حديث: الرجل الذي رأى عمود الإسلام والروضة والعروة الوثقى.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رؤى الصحابة التي قصّوها على النبي ﷺ-

عن قيس بن عباد قال: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فِي نَاسٍ فِيهِمْ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ فَجَاءَ رَجُلٌ فِي وَجْهِهِ أَثَرٌ مِنْ خُشُوعٍ، فَقَالَ بَعْضُ القَوْمِ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ يَتَجَوَّزُ فِيهِمَا ثُمَّ خَرَجَ، فَاتَّبَعْتُهُ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ وَدَخَلْتُ، فَتَحَدَّثْنَا، فَلَمَّا اسْتَأْنَسَ قُلْتُ لَهُ: إِنَّكَ لَمَّا دَخَلْتَ قَبْلُ قَالَ رَجُلٌ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا يَنبغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ، وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَاكَ، رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ، رَأَيْتُنِي فِي رَوْضَةٍ -ذَكَرَ سَعَتَهَا وَعُشْبَهَا وَخُضْرَتَهَا- وَوَسْطَ الرَّوْضَةِ عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ أَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ، فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ، فَقِيلَ لِي: ارْقَهْ. فَقُلْتُ لَهُ: لَا أَسْتَطيعُ. فَجَاءَنِي مِنْصفٌ -قَالَ ابْنُ عَوْنٍ وَالْمِنْصَفُ الْخَادِمُ- فَقَالَ بِثِيَابِي مِنْ خَلْفِي، وَصَفَ أَنَّهُ رَفَعَهُ مِنْ خَلْفِهِ بِيَدِهِ، فَرَقِيتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَعْلَى الْعَمُودِ، فَأَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقِيلَ لِيَ: اسْتَمْسِكْ. فَلَقَد اسْتَيْقَظْتُ وإِنَّهَا لَفِي يَدِي. فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: «تِلْكَ الرَّوْضَةُ الإِسْلَامُ، وَذَلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ الإِسْلَامِ، وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ عُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَأَنْتَ عَلَى الإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ».
قَالَ: وَالرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ.
وفي لفظ عنه قال: كنت في حلقة فيها سعد بن مالك، وابن عمر فمر عبد اللَّه بن سلام. . فذكر نحوه مختصرا.

متفق عليه: رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٨١٣) ومسلم في فضائل الصحابة (١٤٨: ٢٤٨٤) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن عون، عن محمد بن سيرين، عن قيس بن عباد فذكره، واللفظ لمسلم.

عن قيس بن عباد قال: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فِي نَاسٍ فِيهِمْ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ فَجَاءَ رَجُلٌ فِي وَجْهِهِ أَثَرٌ مِنْ خُشُوعٍ، فَقَالَ بَعْضُ القَوْمِ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ يَتَجَوَّزُ فِيهِمَا ثُمَّ خَرَجَ، فَاتَّبَعْتُهُ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ وَدَخَلْتُ، فَتَحَدَّثْنَا، فَلَمَّا اسْتَأْنَسَ قُلْتُ لَهُ: إِنَّكَ لَمَّا دَخَلْتَ قَبْلُ قَالَ رَجُلٌ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا يَنبغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ، وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَاكَ، رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ، رَأَيْتُنِي فِي رَوْضَةٍ -ذَكَرَ سَعَتَهَا وَعُشْبَهَا وَخُضْرَتَهَا- وَوَسْطَ الرَّوْضَةِ عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ أَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ، فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ، فَقِيلَ لِي: ارْقَهْ. فَقُلْتُ لَهُ: لَا أَسْتَطيعُ. فَجَاءَنِي مِنْصفٌ -قَالَ ابْنُ عَوْنٍ وَالْمِنْصَفُ الْخَادِمُ- فَقَالَ بِثِيَابِي مِنْ خَلْفِي، وَصَفَ أَنَّهُ رَفَعَهُ مِنْ خَلْفِهِ بِيَدِهِ، فَرَقِيتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَعْلَى الْعَمُودِ، فَأَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقِيلَ لِيَ: اسْتَمْسِكْ. فَلَقَد اسْتَيْقَظْتُ وإِنَّهَا لَفِي يَدِي. فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: «تِلْكَ الرَّوْضَةُ الإِسْلَامُ، وَذَلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ الإِسْلَامِ، وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ عُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَأَنْتَ عَلَى الإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ».
قَالَ: وَالرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ.
وفي لفظ عنه قال: كنت في حلقة فيها سعد بن مالك، وابن عمر فمر عبد اللَّه بن سلام. . فذكر نحوه مختصرا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه قيس بن عباد عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

1. شرح المفردات:


● أثر من خشوع: علامة الخشوع والوقار والإيمان البادي على الوجه.
● يتجوز فيهما: يخفف في صلاته ويختصر فيها دون إطالة.
● استأنس: شعر بالألفة والراحة في الحديث.
● روضة: بستان أو حديقة خضراء نضرة.
● عمود من حديد: سارية أو عمود قوي ثابت.
● عروة: حلقة أو ممسك متين.
● منصف: الخادم أو المعين (وفي رواية: خادم جاءه).

2. شرح الحديث:


يروي قيس بن عباد أنه كان في المدينة في جماعة من الصحابة، فمر عليهم رجل (وهو عبد الله بن سلام رضي الله عنه) وكانت عليه علامات الخشوع والإيمان، فقال بعض الحاضرين: "هذا رجل من أهل الجنة". فلما انتهى من صلاته الخفيفة، تبعه قيس وسأله عن سبب ذلك الوصف، فتعجب عبد الله بن سلام من جرأة الناس على الحكم بغير علم، ثم أخبره بأن سبب ذلك أنه رأى رؤيا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قصها عليه.
تفصيل الرؤيا وتأويلها:
● الروضة الخضراء الواسعة: هي الإسلام نفسه، وهو دين الرحمة والخصب والجمال.
● العمود الحديدي الثابت: هو عمود الإسلام، أي قوته ومتانته وثباته.
● العروة الوثقى في أعلى العمود: هي العروة الوثقى المذكورة في القرآن (لا إله إلا الله)، وهي الركن الأساسي في الإسلام.
● المساعدة في الصعود: دلالة على أن التمسك بالإسلام يحتاج إلى عون الله وتوفيقه.
فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الرؤيا تبشر بأنه سيموت على الإسلام، وهذا أعظم بشارة لأهل الإيمان.

3. الدروس المستفادة:


● عدم الحكم على الناس بظاهرهم: فالحكم بالجنة أو النار هو من علم الغيب الذي استأثر الله به، ولا يجوز لأحد أن يجزم بذلك لأحد إلا من بشره النبي صلى الله عليه وسلم.
● الخشوع علامة الإيمان: لكنه ليس مقياسًا للجنة، فرب شخص يبدو عليه الخشوع وليس كذلك، والعكس.
● فضل الرؤيا الصالحة: وهي جزء من النبوة، وقد تكون بشرى للمؤمن.
● ثبات الإسلام وقوته: حيث شبه بالعمود الحديدي الثابت الذي لا يتزعزع.
● التمسك بالعروة الوثقى: وهي كلمة التوحيد والإيمان، وهي سبيل النجاة في الدنيا والآخرة.
● التواضع وعدم الاغترار: كما ظهر من رد عبد الله بنسلام عندما أنكر على من وصفه بأنه من أهل الجنة.

4. معلومات إضافية:


● عبد الله بن سلام رضي الله عنه: كان من أحبار اليهود في المدينة، ثم أسلم وحسن إسلامه، وهو من الصحابة المعدودين الذين بشروا بالجنة.
● الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
● العروة الوثقى: ذكرت في القرآن في قوله تعالى: {فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ} [البقرة: 256].
فالحديث يعلمنا التواضع وعدم التسرع في الأحكام، ويبشر المؤمن بالثبات على الدين حتى الممات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٨١٣) ومسلم في فضائل الصحابة (١٤٨: ٢٤٨٤) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن عون، عن محمد بن سيرين، عن قيس بن عباد فذكره، واللفظ لمسلم.
ورواه البخاري في التعبير (٧٠١٠) ومسلم في فضائل الصحابة (١٤٩: ٢٤٨٤) كلاهما من
طريق قرة بن خالد، عن ابن سيرين، عنه فذكر نحوه مختصرا، وفيه اللفظ الثاني.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 57 من أصل 66 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الرجل الذي رأى عمود الإسلام والروضة والعروة الوثقى.

  • 📜 حديث: الرجل الذي رأى عمود الإسلام والروضة والعروة الوثقى.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الرجل الذي رأى عمود الإسلام والروضة والعروة الوثقى.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الرجل الذي رأى عمود الإسلام والروضة والعروة الوثقى.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الرجل الذي رأى عمود الإسلام والروضة والعروة الوثقى.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب