حديث: من أقرأك هذه الآية؟ فقد أقرأنيها رسول الله على غير هذا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أُنزلَ القرآن على سبعة أحرف ومعناها

عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، قال: سمع عمرو بن العاص رجلًا يقرأ آيةً من القرآن، فقال: منْ أقرأكها؟ قال: رسول اللَّه ﷺ، قال: فقد أقرأنيها رسول اللَّه على غير هذا! فذهبا إلى رسول اللَّه ﷺ، فقال أحدهما: يا رسول اللَّه، آيةُ كذا وكذا ثم قرأها، فقال رسول اللَّه ﷺ: «هكذا أُنزلتْ». فقال الآخر: يا رسول اللَّه، فقرأها على رسول اللَّه ﷺ وقال: أليس هكذا يا رسول اللَّه؟ قال: «هكذا أُنزلتْ». فقال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف، فأيّ ذلك قرأتم فقد أصبتم، ولا تُماروا فيه، فإنّ المراء فيه كفرٌ». أو «آية الكفر».

صحيح: رواه أحمد (١٧٨٢١) عن أبي سلمة الخزاعي، قال: أخبرنا عبد اللَّه بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، قال: أخبرني يزيد بن أسامة بن الهاد، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس -مولى عمرو بن العاص-، فذكره.

عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، قال: سمع عمرو بن العاص رجلًا يقرأ آيةً من القرآن، فقال: منْ أقرأكها؟ قال: رسول اللَّه ﷺ، قال: فقد أقرأنيها رسول اللَّه على غير هذا! فذهبا إلى رسول اللَّه ﷺ، فقال أحدهما: يا رسول اللَّه، آيةُ كذا وكذا ثم قرأها، فقال رسول اللَّه ﷺ: «هكذا أُنزلتْ». فقال الآخر: يا رسول اللَّه، فقرأها على رسول اللَّه ﷺ وقال: أليس هكذا يا رسول اللَّه؟ قال: «هكذا أُنزلتْ». فقال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف، فأيّ ذلك قرأتم فقد أصبتم، ولا تُماروا فيه، فإنّ المراء فيه كفرٌ». أو «آية الكفر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع العظيم، الذي يمسّ جانبًا مهمًا من جوانب حفظ القرآن الكريم وقراءاته:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والترمذي في جامعه، وغيرهم، وهو حديث صحيح بشواهده ومتعدد الطرق، وقد صححه جماعة من أهل العلم.
### ثانيًا. شرح مفردات الحديث
● مولى عمرو بن العاص: أي تابعه أو معتقه.
● يقرأ آيةً من القرآن: يتلوها بصوته.
● من أقرأكها؟: من علمك قراءتها؟
● فقد أقرأنيها رسول اللَّه على غير هذا: لقد علمنيها رسول الله بخلاف ما قرأت.
● فذهبا إلى رسول اللَّه ﷺ: ذهب الرجل وعمرو بن العاص إلى النبي ليحكما بينهما.
● هكذا أُنزلتْ: هذه القراءة صحيحة ومتوافقة مع ما نزل به الوحي.
● على سبعة أحرف: سبعة أوجه من اللغات واللهجات والقراءات.
● فأيّ ذلك قرأتم فقد أصبتم: أي قراءة ثابتة صحيحة فأنتم مصيبون في تلاوتها.
● ولا تماروا فيه: لا تجادلوا وتنازعوا في القرآن.
● فإنّ المراء فيه كفرٌ: لأن الجدال والتعصب في القرآن بغير علم يؤدي إلى الكفر.
### ثالثًا. شرح الحديث
يحدثنا هذا الحديث عن موقف حصل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث سمع الصحابي الجليل عمرو بن العاص رجلاً يقرأ آية من القرآن بقراءة تختلف عما تعلمه من النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله: من علمك هذه القراءة؟ فأجاب الرجل: رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي أقرأنيها. فقال عمرو: لكن رسول الله أقرأنيها على غير ما قرأت!
وهنا نرى حرص الصحابة على دقة التلقي وضبط القرآن، فذهبا معًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحكما بينهما. وقف الأول فقرأ الآية، فقال النبي: "هكذا أُنزلت". ثم قرأ الآخر بقراءة مختلفة، فقال النبي: "هكذا أُنزلت". فتعجب الصحابيان من ذلك، فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن نزل على سبعة أحرف، أي سبعة أوجه من القراءات المتواترة الثابتة، وأن كل قراءة صحيحة ثابتة مقبولة، وأنه لا ينبغي للمسلمين أن يتنازعوا فيها، لأن ذلك يؤدي إلى الفرقة والكفر.
### رابعًا. الدروس المستفادة من الحديث
1- تيسير القرآن على الأمة: نزول القرآن على سبعة أحرف كان تيسيرًا على العرب الذين تختلف لهجاتهم، فجاء القرآن شاملاً لهذه اللهجات مما يسهل حفظه وتلاوته.
2- شرعية القراءات المتواترة: كل قراءة متواترة صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم هي قرآن يتعبد بتلاوته.
3- تحريم التنازع في القرآن: النهي عن المراء والجدال في القرآن بغير علم، لأن ذلك يؤدي إلى التفرق والكفر.
4- أهمية التلقي والضبط: حرص الصحابة على ضبط القرآن كما تلقوه من النبي صلى الله عليه وسلم.
5- الرد على المشككين: بعض المستشرقين والمشككين يحاولون الطعن في القرآن بوجود قراءات مختلفة، وهذا الحديث يرد عليهم ويبين أن الاختلاف في القراءات كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم.
### خامسًا. معلومات إضافية مفيدة
- "السبعة أحرف" لا تعني سبع لغات أو لهجات فقط، بل المراد التوسعة والتيسير على الأمة، وتشمل وجوهًا متعددة في القراءة مثل الإدغام، والإظهار، والمد، والقصر، وغير ذلك.
- القراءات الصحيحة المتواترة التي نقرأ بها اليوم هي جزء من هذه الأحرف السبعة، وقد جمعها الأئمة كالإمام ابن مجاهد وغيره في كتب القراءات.
- يجب على المسلم أن يتلقى القرآن من أفواه المشايخ المعتمدين ضبطًا وإتقانًا.
- من كفر بسبب اختلاف القراءات أو جادل فيها بغير علم فقد وقع في الإثم العظيم.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين يتلونه حق تلاوته، ويعملون به، ويذبون عنه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٧٨٢١) عن أبي سلمة الخزاعي، قال: أخبرنا عبد اللَّه بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، قال: أخبرني يزيد بن أسامة بن الهاد، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس -مولى عمرو بن العاص-، فذكره.
وإسناده صحيح. وهو حديث موصول، وإن كانت صورته صورة المرسل، فقد رواه أحمد (١٧٨١٩) من وجه آخر عن يزيد بن عبد اللَّه بن أسامة بن الهاد، عن بُسْر بن سعيد، عن أبي قيس -مولى عمرو بن العاص-، عن عمرو بن العاص، فذكر نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 27 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أقرأك هذه الآية؟ فقد أقرأنيها رسول الله على غير هذا

  • 📜 حديث: من أقرأك هذه الآية؟ فقد أقرأنيها رسول الله على غير هذا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أقرأك هذه الآية؟ فقد أقرأنيها رسول الله على غير هذا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أقرأك هذه الآية؟ فقد أقرأنيها رسول الله على غير هذا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أقرأك هذه الآية؟ فقد أقرأنيها رسول الله على غير هذا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب