عرض القرآن على رسول الله ﷺ عرضات

حديث: عرض القرآن على رسول الله ﷺ عرضات

عن سمرة قال: عُرِضَ القرآن على رسول اللَّه ﷺ عرضات. فيقولون: إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة.

صحيح: رواه البزار (٤٥٦٤) والحاكم (٢/ ٢٣٠) كلاهما من طريق حجاج بن المنهال، حدّثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن سمرة قال: عُرِضَ القرآن على رسول اللَّه ﷺ عرضات. فيقولون: إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رضي الله عنه، وهو حديث عظيم له دلالات مهمة في علم القراءات ومراحل نزول القرآن.

أولاً. شرح المفردات:

● عُرِضَ القرآن: أي قُرئ على النبي صلى الله عليه وسلم وتُلِيَ عليه.
● عرضات: جمع "عرضة"، وهي المرة من العَرْض، أي جملة من المرات المتعددة.
● عرضة أخيرة: آخر مرة عُرض فيها القرآن كاملاً على النبي صلى الله عليه وسلم.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا الصحابي سمرة بن جندب رضي الله عنه أن جبريل عليه السلام كان يعرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي يقرؤه عليه ويستعرضه معه، ولم يكن هذا العرض مرة واحدة، بل تكرر هذا الأمر مرات عديدة طيلة فترة الوحي.
والمقصود بالعرض هنا هو المقابلة والمدارسة بين جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان جبريل يعارضه بالقرآن (أي يسمعه إياه) ويتلقاه منه، للتأكد من حفظه وضبطه، وبيان مواضع الآيات والسور، وإعلامه بما نسخ من الآيات أو تغير حكمها.
ثم يقول الراوي: "فيقولون: إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة". أي أن الصحابة رضوان الله عليهم، ومن بعدهم أئمة القراءة، يذكرون أن القراءة التي نقرأ بها اليوم، والرسم العثماني الذي كُتبت به المصاحف، إنما هو مُطابق لما ثبت في آخر عرضة عرضها جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تم فيها تثبيت الأحكام ونسخ ما نسخ، وتحديد أواخر السور ومواضع الآيات.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفؤائد:

1- عناية الله تعالى بحفظ كتابه: فتكرار العرض بين جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم يؤكد أعلى درجات التثبت والضبط في نقل القرآن، مما يقطع الطريق على أي شك في صحته.
2- بيان مراحل نزول القرآن: نزل القرآن على مرحلتين:
● النزول الجملة الواحدة: من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا.
● النزول المفرق: على قلب النبي صلى الله عليه وسلم منجماً (مفرقاً) حسب الأحداث والحوادث على مدى 23 سنة.
وكان من حكمة النزول المفرق تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وتيسير حفظه على الصحابة، والتدرج في التشريع. وكان جبريل يعارضه بما نزل في كل عام مرة، وفي العام الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم عارضه به مرتين (العرضة الأخيرة).
3- نسخ التلاوة والحكم: في هذه العروض المتكررة، كان يُنسخ بعض ما نزل من القرآن، إما حكمه وتلاوته معاً، أو تلاوته فقط وبقاء حكمه (وهو ما يعرف بالنسخ إلى بدل أو بدون بدل). والعرضة الأخيرة هي التي أبطلت ما نسخ وأثبتت ما بقي.
4- حجية القراءات المتواترة: القراءات الصحيحة المتواترة التي نقرأ بها اليوم هي جزء من الوحي الذي عُرض في الأخيرة، وليست اجتهاداً من القراء، فهي منقولة بروايات صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5- فضل الصحابة ونقلهم الأمين: قولهم "إن قراءتنا هذه..." يدل على حرصهم الشديد على التوقيف في نقل القرآن، وأنهم لا يتكلمون في هذا الباب إلا بعلم.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أصل كبير في إثبات علم النسخ في القرآن.
- يستدل به العلماء على أن ترتيب آيات السور توقيفي (أي بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بوحي من الله) وليس اجتهادياً من الصحابة، لأنه تم تثبيته في هذه العروض.
- الحديث يرد على من يشكك في جمع القرآن ويزعم أنه اجتهاد من الصحابة، فهو يثبت أن الأصل كان محفوظاً ومضبوطاً في الصدور في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بتكرار العرض والمدارسة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار (٤٥٦٤) والحاكم (٢/ ٢٣٠) كلاهما من طريق حجاج بن المنهال، حدّثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، فذكره.
وإسناده صحيح. واللفظ للحاكم. وعند البزار: «ثلاث عرضات» وهو خطأ، والثابت في الصحيح أنه عُرِضَ مرتين في العام الذي قُبِضَ، وكان يعرض كل عام مرةً.
وقوله: «فيقولون» يعني به الصحابة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 46 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عرض القرآن على رسول الله ﷺ عرضات

📜 حديث: عرض القرآن على رسول الله ﷺ عرضات

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عرض القرآن على رسول الله ﷺ عرضات

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عرض القرآن على رسول الله ﷺ عرضات

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عرض القرآن على رسول الله ﷺ عرضات

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية