حديث: لا عدوى ولا يورد ممرض على مصح

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، ولا نوء، ولا غول

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف حدَّثه: أن رسول الله ﷺ قال: «لا عدوى»، ويحدث أن رسول الله ﷺ قال: «لا يورد ممرض على مُصِحٍّ».
قال أبو سلمة: كان أبو هريرة يحدثهما كلتيهما عن رسول الله ﷺ ثمّ صمت أبو هريرة بعد ذلك عن قوله: لا عدوى، وأقام على أن لا يورد ممرض على مصح. قال: فقال الحارث بن أبي ذباب (وهو ابن عم أبي هريرة) قد كنت أسمعك يا أبا هريرة تحدثنا مع هذا الحديث حديثًا آخر قد سكتَّ عنه، كنت تقول: قال رسول الله ﷺ: «لا عدوى» فأبى أبو هريرة أن يعرف ذلك، وقال: «لا يورد ممرض على مصح» فما رآه الحارث في ذلك حتّى غضب أبو هريرة، فرطن بالحبشية، فقال للحارث: أتدري ماذا قلت؟ قال: لا قال أبو هريرة: قلت: أبيت. قال أبو سلمة: ولعمري لقد كان أبو هريرة يحدثنا أن رسول الله ﷺ قال: «لا عدوى» فلا أدري أنسي أبو هريرة أو نسخ أحد القولين الآخر؟
وفي رواية: قال أبو سلمة: فما رأيته نسي حديثًا غيره.

متفق عليه: رواه مسلم في السّلام (٢٢٢١) من طريق ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف فذكره.

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف حدَّثه: أن رسول الله ﷺ قال: «لا عدوى»، ويحدث أن رسول الله ﷺ قال: «لا يورد ممرض على مُصِحٍّ».
قال أبو سلمة: كان أبو هريرة يحدثهما كلتيهما عن رسول الله ﷺ ثمّ صمت أبو هريرة بعد ذلك عن قوله: لا عدوى، وأقام على أن لا يورد ممرض على مصح. قال: فقال الحارث بن أبي ذباب (وهو ابن عم أبي هريرة) قد كنت أسمعك يا أبا هريرة تحدثنا مع هذا الحديث حديثًا آخر قد سكتَّ عنه، كنت تقول: قال رسول الله ﷺ: «لا عدوى» فأبى أبو هريرة أن يعرف ذلك، وقال: «لا يورد ممرض على مصح» فما رآه الحارث في ذلك حتّى غضب أبو هريرة، فرطن بالحبشية، فقال للحارث: أتدري ماذا قلت؟ قال: لا قال أبو هريرة: قلت: أبيت. قال أبو سلمة: ولعمري لقد كان أبو هريرة يحدثنا أن رسول الله ﷺ قال: «لا عدوى» فلا أدري أنسي أبو هريرة أو نسخ أحد القولين الآخر؟
وفي رواية: قال أبو سلمة: فما رأيته نسي حديثًا غيره.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم حديث نبيه ﷺ. هذا الحديث من الأحاديث التي تحتاج إلى جمع طرقها وفهمها في سياقها الصحيح، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بعون الله وتوفيقه.
### أولاً. نص الحديث ورواته
يحدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (وهو من كبار التابعين الثقات) أن رسول الله ﷺ قال قولين:
1- «لا عدوى»: أي نفي للعدوى بالمعنى الجبري الذي كان يعتقده أهل الجاهلية.
2- «لا يورد ممرض على مُصِحٍّ»: النهي عن إدخال الإبل المريضة على الإبل السليمة مخافة العدوى.
ثم يذكر أبو سلمة أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يروي هذين القولين معاً عن النبي ﷺ، ثم توقف عن رواية قول «لا عدوى» وأصر على رواية النهي عن إيراد الممرض على المصح.
### ثانياً. شرح المفردات
* لا عدوى: نفي للاعتقاد الجاهلي بأن الأمراض تنتقل بطبعها وقدرتها الذاتية دون مشيئة الله تعالى.
* ممرض: صاحب الإبل المريضة (أو المريض بشكل عام).
* مصح: صاحب الإبل السليمة (أو السليم بشكل عام).
* لا يورد: لا يُدخل أو يخلط.
* فرطن بالحبشية: تكلم بكلمات من اللغة الحبشية التي كان يعرفها.
* أبيت: أرفض أو أنأى بنفسي (أي رفض أبو هريرة أن يعترف بأنه كان يروي "لا عدوى").
### ثالثاً. الشرح الإجمالي والجمع بين الحديثين
هذا الحديث يظهر ظاهره تعارضاً، ولكن جمعه العلماء وفهموه على النحو التالي، وهو من جوامع كلمه ﷺ:
1- نفي العقيدة الفاسدة لا عدوى»):
* المقصود: نفي ما كان يعتقده أهل الجاهلية من أن العدوى تؤثر بطبعها من دون إرادة الله وقدرته. كانوا يعتقدون أن المرض ينتقل حتماً بقوة العدوى فقط، فجاء النبي ﷺ لينفي هذا الاعتقاد الجبري وينفي تعلق القلوب بالأسباب دون مسببها وهو الله عز وجل. فالأمر كله بقدر الله ومشيئته.
2- إثبات الأسباب والحكمة لا يورد ممرض على مصح»):
* المقصود: أن الله تعالى جعل للأسباب تأثيراً بمشيئته. فمجالسة المريض أو مخالطته قد تكون سبباً في انتقال المرض بإذن الله. وهذا لا ينافي التوكل، بل هو من الأخذ بالأسباب المشروعة التي أمرنا بها. فالنبي ﷺ يأمرنا بتجنب الأسباب التي قد تؤدي إلى الضرر، مع اليقين بأن الضر والنفع بيد الله وحده.
فالجمع بين القولين: أننا ننفي الاعتقاد الخاطئ في قوة العدوى المستقلة عن الله، ونثبت أن الاختلاط بالمريض قد يكون سبباً في انتقال المرض بمشيئة الله، فنأخذ بالأسباب ونتوكل على الله.

رابعاً. سبب توقف أبي هريرة عن رواية «لا عدوى»
ذكر أبو سلمة أن أبا هريرة توقف عن رواية "لا عدوى" وأصر على النهي عن الإيراد. ولهذا عدة تفسيرات عند العلماء:
* إما أن يكون نَسِيَ رواية "لا عدوى" كما توقف أبو سلمة.
* وإما أن يكون النسخ قد حصل، فكان النهي عن الإيراد هو الحكم الأخير الذي بقي معمولاً به، بينما كان نفي العدوى لبيان العقيدة الصحيحة في بداية الإسلام لقطع اعتقاد الجاهلية.
* وإما أن أبا هريرة خشي أن يفهم الناس من قول "لا عدوى" على إطلاقه إهمال الأسباب والتقصير في الوقاية، فرأى أن التركيز على النهي العملي (لا يورد) أوضح وأبعد عن سوء الفهم.
وقوله "فرطن بالحبشية" ثم قال "أبيت" يدل على أنه كان حريصاً على عدم إثارة اللبس، وأن ما يرويه هو ما استقر عليه الفهم الصحيح للحديث.

خامساً:

الدروس والعبر المستفادة
1- سلامة الاعتقاد: التوحيد الخالص بأن الله هو الضار النافع، وأن الأسباب لا تؤثر بذاتها بل بمشيئته تعالى.
2- الأخذ بالأسباب: لا يتنافى الأخذ بالأسباب مع التوكل، بل هو من التوكل الصحيح. فالمسلم يتوقى الأمراض ويتخذ سبل الوقاية مع توكله على الله.
3- حكمة النبي ﷺ في التعليم: كان ﷺ يخاطب الناس على قدر عقولهم، فينفي العقيدة الفاسدة أولاً، ثم يبين الحكم العملي.
4- فقه الصحابة وحرصهم: حرص أبي هريرة ومن معه على نقل الحديث بالمعنى الصحيح الذي لا لبس فيه، واجتهادهم في فهم النصوص وترتيبها.
5- أدب الطالب والعالم: أدب الحارث بن أبي ذباب في سؤال أبي هريرة، وحرصه على فهم الحق.

سادساً:

خلاصة الأمر
* «لا عدوى»: نفي للاعتقاد الجاهلي الجبري (أنها تعدي بطبعها).
* «لا يورد ممرض على مصح»: إثبات للأسباب والحكمة (أن الاختلاط سبب محتمل للعدوى بمشيئة الله).
* النتيجة: نؤمن بأن العدوى لا تحدث إلا بقدر الله،但同时 نأخذ بأسباب الوقاية التي شرعها الله.
هذا وال
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في السّلام (٢٢٢١) من طريق ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف فذكره.
ورواه البخاريّ في الطب (٥٧٧١، ٥٧٧٣، ٥٧٧٤) من وجوه أخرى عن الزهري به نحوه مختصرًا، والرّواية الأخرى له.
والجمع بين الحديثين أن ما ثبت عن النَّبِيّ ﷺ أنه قال: «لا عدوى» فهو محمول على ما كان يعتقده أهل الجاهليّة بأن المرض يُعدي بنفسه بدون مشيئة الله.
وقوله: «لا يورد ممرض على مصح» محمول على أن لا يعتقد الانسان بأن ما أصابه كان سببه اختلاطه بالمريض، ولذا أُمرنا أن نفرَّ من المجذوم فرارَ الأسد.
ثمّ إن قوله: «لا عدوى» له شواهد كثيرة صحيحة فلعل أبا هريرة تراجع عن رواية «لا عدوى» ظنا منه أنه مضاد لقوله ﷺ: «لا يورد ممرض على مصح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 106 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا عدوى ولا يورد ممرض على مصح

  • 📜 حديث: لا عدوى ولا يورد ممرض على مصح

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا عدوى ولا يورد ممرض على مصح

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا عدوى ولا يورد ممرض على مصح

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا عدوى ولا يورد ممرض على مصح

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب