حديث: لا تقولوا ما شاء الله وما شاء محمد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رؤى الصحابة التي قصّوها على النبي ﷺ-

عن طفيل بن سخبرة، أخي عائشة لأمها، أنه رأى فيما يرى النائم كأنه مر برهط من اليهود فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن اليهود، قال: إنكم أنتم القوم، لولا أنكم تزعمون أن عزيرا ابن اللَّه! فقالت اليهود: وأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء اللَّه وشاء محمد! ثم مر برهط من النصارى فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن النصارى فقال: إنكم أنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن اللَّه! قالوا: وإنكم أنتم القوم، لولا
أنكم تقولون: ما شاء اللَّه وشاء محمد! فلما أصح أخبر بها من أخبر، ثم أتى النبي ﷺ فأخبره فقال: «هل أخبرت بها أحدا؟» قال: نعم، فلما صلوا خطبهم، فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: «إن طفيلا رأى رؤيا فأخبر بها من أخبر منكم، وإنكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها قال: لا تقولوا ما شاء اللَّه وما شاء محمد».

صحيح: رواه أحمد (٢٠٦٤٩) واللفظ له - وابن ماجه (٢١١٨ - المكرر) كلاهما من طريق عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن الطفيل بن سخبرة فذكره.

عن طفيل بن سخبرة، أخي عائشة لأمها، أنه رأى فيما يرى النائم كأنه مر برهط من اليهود فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن اليهود، قال: إنكم أنتم القوم، لولا أنكم تزعمون أن عزيرا ابن اللَّه! فقالت اليهود: وأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء اللَّه وشاء محمد! ثم مر برهط من النصارى فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن النصارى فقال: إنكم أنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن اللَّه! قالوا: وإنكم أنتم القوم، لولا
أنكم تقولون: ما شاء اللَّه وشاء محمد! فلما أصح أخبر بها من أخبر، ثم أتى النبي ﷺ فأخبره فقال: «هل أخبرت بها أحدا؟» قال: نعم، فلما صلوا خطبهم، فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: «إن طفيلا رأى رؤيا فأخبر بها من أخبر منكم، وإنكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها قال: لا تقولوا ما شاء اللَّه وما شاء محمد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفقًا للخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● طفيل بن سخبرة: هو صحابي، أخو أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من أمها.
● رهط: جماعة من الناس.
● عزير: نبي من أنبياء بني إسرائيل، تعظِّمه اليهود.
● المسيح: عيسى ابن مريم عليه السلام.
● ما شاء الله وشاء محمد: كلمة كانت تُقال في الجاهلية أو أول الإسلام، تجعل المشيئة لله وللنبي معًا.


2. شرح الحديث:


يروي الصحابي طفيل بن سخبرة رضي الله عنه أنه رأى في منامه رؤيا، فمرَّ على جماعة من اليهود وسألهم: "من أنتم؟" فأجابوا: "نحن اليهود". فقال لهم: "إنكم أنتم القوم الصالحون لولا أنكم تقولون إن عزيرًا ابن الله" (وهذه عقيدة فاسدة عند بعض اليهود). فردُّوا عليه: "وأنتم أيها المسلمون القوم الصالحون لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد!".
ثم مرَّ على جماعة من النصارى، وسألهم: "من أنتم؟" فقالوا: "نحن النصارى". فقال لهم: "إنكم أنتم القوم الصالحون لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله" (وهذه أيضاً عقيدة باطلة عند النصارى). فردُّوا عليه: "وأنتم القوم الصالحون لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد!".
فلما استيقظ طفيل، أخبر بعض الناس بهذه الرؤيا، ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره. فسأله النبي: "هل أخبرت بها أحدًا؟" فأجاب: نعم. فخطب النبي صلى الله عليه وسلم الناس بعد الصلاة، وحمد الله وأثنى عليه، ثم بيَّن أن طفيلًا رأى رؤيا وأخبر بها، وأن المسلمين كانوا يقولون كلمة: "ما شاء الله وشاء محمد"، وكان النبي يستحي أن ينهاهم عنها، لكن الآن حان الوقت لينهى عنها، فقال: "لا تقولوا: ما شاء الله وما شاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده" أو "ما شاء الله ثم شاء محمد".


3. الدروس المستفادة منه:


● تحذير الشرك في الألفاظ: الحديث يُظهر خطورة الكلمات التي قد توهم المشاركة بين الله تعالى وغيره في المشيئة أو التقدير.
● الحياء لا يمنع من بيان الحق: النبي صلى الله عليه وسلم كان حييًا كريمًا، لكنه عندما رأى أن المصلحة تقتضي البيان، بيَّن الحق ولم يسكت.
● الرؤيا الصالحة جزء من النبوة: الرؤيا الصادقة يمكن أن تكون وسيلة للهداية والإرشاد.
● الرد على أهل الأديان الأخرى: الحديث يظهر بطلان عقيدة اليهود والنصارى في ألوهية عزير أو المسيح، ويُظهر أيضًا أهمية تنقية الاعتقاد من أي شوائب.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- القاعدة الشرعية المستفادة: لا يجوز أن يُضاف فعل أو مشيئة إلى غير الله تعالى بما يوهم الشرك، مثل: "ما شاء الله وشاء فلان"، بل يقال: "ما شاء الله ثم شاء فلان" أو "ما شاء الله وحده".
- هذا من تحقيق التوحيد وتنقية اللسان مما قد يخدشه.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠٦٤٩) واللفظ له - وابن ماجه (٢١١٨ - المكرر) كلاهما من طريق عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن الطفيل بن سخبرة فذكره. ولفظ ابن ماجه مختصر. وإسناده صحيح، واختلف فيه على عبد الملك بن عمير، وهذا الوجه هو المحفوظ، والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 63 من أصل 66 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تقولوا ما شاء الله وما شاء محمد

  • 📜 حديث: لا تقولوا ما شاء الله وما شاء محمد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تقولوا ما شاء الله وما شاء محمد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تقولوا ما شاء الله وما شاء محمد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تقولوا ما شاء الله وما شاء محمد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب