بئس الميت لليهود يقولون قد داواه صاحبه أفلا نفعه

حديث: بئس الميت لليهود يقولون قد داواه صاحبه أفلا نفعه

عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: دخل رسول الله ﷺ على أسعد بن زرارة، وبه وجع يقال له: الشوكة، فكواه حوران على عنقه، فمات فقال النَّبِيّ ﷺ: «بئس الميتُ لليهود يقولون: قد داواه صاحبه أفلا نفعه».

صحيح: رواه عبد الرزّاق (١٩٥١٥) عن معمر، عن الزّهريّ، عن أبي أمامة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل أبي أمامة بن سهل بن حنيف رضي الله عنه.

أولاً. شرح مفردات الحديث:

● أسعد بن زرارة: هو من السابقين الأولين إلى الإسلام، وأول من بايع النبي ﷺ في بيعة العقبة، وكان نقيباً على قبيلته، وهو من الأنصار.
● وجع يقال له: الشوكة: المقصود به هنا "الخُراج" أو "الدَّمل" الملتهب، وهو ورم مؤلم يظهر في الجسم.
● كواه: الكي هو معالجة الموضع الملتهب أو الجرح بحديدٍ محمىً على النار لسد النزيف أو تعقيم الجرح.
● حوران: موضع معروف بالشام، يُقصد به أن الكيَّة كانت واضحة وقوية.
● بئس الميت لليهود: تعبير يُقصد به الذم والتحذير من فعلٍ معين، أي أن هذا الموت سيكون سبباً لطعن اليهود وسخريتهم.

ثانياً. شرح الحديث:

يحدثنا الصحابي أبو أمامة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ زار أسعد بن زرارة رضي الله عنه حينما اشتد به المرض، وكان يعاني من دملٍ أو خراج مؤلم (يسمى الشوكة). فقام النبي ﷺ بمعالجته بالكي، وهو أسلوب طبي معروف في ذلك الوقت. ولكن بعد الكي، توفي أسعد بن زرارة رضي الله عنه.
فقال النبي ﷺ معبراً عن أسفه: "بئس الميت لليهود"، أي أن طريقة موته ستكون مثاراً للسخرية والطعن من قبل اليهود، حيث سيقولون: "ها هو صاحبه (أي النبي ﷺ) عالجه بنفسه فلم ينفعه العلاج، بل مات!". فهذا الكلام من اليهود سيكون استهزاءً برسول الله ﷺ وبدعوته.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:

1- جواز التداوي والكي: الحديث يدل على مشروعية التداوي والكي، فقد فعله النبي ﷺ بنفسه، ولكنه بيّن أن الشفاء بيد الله تعالى وحده.
2- التعليل الشرعي للأحكام: النبي ﷺ بين سبب كراهيته لهذا الموت، وهو أنه سيكون ذريعة لطعن الكفار والمنافقين في الدين.
3- حكمة النبي ﷺ وشفقته: حرصه ﷺ على عدم إعطاء الفرصة لأعداء الإسلام للانتقاص من الدعوة أو السخرية منها.
4- أن الكي ليس علاجاً ناجحاً في كل حال: بل الشفاء من الله تعالى، وقد لا يجدي العلاج في بعض الأحيان.
5- عناية الإسلام بسمعة الدعوة: فالنبي ﷺ كان حريصاً على سد الذرائع التي يمكن أن يتخذها الأعداء للطعن في الإسلام.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث لا يعارض الأحاديث الأخرى التي فيها مدح للكي كعلاج، فقد ثبت أن النبي ﷺ قال: "الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي" (رواه البخاري). والجمع بين الأحاديث أن الكي جائز لكنه ليس علاجاً دائماً ولا يجب الاعتماد عليه وحده.
- مات أسعد بن زرارة رضي الله عنه قبل الهجرة، وكان من أوائل من استشهد من المسلمين، فجزاه الله عن الإسلام خيراً.
أسأل الله أن يرزقنا الفهم في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد الرزّاق (١٩٥١٥) عن معمر، عن الزّهريّ، عن أبي أمامة فذكره. وهو مرسل.
ورواه أحمد (١٧٢٣٨) من وجه آخر عن ابن شهاب الزّهريّ، يحدث أن أبا أمامة بن سهل بن حنيف أخبره، عن أبي أمامة أسعد بن زرارة، وكان أحدَ النقباء يوم العقبة أنه أخذتْه الشوكة، فجاء رسول الله ﷺ يعوده فقال: «بئس الميت ليهود» مرتين. «سيقولون: لولا دفع عن صاحبه، ولا أملك له ضرا ولا نفعا ولأَتَمَحَّلنَّ له»، فأمر به وكُوِيَ بخطين فوق رأسه فمات.
وفي إسناده زمعة بن صالح قال: سمعت ابن شهاب فذكره. وزمعة ضعيف.
وأبو أمامة هو أسعد بن سهل بن حنيف له رؤية، ولم يسمع من النَّبِيّ ﷺ فيكون مرسل الصحابي وهو حجّة عند جمهور أهل العلم، ويقوي هذا المرسل حديث عائشة.
وأمّا ما رواه الترمذيّ (٢٠٥٠)، وابن حبَّان (٦٠٨٠)، والحاكم (٣/ ١٨٧) كلّهم من حديث يزيد بن زُريع قال: حَدَّثَنَا معمر، عن الزّهريّ، عن أنس: أن النَّبِيّ ﷺ كوى أسعد بن زرارة من الشوكة. فهو خطأ. أخطأ فيه معمر كما نبه عليه أبو حاتم في العلل (٢٢٧٧): «وإنما هو عن الزّهريّ، عن أبي أمامة بن سهل أن النَّبِيّ ﷺ كوى أسعد مرسل».
وهو كما قال وقد سبق، وتفصيل ذلك كما ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٩/ ٣٩٢) من طريق العباس بن يزيد البحرانيّ، عن يزيد بن زريع، عن معمر، عن الزّهريّ، عن أنس.
قال العباس: وهذا مما غلط فيه معمر بالبصرة، وذلك لم يكن معه كتاب فغلط في هذا.
قال عبد الرزّاق: فلمّا قدم علينا قال: إني قد غلطت بالبصرة حديثين حدثتهم عن الزّهريّ، عن أنس أن النَّبِيّ ﷺ كوى أسعد بن زرارة، وإنما حَدَّثَنَا الزّهريّ، عن أبي أمامة بن سهل مرسل.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 44 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بئس الميت لليهود يقولون قد داواه صاحبه أفلا نفعه

📜 حديث: بئس الميت لليهود يقولون قد داواه صاحبه أفلا نفعه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بئس الميت لليهود يقولون قد داواه صاحبه أفلا نفعه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بئس الميت لليهود يقولون قد داواه صاحبه أفلا نفعه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بئس الميت لليهود يقولون قد داواه صاحبه أفلا نفعه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية