم الله.
5- استشهاده: بعد انتهاء تنفيذ الحكم، انفجر جرحه ومات، فكان شهيداً.


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- فضل سعد بن معاذ: كان من خيرة الصحابة، حتى قال النبي ﷺ عند موته: "اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ" (رواه البخاري). وشهادته تدل على منزلته العالية.
2- جواز الكي للعلاج: الحديث دليل على مشروعية الكي عند الحاجة، رغم أن it ليس obligatory بل هو من الأمور الدنيوية التي تجوز إذا نفعَت.
3- قوة الدعاء: دعاء سعد مستجاب، لأنه صادر من قلب مؤمن في لحظة صدق، وفي سبيل الله.
4- عدل الإسلام: حكم سعد على بني قريظة كان وفق شريعة التوراة في الخيانة العظمى (الموجودة في سفر التثنية)، فأقره النبي ﷺ، مما يدل على عدالة الإسلام حتى مع الأعداء.
5- الصبر على الألم: تحمل سعد للألم والكي twice دون تذمر، نموذج للصبر والثبات.
6- الوفاء بالعهد: بنو قريظة نقضوا العهد، فكان عقابهم شديداً، وهو درس في أهمية الوفاء.


رابعاً. فوائد إضافية:


● الاستفادة من الأسرى: في الحديث أن نساء بني قريظة أُخذن سبياً، وجعلن في خدمة المسلمين، وهذا من أحكام السبي في الجهاد الشرعي.
● الإعجاز الطبي: توقف النزيف ثم عودته بعد تحقيق الأمنية، آية على قدرة الله واستجابة الدعاء.
● الموت شهادة: سعد مات بسبب جرح في معركة، فهو شهيد، كما قال النبي ﷺ: "من قتل دون ماله فهو شهيد..." (رواه مسلم).


الخلاصة:


الحديث يروي قصة شهيد عظيم، جمع بين الشجاعة والإيمان، وكان موته نصراً للإسلام، وفيه دروس في الطب، والدعاء، والعدل، والوفاء. رضي الله عن سعد بن معاذ، وجمعنا به في جنات النعيم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (١٥٨٢)، وأحمد (١٤٧٧٣)، وابن حبان (٤٧٨٤) كلهم من طرق عن الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر قال: فذكره.
وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حسن صحيح.
صحَّح إسناده أيضا الحافظ في الفتح (٧/ ٤١٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 411 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رمي سعد بن معاذ يوم الأحزاب فقطعوا أكحله فحسمه النبي بالنار

  • 📜 حديث: رمي سعد بن معاذ يوم الأحزاب فقطعوا أكحله فحسمه النبي بالنار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رمي سعد بن معاذ يوم الأحزاب فقطعوا أكحله فحسمه النبي بالنار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رمي سعد بن معاذ يوم الأحزاب فقطعوا أكحله فحسمه النبي بالنار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رمي سعد بن معاذ يوم الأحزاب فقطعوا أكحله فحسمه النبي بالنار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب