حديث: أقرأني رسول الله آية وأقرأها آخر غير قراءتي
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب أُنزلَ القرآن على سبعة أحرف ومعناها
صحيح: رواه أحمد (٢١٠٩٢) عن عفان، قال: حدّثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا حُميد، عن أنس بن مالك، عن عبادة بن الصامت فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام مسلم في صحيحه، وغيرهما، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وهو من الأحاديث الأساسية في بيان موضوع "القراءات القرآنية" وشرعيتها.
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● أقرأني: علمني وقرأ عليَّ.
● تخلج: تتحرك وتضطرب (أي الشك والقلق).
● فضرب بيده في صدري: وضع النبي ﷺ يده الشريفة على صدر أبي بن كعب تطميناً له وإزالة للقلق.
● استزده: طلب منه المزيد (من الزيادة).
● حتى بلغ سبعة أحرف: حتى وصل العدد إلى سبعة أوجه للقراءة.
● كل شافٍ كافٍ: كل وجه من هذه الأوجه كافٍ وشافٍ للمقصد، يؤدي المعنى المراد ويحقق الغاية من التيسير على الأمة.
ثانياً. شرح الحديث:
يحدثنا أبي بن كعب رضي الله عنه، أحد كبار قراء الصحابة، عن موقف مهم وقع له. فقد سمع أحد الصحابة يقرأ آية من القرآن بقراءة تختلف عما تلقاه مباشرة من النبي ﷺ. فاستغرب أبي بن كعب من ذلك، وسأل الصحابي: من أقرأك هذه القراءة؟ فأجابه: رسول الله ﷺ نفسه.
هنا دخل في نفس أبي بن كعب ريبة وشك، ليس في الصحابي، ولكن في نفسه: كيف يختلف ما سمعه من النبي ﷺ عما سمعه غيره منه؟ أهو وهم منه؟ أم نسيان؟ وهذا ما عبر عنه بقوله: "فما تخلج في نفسي من الإسلام ما تخلج يومئذ"، أي لم يدخل قلبه من القلق والاضطراب في الإسلام مثل ما دخل عليه في تلك اللحظة، خوفاً من أن يكون قد أخطأ في نقل الوحي.
فذهب إلى النبي ﷺ مستفسراً ومستوثقاً، فأكد له النبي ﷺ أن كلا القراءتين صحيحتان وأنهما من عنده. ثم ضرب النبي ﷺ بيده الكريمة على صدر أبي بن كعب، فزال ما في قلبه من قلق ووسوسة تماماً، ولم يعد إليه بعد ذلك أبداً.
ثم بين النبي ﷺ سبب هذا الاختلاف الشرعي، فأخبر أن جبريل عليه السلام جاءه ومعه ميكائيل، فأمره جبريل أن يقرأ القرآن على حرف واحد (أي على وجه واحد من اللغات أو اللهجات)، فطلب منه ميكائيل أن يطلب المزيد من التيسير لأمته، فاستزاده جبريل من الله تعالى، حتى وصل الأمر إلى سبعة أحرف، أي سبعة أوجه للقراءة، كلها نزل بها جبريل من عند الله تعالى، وكلها صحيحة متواترة.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- شرعية القراءات المتواترة: الحديث أصل عظيم من أصول إثبات تعدد القراءات القرآنية التي نزل بها جبريل على النبي ﷺ. فهي ليست من اختلاف الناس، بل هي من عند الله تعالى، وتيسيرٌ منه سبحانه على هذه الأمة ذات اللغات واللهجات المختلفة.
2- التيسير على الأمة ورفع الحرج: من حكمة الله تعالى أن يشرع القرآن على سبعة أحرف لتسهيل تلاوته وحفظه على العرب الذين كانوا يتكلمون بلهجات متعددة، فكان في ذلك تيسير عظيم ورفع للمشقة.
3- الحرص على التلقي والتثبت: موقف أبي بن كعب رضي الله عنه يدل على حرص الصحابة الشديد على الدين، وخوفهم من الوقوع في الخطأ في نقل الوحي. فلم يسكت على الاختلاف، بل بادر إلى النبي ﷺ للتحقق والتثبت.
4- طمأنينة القلب بالإيمان: تدخل النبي ﷺ بالدعاء والمسح على الصدر ليزيل ما وسوس به الشيطان لأبي بن كعب، مما يدل على قوة تأثير دعاء النبي ﷺ وبركته في طرد الوساوس وزيادة اليقين.
5- القراءات كلها حق ووحدة: قوله ﷺ: «كل شافٍ كافٍ» يعني أن هذه القراءات المختلفة كلها حق، وكلها تكفي قارئها وتحقق المقصود من الهداية والعمل، ولا تعارض بينها، وهي من باب التنوع في Unity وليس الاختلاف المذموم.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
- المقصود بـ "الأحرف السبعة" ليس سبع قراءات فقط (كما هو مشهور اليوم من قراءات القراء العشرة)، بل المراد أوجه أوسع من التيسير في اللغة والنطق والمعنى، تشمل القراءات المتعددة التي نعرفها وغيرها.
- هذه القراءات كلها منزلة من عند الله بواسطة جبريل عليه السلام، وليست اجتهاداً من النبي ﷺ أو الصحابة.
- يجب على المسلم أن يؤمن بجميع القراءات المتواترة الثابتة عن رسول الله ﷺ، وأن يعتقد أنها كلها قرآن منزل من عند الله.
- هذا الحديث يرد على من يتوهم أن الاختلاف في القراءات نقص أو عيب في القرآن، بل هو من كماله وشموليته وبرهان على حفظ الله له.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه النسائي (٩٤٢) مختصرا ولم يذكر «عبادة بن الصامت» بين أنس وأُبي بن كعب.
قال ابن عبد البر في التمهيد (٨/ ٢٨٣): وزاد بعضهم في هذا الحديث: ما لم تختم عذابا برحمة، أو رحمة بعذاب.
وقال: أما قوله في هذا الحديث: سميعا عليما، وغفورا رحيما، وعليما حكيما، ونحو ذلك إنما أراد به ضرب المثل للحروف التي نزل القرآن عليها، وأنها معان متفق مفهومُها، مختلف مسموعُها، لا يكون في شيء منها معنى وضدّه، ولا وجه يخالف وجها خلافا ينفيه، أو يضادّه، كالرحمة التي هي خلاف العذاب، وضِدُّه وما أشبه ذلك.
وقال: وهذا كله يعضد قول من قال: إن معنى السبعة الأحرف المذكورة في الحديث سبعة أوجه من الكلام المتفق معناه، المختلف لفظه نحو: هَلُمَّ، وتعال، وعجِّلْ، واسْرعْ، وانظرْ وأخّر ونحو ذلك. انتهى كلامه.
يعني أنهم ما كانوا يغيّرون سميعا عليما إلى غفورا رحيما، بل هكذا نزل في القرآن في اللهجات المختلفة.
ومعنى نزول القرآن على سبعة أحرف: يعني سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو أقبل، وتعال، وهلُمّ، وإلى هذا ذهب كثير من أهل العلم.
ويؤيد هذا المعنى ما رُويَ في حديث أبي بكرة أن جبريل عليه السلام قال: يا محمد، اقرإ القرآن على حرف، قال ميكائيل عليه السلام: استزده، فاستزاده قال: فاقرأ على حرفين. قال ميكائيل: استزده فاستزاده حتى بلغ سبعة أحرف. قال: كلٌّ شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب نحو قولك: تعال وأقبل، وهَلُمَّ، واذهبْ واسرعْ وأعجلْ.
رواه أحمد (٢٠٥١٤)، والطبري في مقدمة تفسيره (١/ ٣٨) كلاهما من حديث حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة فذكره.
وفي إسناده علي بن زيد -هو ابن جدعان- ضعيف، إلا أنه ما يشهد غير المثال، فلعله مدرج من بعض الرواة، وروي مثله عن بعض الصحابة أيضًا.
ورُويَ عن عمر بن الخطاب أنه قال: نزل القرآن بلغة مضر، وكانت لغة مضر هذه سبع لهجات حسب القبائل السبعة وهم: هذيل، وكنانة، وقيس، وضبة، وتيم الرباب، وأسد بن خزيمة، وقريش.
ورُويَ عن ابن عباس أنه قال: نزل القرآن على سبع لغات منها خمس بلغة العجز من الهوازن، وإثنان لسائر العرب، والعجز هم: سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف، وكان يقال لهم: عليا هوازن.
ولا يلزم من هذا أن جميع القرآن نزل على سبعة أحرف -أي أوجه-، فالصحيح أن بعضه على سبعة، وبعضه على ستة، وبعضه على خمسة هكذا، وأكثرها على واحد، إذ اختلاف هذه الأحرف هو من باب التنوع، وليس من باب التناقض أو التضاد. وأما إملاء النبي ﷺ القرآن على كتاب الوحي فكان كما نزل، فكان جمع القرآن في عهد أبي بكر بما في هذه المكتوبات مع ما كان عندهم في الصدور، فلا يجوز لأحد أن يغيّر شيئًا من القرآن لا قراءةً ولا كتابةً.
وأما ما روي: «لكل آية ظهر وبطن» فهو معلول وهو ما رُويَ عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن».
رواه البزار (٢٠٨١) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٣٠٧٧) وابن حبان (٧٥) والطبراني في الكبير (١٠/ ١٢٥) كلهم من طريق سليمان بن بلال، عن محمد بن عجلان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه، فذكره.
وأبو إسحاق هو إبراهيم بن مسلم الهجري ضعيف باتفاق أهل العلم، وقد تفرد به، كما قال البزار عقب إخراج الحديث: «هذا الحديث لا نعلمه يُروى إلا من حديث الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه، ولا نعلم أن ابن عجلان روى عن الهجري غير هذا الحديث. . .» اهـ.
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (٣٠٧٤٦) وابن جرير في تفسيره (١/ ٢٢) كلاهما من طرق عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه بن مسعود به، والهجري كنيته أبو إسحاق.
إلا أن ابن حبان قال في إسناده: «عن أبي إسحاق الهمداني»
يعني عمرو بن عبد اللَّه السبيعي الثقة، وهو وهمٌ.
ورواه أبو يعلى (٥١٤٩)، والطحاوي في شرح المشكل (٣٠٩٥)، والطبراني في الكبير (١٠/ ١٣٠) كلهم من طريق جرير بن عبد الحميد الضبي، عن مغيرة، عن واصل بن حيان، عن عبد اللَّه ابن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه، عن النبي ﷺ قال: «لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر بن أبي قحافة خليلا، ولكن صاحبكم خليل اللَّه، وإن القرآن نزل على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن، ولكل حدٍّ مطلع».
فزادوا في آخر الحديث نزول القرآن على سبعة أحرف مع حديث اتخاذ الخليل، إلا أن الطحاوي لم يذكر حديث اتخاذ الخليل.
ورواه مسلم في كتاب فضائل الصحابة (٢٣٨٣: ٦) من طرق عن جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، بهذا الإسناد، فاقتصر على ذكر اتخاذ الخليل، ولم يذكر نزول القرآن على سبعة أحرف.
فلعل أحد الرواة أخطأ في سياق الحديث، فجعل الحديثين بإسناد واحد، لأن قصة نزول القرآن على سبعة أحرف مروي من طريق إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه بن مسعود، كما تقدم، والهجري ضعيف عند أهل العلم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 33 من أصل 118 حديثاً له شرح
- 8 آخر سورة أنزلت المائدة والفتح.
- 9 آخر آية نزلت من القرآن الكريم
- 10 لبث النبي بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن
- 11 كثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله ﷺ
- 12 حديث رقم 11734
- 13 اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم
- 14 هلاك الامم السابقة بسبب اختلافهم في الكتاب
- 15 لا تماروا في القرآن فإن المراء في القرآن كفر
- 16 أقرأني جبريل على حرف فراجعته حتى انتهى إلى سبعة أحرف
- 17 سمعت هشام بن حكيم يقرأ الفرقان على غير ما أقرؤها
- 18 سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على حروف كثيرة
- 19 قراءة القرآن على سبعة أحرف
- 20 أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك
- 21 أُقْرِئْتُ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ
- 22 أقرأني رسول الله القرآن على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ
- 23 القرآن أنزل على سبعة أحرف
- 24 القرآن يقرأ على سبعة أحرف فلا تماروا في القرآن
- 25 القرآن نزل على سبعة أحرف أيها قرأت أجزأك
- 26 أرسلت إلى أمة أمية، الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ
- 27 من أقرأك هذه الآية؟ فقد أقرأنيها رسول الله على غير...
- 28 القرآن نزل على سبعة أحرف
- 29 المراء في القرآن كفر
- 30 القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ولا حرج
- 31 قرآن كله صواب ما لم يجعل عذاب مغفرة
- 32 أُنزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف
- 33 أقرأني رسول الله آية وأقرأها آخر غير قراءتي
- 34 إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه...
- 35 سبب نزول: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر
- 36 أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله ﷺ.
- 37 أربعة جمعوا القرآن في عهد النبي
- 38 كان النبي لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم...
- 39 استقرؤوا القرآن من أربعة
- 40 قرأت سورة يوسف على رسول الله فقال لي أحسنت
- 41 أخذته من في رسول الله فلا أتركه لشيء
- 42 ما ترك النبي ﷺ إلا ما بين الدفتين
- 43 كان النبي أجود الناس بالخير وأجود ما يكون في رمضان
- 44 عرض على النبي القرآن مرتين في العام الذي قبض
- 45 أخبرني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة
- 46 عرض القرآن على رسول الله ﷺ عرضات
- 47 جمع القرآن الكريم في عهد الخليفة أبي بكر الصديق
- 48 خزيمة الأنصاري الذي جعل رسول الله ﷺ شهادته شهادة رجلين
- 49 أول ما نزل من القرآن سورة فيها ذكر الجنة والنار
- 50 عن عبد الرحمن بن يزيد قال: سمعت ابن مسعود يقول...
- 51 عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود
- 52 جمع القرآن في عهد عثمان وحرق ما سواه من المصاحف.
- 53 اكتبوا القرآن بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم
- 54 نؤلّف القرآن من الرقاع عند رسول الله ﷺ
- 55 اقرأ القرآن في سبع ولا تزد على ذلك
- 56 صم يومًا وأفطر يومًا واقرأ القرآن في كل شهر
- 57 اقرأ القرآن في أقل من ثلاث
معلومات عن حديث: أقرأني رسول الله آية وأقرأها آخر غير قراءتي
📜 حديث: أقرأني رسول الله آية وأقرأها آخر غير قراءتي
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أقرأني رسول الله آية وأقرأها آخر غير قراءتي
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أقرأني رسول الله آية وأقرأها آخر غير قراءتي
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أقرأني رسول الله آية وأقرأها آخر غير قراءتي
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








