لا عدوى ولا طيرة ولا غول

حديث: لا عدوى ولا طيرة ولا غول

عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: «لا عدوى ولا طيرة ولا غول»
وفي لفظ: «لا عدوى ولا غول ولا صفر»

صحيح: رواه مسلم في السّلام (٢٢٢٢: ١٠٧) من طرق، عن زهير، عن أبي الزُّبير، عن جابر فذكره باللفظ الأوّل.

عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: «لا عدوى ولا طيرة ولا غول»
وفي لفظ: «لا عدوى ولا غول ولا صفر»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وهو من الأحاديث التي تُبين عقيدة المسلم في الأسباب والقدر.

أولاً. شرح المفردات:

● لا عدوى: النفي هنا ليس على إطلاقه، بل هو نفي لما كان يعتقده أهل الجاهلية من أن الأمراض تعدي بطبعها من غير إرادة الله تعالى.
● ولا طيرة: الطيرة هي التشاؤم بمرئي أو مسموع، كالتشاؤم بلون أو صوت طائر، أو شخص أعور، أو غير ذلك.
● ولا غول: الغول في اعتقاد العرب الجاهليين: شيطان أو جني يضل الناس في الصحراء ويغولهم (أي يهلكهم).
● ولا صفر: قيل: هو شهر صفر الذي كانوا يتشاءمون منه، وقيل: داء في البطن كانوا يزعمون أنه ينتقل.

ثانياً. شرح الحديث:

قال النبي ﷺ: «لا عدوى» أي: لا عدوى مؤثرة بذاتها، بل كل شيء بقدر الله. فالأمراض لا تنتقل بمجرد العدوى من غير مشيئة الله تعالى، ولكن الله جعل للعدوى سبباً، فنحن نأخذ بالأسباب ثم نتوكل على الله. وقد جاء في رواية أخرى: «ولا يعدي شيء شيئاً» ثم قال ﷺ: «فمن أعدى الأول؟» أي: أول من أصابه المرض لم يعدِه أحد، فالله هو الذي أصابه به.
وقال ﷺ: «ولا طيرة» أي: لا يتشاءم المسلم بما يراه أو يسمعه، لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى، والتوكل على غير الله. والمسلم يتفاءل ولا يتطير.
وقال ﷺ: «ولا غول» أي: لا وجود للغول الذي يزعمون أنه يضل الناس، فليس هناك قوة تضل الإنسان إلا بقدر الله، وعلى المسلم أن يتوكل على الله ويستعيذ به من شر كل ذي شر.
وفي اللفظ الآخر: «ولا صفر» أي: لا صفر الذي كانوا يتشاءمون به، فلا يتشاءم المسلم بشهر أو زمان، فالأيام كلها لله، والقدر خيره وشره من الله تعالى.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- إثبات القدر والإيمان به: فكل شيء بقضاء الله وقدره، والأسباب لا تؤثر بذاتها، بل بإذن الله.
2- الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله: فالنبي ﷺ نفى العدوى على الوجه الذي يعتقده الجاهليون، لكنه أقر بالأسباب الشرعية، كما في قوله ﷺ: «فر من المجذوم فرارك من الأسد» وأمر بالتداوي.
3- التفاؤل وحسن الظن بالله: على المسلم أن يكون متفائلاً لا متشاءماً، ويحسن الظن بربه في كل أحواله.
4- اجتناب الخرافات والبدع: فالحديث ينهى عن كل اعتقاد جاهلي باطل، كالطيرة والغول وغيرها.
5- تقوية التوحيد: بأن يكون اعتماد القلب على الله وحده، لا على الأسباب ولا على الخرافات.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من جوامع كلم النبي ﷺ، حيث جمع فيه نفياً لعدة معتقدات باطلة في كلمات قليلة.
- بعض الناس قد يستشكل قوله ﷺ «لا عدوى» مع الواقع، والجواب: أن العدوى حاصلة كسبب، لكن المؤثر الحقيقي هو الله تعالى، فلا تعدي إلا بإذن الله.
- كان العرب في الجاهلية يتشاءمون بشهر صفر ويؤجلون فيه الأسفار والمعاملات، فجاء الإسلام ليبطل هذه الخرافات.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا حسن الاتباع واجتناب الابتداع، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في السّلام (٢٢٢٢: ١٠٧) من طرق، عن زهير، عن أبي الزُّبير، عن جابر فذكره باللفظ الأوّل.
ورواه (٢٢٢٢: ١٠٩) من طريق ابن جريج، أخبرني أبو الزُّبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول فذكره باللفظ الثاني.
قال ابن جريج: وسمعت أبا الزُّبير يذكر أن جابرا فسّر لهم قوله: «ولا صفر» فقال أبو الزُّبير: الصفر: البطن، فقيل لجابر: كيف؟ قال: كان يقال: دواب البطن قال: ولم يفسّر الغول. قال أبو الزُّبير: هذه الغول التي تغول.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 110 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا عدوى ولا طيرة ولا غول

📜 حديث: لا عدوى ولا طيرة ولا غول

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا عدوى ولا طيرة ولا غول

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا عدوى ولا طيرة ولا غول

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا عدوى ولا طيرة ولا غول

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية