حديث: قرآن كله صواب ما لم يجعل عذاب مغفرة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب أُنزلَ القرآن على سبعة أحرف ومعناها
فقال له: «قد أحسنت» قال: فكأن عمر وجد من ذلك، فقال النبي ﷺ: «يا عمر، إن القرآن كله صواب ما لم يجعل عذابٌ مغفرةً أو مغفرةٌ عذابًا».
حسن: رواه أحمد (١٦٣٦٦) عن عبد الصمد، حدّثنا حرب بن ثابت، -كان يسكن بني سُليم- قال: حدّثنا إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أبيه، عن جده، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم كلام نبيه صلى الله عليه وسلم.
هذا حديث عظيم له قصة وموقف، وله فوائد جليلة في تعاملنا مع القرآن الكريم وقراءاته، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بحول الله وقوته.
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام أبو داود في سننه، وغيرهما، وهو حديث صحيح بشواهده.
### ثانياً. شرح مفردات الحديث
● قرأ رجل عند عمر: أي تلا القرآن بصوت مسموع في مجلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
● فغيَّرَ عليه: أي اعترض عمر على طريقة قراءته، وصحح له ما يعتقد أنه خطأ.
● فاجتمعا عند النبي ﷺ: أي تحاكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهما.
● «قد أحسنت»: похَّاله النبي صلى الله عليه وسلم على قراءته.
● فكأن عمر وجد من ذلك: شعر عمر بالاستياء أو الاستغراب من تصويب النبي للرجل.
● «يا عمر، إن القرآن كله صواب»: أي أن وجوه القراءات المختلفة التي تلقاها الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها صحيحة.
● «ما لم يجعل عذابٌ مغفرةً أو مغفرةٌ عذابًا»: شرط أن لا تناقض القراءة المعنى الأساسي للآية لدرجة قلب المعنى.
### ثالثاً. شرح الحديث بالتفصيل
القصة:
كان رجل من الصحابة يقرأ القرآن في مجلس أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقرأ بقراءة تخالف ما تعلمه عمر من النبي صلى الله عليه وسلم. فظن عمر أن الرجل أخطأ، فصحح له قراءته. لكن الرجل كان واثقاً مما تعلمه، فأخبر عمر أنه قرأ هذه القراءة على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه فلم يصححها له. ليرتفع النزاع بينهما، ذهبا معاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحكما بينهما.
عندما حضرا، طلب النبي صلى الله عليه وسلم من الرجل أن يقرأ، فقرأ بالحرف الذي تعلمه، فأقره النبي صلى الله عليه وسلم عليها وقال له: «قد أحسنت». هنا، بدا على عمر رضي الله عنه -وهو شديد الغيرة على الدين- الاستياء أو التعجب، كيف تصوب قراءة تخالف ما يعرفه؟
فأوضح له النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة بقوله: «يا عمر، إن القرآن كله صواب ما لم يجعل عذابٌ مغفرةً أو مغفرةٌ عذابًا».
المعنى العميق:
كلام النبي صلى الله عليه وسلم يشرح أن القرآن نزل على سبعة أحرف (سبع طرق أو لهجات في القراءة) للتيسير على الأمة. فكل قراءة صحيحة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم هي وجه صحيح من أوجه الوحي، حتى لو اختلفت في بعض الكلمات أو الحركات، ما دامت:
1. ثابتة بالنقل الصحيح.
2. لا تُغيِّر المعنى تغييراً كلياً يناقض مقاصد القرآن.
مثال النقض: لو جاء أحد وقرأ كلمة (غفور) مكان (عذاب) في آية تتحدث عن عذاب الله، فهذه ليست قراءة بل تحريف، لأنها حولت المعنى من الترهيب إلى الترغيب بشكل مناقض. أما الاختلاف في مثل قراءة (ملك) أو (مالك) في سورة الفاتحة، فكلاهما صحيح ومعناهما متقارب.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- سعة رحمة الله بالأمة: تعدد الأحرف والقراءات من أعظم مظاهر التيسير على المسلمين، ليتلوا القرآن على اختلاف لهجاتهم وألسنتهم.
2- الإنصاف والتواضع في طلب العلم: الموقف يعلمنا أن العالم، حتى لو كان كعمر بن الخطاب، قد يخفى عليه بعض العلم، فلا ينبغي أن نتعصب لرأينا بل نرجع إلى الدليل.
3- أدب الخلاف: انظر إلى أدب الصحابة رضوان الله عليهم، حين اختلفوا لم يتهاجروا أو يتشاحنوا، بل تحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
4- التثبت في نقل القرآن: الحديث يؤصل لقاعدة عظيمة في قبول القراءات المتواترة ورد ما سواها.
5- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم التربوية: لم يوبخ عمر مباشرة، بل أقره على غيرته، ثم بين له الحكمة برفق وحكمة.
خامساً:
معلومات إضافية مفيدة- القراءات السبع المشهورة التي يقرأ بها الناس اليوم هي جزء من هذه الأحرف، وهي متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- علم القراءات من أشرف العلوم، وهو علم ضبط كيفية أداء كلمات القرآن ونطقها.
- هذا الحديث دليل على أن الاختلاف في القراءات ثابت منذ عهد النبوة، وهو ليس من الاختلاف المذموم.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل حرب بن ثابت، وهو أبو ثابت المنقري، ويقال: ابن أبي حرب، فإنه يُحَسَّن حديثه، وقد حَسَّنَه ابن كثير، وذكر الهيثمي في المجمع (٧/ ٥١) وقال: «رواه أحمد ورجاله ثقات».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 31 من أصل 118 حديثاً له شرح
- 6 دعوا الربا والريبة
- 7 آخر سورة نزلت من القرآن كاملة هي سورة النصر
- 8 آخر سورة أنزلت المائدة والفتح.
- 9 آخر آية نزلت من القرآن الكريم
- 10 لبث النبي بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن
- 11 كثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله ﷺ
- 12 حديث رقم 11734
- 13 اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم
- 14 هلاك الامم السابقة بسبب اختلافهم في الكتاب
- 15 لا تماروا في القرآن فإن المراء في القرآن كفر
- 16 أقرأني جبريل على حرف فراجعته حتى انتهى إلى سبعة أحرف
- 17 سمعت هشام بن حكيم يقرأ الفرقان على غير ما أقرؤها
- 18 سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على حروف كثيرة
- 19 قراءة القرآن على سبعة أحرف
- 20 أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك
- 21 أُقْرِئْتُ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ
- 22 أقرأني رسول الله القرآن على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ
- 23 القرآن أنزل على سبعة أحرف
- 24 القرآن يقرأ على سبعة أحرف فلا تماروا في القرآن
- 25 القرآن نزل على سبعة أحرف أيها قرأت أجزأك
- 26 أرسلت إلى أمة أمية، الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ
- 27 من أقرأك هذه الآية؟ فقد أقرأنيها رسول الله على غير...
- 28 القرآن نزل على سبعة أحرف
- 29 المراء في القرآن كفر
- 30 القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ولا حرج
- 31 قرآن كله صواب ما لم يجعل عذاب مغفرة
- 32 أُنزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف
- 33 أقرأني رسول الله آية وأقرأها آخر غير قراءتي
- 34 إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه...
- 35 سبب نزول: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر
- 36 أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله ﷺ.
- 37 أربعة جمعوا القرآن في عهد النبي
- 38 كان النبي لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم...
- 39 استقرؤوا القرآن من أربعة
- 40 قرأت سورة يوسف على رسول الله فقال لي أحسنت
- 41 أخذته من في رسول الله فلا أتركه لشيء
- 42 ما ترك النبي ﷺ إلا ما بين الدفتين
- 43 كان النبي أجود الناس بالخير وأجود ما يكون في رمضان
- 44 عرض على النبي القرآن مرتين في العام الذي قبض
- 45 أخبرني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة
- 46 عرض القرآن على رسول الله ﷺ عرضات
- 47 جمع القرآن الكريم في عهد الخليفة أبي بكر الصديق
- 48 خزيمة الأنصاري الذي جعل رسول الله ﷺ شهادته شهادة رجلين
- 49 أول ما نزل من القرآن سورة فيها ذكر الجنة والنار
- 50 عن عبد الرحمن بن يزيد قال: سمعت ابن مسعود يقول...
- 51 عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود
- 52 جمع القرآن في عهد عثمان وحرق ما سواه من المصاحف.
- 53 اكتبوا القرآن بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم
- 54 نؤلّف القرآن من الرقاع عند رسول الله ﷺ
- 55 اقرأ القرآن في سبع ولا تزد على ذلك
معلومات عن حديث: قرآن كله صواب ما لم يجعل عذاب مغفرة
📜 حديث: قرآن كله صواب ما لم يجعل عذاب مغفرة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قرآن كله صواب ما لم يجعل عذاب مغفرة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قرآن كله صواب ما لم يجعل عذاب مغفرة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قرآن كله صواب ما لم يجعل عذاب مغفرة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








