حديث: هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفا وأوصلها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضائل العباس بن عبد المطلب عم رسول الله ﷺ -

عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله ﷺ للعباس: «هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفًّا وأوصلها».

حسن: رواه أحمد (١٦١٠)، والنسائي في فضائل الصحابة (٧١)، وأبو يعلى (٨٢٠)، وصحّحه ابن حبان (٧٠٥٢)، والحاكم (٣/ ٣٢٨ - ٣٢٩) كلهم من طريق محمد بن طلحة التيمي، حدثني أبو سهيل نافع بن مالك، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص فذكره.

عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله ﷺ للعباس: «هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفًّا وأوصلها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ للعباس: «هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفًّا وأوصلها».
١. شرح المفردات:
● العَبَّاس: هو العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، عم النبي ﷺ، وأحد أعمامه الذين أسلموا، وكان أكبر منه سناً.
● أجْوَدُ: صيغة تفضيل من الجود، أي الأكثر سخاءً وعطاءً.
● كَفًّا: الكف هو اليد، والمقصود هنا هو الجود بالمال والعطاء، فكأن الجود يصدر مباشرة من كفه.
● أَوْصَلُهَا: صيغة تفضيل من الوصل، أي الأكثر صلةً للرحم وبراً بأقاربه.
٢. شرح الحديث:
في هذا الحديث يمدح النبي ﷺ عمه العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بصفتين عظيمتين من صفات الخير:
* أجود قريش كفًا: يقرر النبي ﷺ حقيقة ثابتة وهي أن العباس رضي الله عنه كان أسخى أهل قريش وأكثرهم بذلاً للمال في الخير والمعروف. وقريش كانت أشرف القبائل وأكثرها مكانة، فمدحه بهذه الصفة بينهم يدل على علو منزلته في الجود والكرم. وكان رضي الله عنه تاجراً موسراً، فكان يستخدم ماله في فعل الخير ومساعدة المحتاجين.
* وأوصلها: يضيف النبي ﷺ صفة ثانية وهي الإحسان إلى الأرحام والبر بهم. فلم يكن جوده عاماً فحسب، بل كان أوصل الناس لرحمه، أي الأكثر براً وإحساناً إلى أقاربه، وصلة للعلاقات الأسرية والحفاظ عليها. وهذه الصفة تجمع بين حق الله (بالصدقة والجود) وحق العباد (بصلة الرحم).
٣. الدروس المستفادة منه:
1- فضل الجود والسخاء: الحديث يحث على فضيلة الجود والإنفاق في سبيل الله، ويبين أن السخاء من الصفات المحمودة التي يمدح بها المرء.
2- فضل صلة الرحم: يذكرنا الحديث بأهمية صلة الرحم وبر الأقارب، وهي من أعظم القربات إلى الله تعالى والتي تزيد في الرزق وتطيل في العمر.
3- الجمع بين الحقوق: الحياة المثلى للمسلم هي التي يجمع فيها بين حق الله تعالى (بالجود والإنفاق) وحقوق الخلق (بصلة الرحم والإحسان إليهم).
4- الاعتراف بالفضل لأهله: النبي ﷺ يعترف بفضل عمه ويصرح به أمام الناس، وهذا درس في إنزال الناس منازلهم والاعتراف بفضائل الصالحين.
5- مكانة العباس رضي الله عنه: الحديث يبين المكانة الرفيعة للعباس بن عبد المطلب عند رسول الله ﷺ وفي الإسلام، فهو أجود قريش وأوصلهم.
٤. معلومات إضافية مفيدة:
- كان العباس رضي الله عنه من آخر من أسلم من أعمام النبي ﷺ، حيث أسلم قبل فتح مكة بيسير، ولكن النبي ﷺ كان يحبه ويحترمه حتى قبل إسلامه لما كان يتصف به من خصال حميدة.
- هذا المدح النبوي للعباس هو من باب "الحق يُقال" وليس من باب الغلو أو المحاباة، فالنبي ﷺ لا ينطق عن الهوى.
- يستفاد من الحديث أن صلة الرحم لا تتعارض مع الجود العام، بل المسلم يجمع بينهما، فيوصل رحمه ويساعد المحتاجين من غير أقاربه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦١٠)، والنسائي في فضائل الصحابة (٧١)، وأبو يعلى (٨٢٠)، وصحّحه ابن حبان (٧٠٥٢)، والحاكم (٣/ ٣٢٨ - ٣٢٩) كلهم من طريق محمد بن طلحة التيمي، حدثني أبو سهيل نافع بن مالك، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن طلحة التيمي، فإنه حسن الحديث.
قال الهيثمي في المجمع (٩/ ٢٦٨): «رواه أحمد والبزار بنحوه، وأبو يعلى والطبراني في الأوسط، وفيه محمد بن طلحة التيمي وثّقه غير واحد، وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح».
وروي عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «العباس مني وأنا منه».
رواه الترمذي (٣٧٥٩)، والنسائي (٤٧٧٥)، وأحمد (٢٧٣٤)، وصحّحه الحاكم (٣/ ٣٢٥) كلهم من طريق إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل».
وعبد الأعلى هو ابن عامر الثعلبي ضعيف عند أكثر أهل العلم، وبه أعلَّه الذهبي في السير (٢/ ٩٩، ١٠٢).
والسياق للترمذي، وساق أحمد والنسائي بسياق أطول، وهو الآتي:
عن ابن عباس: أن رجلا من الأنصار وقع في أب للعباس كان في الجاهلية، فلطمه العباس، فجاء قومه، فقالوا: والله لنلطمنه كما لطمه. فلبسوا السلاح، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ، فصعد المنبر، فقال: «أيها الناس، أي أهل الأرض أكرم على الله؟» قالوا: أنت. قال: «فإن العباس مني، وأنا منه، فلا تسبوا أمواتنا، فتؤذوا أحياءنا» فجاء القوم، فقالوا: يا رسول الله، نعوذ بالله من غضبك.
وروي أيضا عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله ﷺ مغضبا وأنا عنده، فقال: «ما أغضبك؟» قال: يا رسول الله! ما لنا ولقريش، إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك. قال: فغضب رسول الله ﷺ احمر وجهه، ثم قال: «والذي نفسي بيده، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله» ثم قال: «يا أيها الناس، من آذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه».
رواه الترمذي (٣٧٥٨)، وأحمد (١٧٥١٥)، والنسائي في فضائل الصحابة (٧٣)، وصحّحه الحاكم (٣/ ٣٣٣) كلهم من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».
وليس كما قال، فإن يزيد بن أبي زياد هو الهاشمي مولاهم الكوفي ضعيف عند جمهور أهل العلم، وكان شيعيا.
وروي أيضا عن العباس بن عبد المطلب قال: كنا نلقى النفر من قريش، وهم يتحدثون، فيقطعون حديثهم، فذكرنا ذلك لرسول الله ﷺ، فقال: «ما بال أقوام يتحدثون، فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم. والله، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني».
رواه ابن ماجه (١٤٠) عن محمد بن طريف، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا الأعمش، عن أبي سبرة النخعي، عن محمد بن كعب القرظي، عن العباس بن المطلب فذكره.
ومن هذا الوجه صحّحه الحاكم (٤/ ٧٥).
وأبو سبرة النخعي يقال: اسمه عبد الله بن عابس، قال ابن معين: لا أعرفه، وذكره ابن حبان في الثقات، ولذا قال عنه الحافظ: «مقبول» يعني حيث يُتَابَع، ولم أجد له متابعا.
ومحمد بن كعب القرظي لم يدرك العباس.
وبه أعله البوصيري في مصباح الزجاجة.
وروي أيضا عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا. فمنزلي ومنزل إبراهيم في الجنة يوم القيامة تجاهين. والعباس بيننا مؤمن بين خليلين».
رواه ابن ماجه (١٤١) عن عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن
عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
وعبد الوهاب بن الضحاك هو: ابن أبان أبو الحارث الحمصي متروك.
وبه أعلَّه البوصيري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 424 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفا وأوصلها

  • 📜 حديث: هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفا وأوصلها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفا وأوصلها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفا وأوصلها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفا وأوصلها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب