حديث: لا عدوى ولا هامة فمن أعدى الأول

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، ولا نوء، ولا غول

عن أنس أن رسول الله ﷺ قال: «لا عدوى ولا هامة فمن أعدى الأوّل»

حسن: رواه البزّار (٧٠٨٨) عن عليّ بن الحسين الدرهميّ، حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا سعيد، عن قتادة، ولا أعلمه إِلَّا عن أنس فذكره.

عن أنس أن رسول الله ﷺ قال: «لا عدوى ولا هامة فمن أعدى الأوّل»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:
الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «لا عَدْوَى ولا هَامَةَ، فمن أعدى الأوّل؟».


1. شرح المفردات:


● لا عَدْوَى: العدوى هي انتقال المرض من شخص إلى آخر بالملامسة أو المخالطة. والنفي هنا ليس نفيًا لحقيقة انتقال المرض، بل نفي للاعتقاد الجاهلي الخاطئ.
● ولا هَامَةَ: الهامة في الاعتقاد الجاهلي هي طائر (كالبومة) كانوا يزعمون أنها إذا نعقت على قبر ميت أو على بيت، فإنها تدل على شؤم أو أن روح الميت تصرخ، فجاء الإسلام لينفي هذا الوهم.
● فمن أعدى الأوّل؟: هذا استفهام تقريري، معناه: إذا كنتم تعتقدون أن المرض ينتقل بنفسه دون قدرة الله، فمن الذي أصاب أول إنسان بهذا المرض؟ أي أن الأول لم يُعدِه أحد، فالله هو الذي خلق المرض وأصابه به.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث من الأحاديث التي تُبطل الخرافات والاعتقادات الباطلة التي كانت سائدة في الجاهلية. فقد كان العرب يعتقدون أن الأمراض تنتقل بطبيعتها دون مشيئة الله، ويظنون أن بعض الطيور أو الأشياء تجلب النحس، فجاء النبي ﷺ لتصحيح هذه المفاهيم.
● نفي العدوى: ليس المقصود نفي انتقال المرض بشكل مطلق، بل نفي الاعتقاد بأن المرض ينتقل بقوته الذاتية دون إرادة الله تعالى. فالأمر كله بقدر الله ومشيئته، والعدوى سبب من الأسباب التي يجعلها الله وسيلة للانتقال، ولكن لا تأثير لها بدون إذن الله. وقد وردت أحاديث أخرى تؤكد اتخاذ الأسباب والاحتراز من الأمراض، مثل الحديث: «فِرَّ مِنَ المَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الأَسَدِ» (رواه البخاري)، مما يدل على أن العدوى حقيقة، ولكنها بمشيئة الله.
● نفي الهامة: هذا إنكار للخرافة التي كانت منتشرة، حيث كانوا يتشاءمون من بعض الطيور أو الأصوات، فبيَّن النبي ﷺ أن هذا كله باطل، ولا تأثير له إلا بما قدَّره الله.
● «فمن أعدى الأوّل؟»: هذا استدلال بليغ من النبي ﷺ على بطلان اعتقادهم، حيث لو كان المرض ينتقل بنفسه لكان أول مصاب به لم يُعدِه أحد، فدل ذلك على أن الله هو الذي يخلق المرض ويصيب به من يشاء، والعدوى مجرد سبب وليس لها تأثير مستقل.


3. الدروس المستفادة:


1- إبطال الخرافات والاعتقادات الباطلة: الإسلام يدعو إلى التوحيد والاعتماد على الله وحده، ونبذ كل ما يخالف ذلك من أوهام وخرافات.
2- التفويض إلى الله مع الأخذ بالأسباب: يجب على المسلم أن يعلم أن كل شيء بقدر الله،但同时 يأخذ بالأسباب المشروعة، كالتحصن من الأمراض وعدم التعرض لها.
3- التفكر في قدرة الله: الاستدلال بـ «فمن أعدى الأوّل؟» يوجه العقل إلى التفكر في أن الله هو الخالق المدبر، وأنه لا مؤثر في الكون إلا بإذنه.
4- الوسطية في فهم النصوص: الجمع بين هذا الحديث والأحاديث التي تأمر بالاحتراز من الأمراض يدل على أن المسلم يجمع بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث المتعلقة بالعقيدة والإيمان بالقدر.
- بعض الناس قد يتوهم تعارض هذا الحديث مع نصوص أخرى تأمر بالاحتراز من العدوى، ولكن الجمع بينها يكون بأن العدوى حقيقة، ولكنها لا تؤثر إلا بمشيئة الله، فلا يجوز تعليق القلب بها، بل بالله تعالى.
- ينبغي للمسلم أن يحذر من التطير أو التشاؤم من الطيور أو الأصوات أو غيرها، فإن ذلك من الشرك الأصغر، كما قال ﷺ: «الطِّيَرَةُ شِركٌ» (رواه أحمد وأبو داود).
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إليه ردًا جميلًا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزّار (٧٠٨٨) عن عليّ بن الحسين الدرهميّ، حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا سعيد، عن قتادة، ولا أعلمه إِلَّا عن أنس فذكره.
وإسناده حسن من أجل الدرهمي فإنه صدوق كما قال أبو حاتم والنسائي.
وسعيد هو ابن أبي عروبة قد اختلط لكن روى عنه عبد الأعلى بن عبد الأعلى قبل الاختلاط كما قال ابن معين.
وقال الهيثميّ في «المجمع» (٥/ ١٠٢): «رواه البزّار، ورجاله رجال الصَّحيح خلا علي بن الحسين الدرهمي وهو ثقة».
وفي الصَّحيح بعضه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 108 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا عدوى ولا هامة فمن أعدى الأول

  • 📜 حديث: لا عدوى ولا هامة فمن أعدى الأول

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا عدوى ولا هامة فمن أعدى الأول

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا عدوى ولا هامة فمن أعدى الأول

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا عدوى ولا هامة فمن أعدى الأول

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب