حديث: لا يعدى شيء شيئا، لا يعدي شيء شيئا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، ولا نوء، ولا غول

عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يعدى شيء شيئًا، لا يعدي شيء شيئًا»، ثلاثًا، قال: فقام أعرابيّ، فقال: يا رسول الله، إن النقبة تكون بمشفر البعير، أو بعجبه، فتشتمل الإبل جربا، قال: فسكت ساعة، ثمّ قال: «ما أعدى الأوّل، لا عدوى، ولا صفر، ولا هامة، خلق الله كل نفس، فكتب حياتها وموتها ومصيباتها ورزقها».

صحيح: رواه أحمد (٨٣٤٣) عن هاشم، حَدَّثَنَا محمد بن طلحة، عن عبد الله بن شبرمة، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يعدى شيء شيئًا، لا يعدي شيء شيئًا»، ثلاثًا، قال: فقام أعرابيّ، فقال: يا رسول الله، إن النقبة تكون بمشفر البعير، أو بعجبه، فتشتمل الإبل جربا، قال: فسكت ساعة، ثمّ قال: «ما أعدى الأوّل، لا عدوى، ولا صفر، ولا هامة، خلق الله كل نفس، فكتب حياتها وموتها ومصيباتها ورزقها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
نص الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ عَدْوَى، لاَ عَدْوَى، لاَ عَدْوَى» ثلاثًا. قال: فقام أعرابيّ، فقال: يا رسول الله، إن النقبة تكون بمشفر البعير، أو بعجبه، فتشتمل الإبل جربًا. قال: فسكت ساعة، ثمّ قال: «مَا أَعْدَى الأَوَّلَ، لاَ عَدْوَى، وَلاَ صَفَرَ، وَلاَ هَامَةَ، خَلَقَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ فَكَتَبَ حَيَاتَهَا وَمَوْتَهَا وَمُصِيباتِهَا وَرِزْقَهَا».


1. شرح المفردات:


* لا عدوى: نفي للاعتقاد الجاهلي بأن الأمراض تنتقل بطبعها وقدرتها الذاتية، دون إرادة الله تعالى وقدره.
* النقبة: الجرب أو القروح التي تصيب الإبل.
* مشفر البعير: شفته العليا، أي فمه.
* عجبه: دبره (مؤخرته).
* فتشتمل الإبل جربًا: فتصاب كل الإبل بالجرب.
* سكت ساعة: أي سكت النبي صلى الله عليه وسلم برهة من الزمن ليفكر الأعرابي وليعلم الحاضرون خطأ سؤاله.
* ما أعدى الأول: أي الذي أصاب أول بعير بالجرب لم يُعدِ غيره بنفسه، بل الله هو الذي أصابها به.
* ولا صفر: كان أهل الجاهلية يتشاءمون من شهر صفر، ويقولون إن فيه داءً ينتقل في المعدة (أو أنهم كانوا يحرمون الصفر وهو حيوان بحري يتشاءمون به).
* ولا هامة: طائر كانوا يتشاءمون به، ويزعمون أنه إذا قتل شخصًا وطار فإنه يطلب ثأره، أو أن روح المقتول تصير هامة (طائرًا) تطير وتصرخ فتطلب الثأر.
* خلق الله كل نفس فكتب حياتها وموتها ومصيباتها ورزقها: تأكيد على أن كل شيء بقضاء الله وقدره، وأن الاعتقاد الصحيح هو التوكل على الله والأخذ بالأسباب مع اليقين بأن النفع والضرر بيد الله وحده.


2. شرح الحديث:


يُبين هذا الحديث العظيم أمرين عظيمين:
الأول: نفي العدوى بالمعنى الجاهلي:
كان العرب في الجاهلية يعتقدون اعتقادًا فاسدًا أن الأمراض تنتقل بطبعها وقدرتها الذاتية، دون مشيئة الله تعالى، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم لينفي هذا الاعتقاد الشركي، ويؤكد أن كل شيء بقدر الله. فقوله: «لا عدوى» يعني: لا عدوى تؤثر بذاتها، بل الله هو الذي يُمرض ويشفي.
الثاني: الرد على شبهة الأعرابي:
عندما سمع الأعرابي النفي، ظن أن النبي صلى الله عليه وسلم ينفي انتقال المرض بشكل مطلق، فاعترض بقوله إنهم يرون بعيرًا أجرب يدخل بين الإبل السليمة فتُصاب بالجرب. فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ليعلم الحاضرين خطأ هذا الفهم، ثم بين له وللحاضرين الحكمة الإلهية، وهي أن البعير الأول لم ينقل المرض بذاته، بل الله تعالى هو الذي خلق الجرب في الإبل الأخرى، كما خلقه في الأول. فالأمر كله بقدر الله، والعدوى مجرد سبب ظاهري، والمؤثر الحقيقي هو إرادة الله تعالى.
ثم أتبع ذلك بنفي superstitions (الخرافات) الأخرى التي كانت منتشرة في الجاهلية، مثل التشاؤم بشهر صفر، والطائر "الهامة"، ليقطع دابر هذه المعتقدات الجاهلية كلها.
ثم ختم الحديث بتأصيل عقيدي عظيم، وهو الإيمان بالقدر خيره وشره، وأن كل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ قبل خلق الخلق.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تصحيح العقيدة: التوحيد الخالص لله تعالى، ونفي أي اعتقاد في تأثير الأسباب بذاتها دون مشيئة الله، فالله هو الخالق للسبب والمسبب.
2- الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله: الحديث لا ينفي الأسباب الحسية التي جعلها الله سنناً في الكون (كاجتناب المريض بالمرض المعدي)، بل ينفي الاعتقاد الفاسد فيها. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: «فِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الأَسَدِ» (رواه البخاري). فنجمع بين الأخذ بالسبب المشروع والاعتقاد الجازم أن الله هو الضار النافع.
3- محاربة الخرافات والتشاؤم: مثل التشاؤم بالأزمنة أو الطيور أو الأماكن، فكل ذلك من أمور الجاهلية التي أبطلها الإسلام.
4- الإيمان بالقضاء والقدر: يزرع الحديث في قلب المؤمن الطمأنينة والرضا بقدر الله، ويعلم أن المصائب والأرزاق مقدرة من قبل، فلا يجزع عند المصيبة ولا ييأس من رحمة الله.
5- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم: حيث سكت ليعلم الحاضرين، ثم أجاب بأسلوب حكيم يزيل الشبهة ويؤصل العقيدة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* الجمع بين نفي العدوى والأمر بالفرار من المجذوم: كما ذكرنا، الجمع بينهما أن نفي العدوى هو نفي للاعتقاد الجاهلي الفاسد، أما الأمر بالفرار فهو إقرار بالسببية التي جعلها الله في الكون، مع اليقين أن الله هو الفاعل
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٨٣٤٣) عن هاشم، حَدَّثَنَا محمد بن طلحة، عن عبد الله بن شبرمة، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه أبو يعلى (٦١١٢)، والفريابي في القدر (٢١٤)، وصحّحه ابن حبَّان (٦١١٩١) كلّهم من طريق عبد الله بن شبرمة بإسناده نحوه.
قوله: «النُقبة»: هي أول شيء يظهر من الجرب.
وقوله: «والمِشفر»: هو للبعير كالشقة للإنسان.
وقوله: «والعَجْب»: أصل الذنب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 104 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يعدى شيء شيئا، لا يعدي شيء شيئا

  • 📜 حديث: لا يعدى شيء شيئا، لا يعدي شيء شيئا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يعدى شيء شيئا، لا يعدي شيء شيئا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يعدى شيء شيئا، لا يعدي شيء شيئا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يعدى شيء شيئا، لا يعدي شيء شيئا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب