حديث: القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ولا حرج

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أُنزلَ القرآن على سبعة أحرف ومعناها

عن أبي هريرة قال: إن رسول اللَّه ﷺ قال: «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب، ولا ذكر عذاب برحمة».

حسن: رواه ابن جرير في تفسيره (١/ ٤٠) عن عمرو بن عثمان العثماني، قال: حدّثنا ابن أبي أويس، قال: حدّثنا أخي، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: إن رسول اللَّه ﷺ قال: «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب، ولا ذكر عذاب برحمة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نعلم وأن يعلمنا ما ينفعنا.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أخرجه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير" وغيره، وهو حديث صحيح بشواهده، وفيه فوائد عظيمة تتعلق بكتاب الله تعالى.

أولاً. شرح المفردات:


● سبعة أحرف: أي سبعة أوجه من اللغات واللهجات العربية التي نزل بها القرآن، تيسيراً على القبائل المختلفة.
● فاقرؤوا ولا حرج: أي فاقرؤوا على أي حرف من هذه الأحرف السبعة ولا حرج عليكم في ذلك.
● لا تختموا: لا تختموا أو لا تقرؤوا خاتمة.
● ذكر رحمة بعذاب: أي لا تقرؤوا آية رحمة ثم تتبعوها بآية عذاب في الصلاة أو غيرها كخاتمة للقراءة.
● ولا ذكر عذاب برحمة: والعكس، فلا تقرؤوا آية عذاب ثم تتبعوها بآية رحمة كخاتمة.

ثانياً. شرح الحديث:


يحتوي هذا الحديث على أمرين رئيسيين:
الأمر الأول: التيسير في القراءة
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن نزل على سبعة أحرف، أي سبعة أوجه من القراءات المتواترة التي تختلف في بعض الكلمات أو الحروف مع اتفاق المعنى، وذلك تيسيراً على الأمة ومراعاة لاختلاف لهجاتهم. وهذا من رحمة الله تعالى، حيث وسع على الناس في القراءة وأزال عنهم الحرج والمشقة.
الأمر الثاني: الأدب مع آيات القرآن
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ختم التلاوة بآية لا تناسب ما قبلها، خاصة في المواضع التي يكون فيها تناقض في المعنى، مثل:
- أن يختم بآية عذاب بعد آية رحمة، فيفهم منها التعقيب على الرحمة بالعذاب.
- أو يختم بآية رحمة بعد آية عذاب، فيفهم منها التعقيب على العذاب بالرحمة في موضع لا يصح ذلك.
ومثال ذلك: لو قرأ الإنسان في الصلاة قوله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] ثم ختم بها، فلا يصح أن يقرأ بعدها مباشرة قوله تعالى: {فَإِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]، لأن في ذلك اختلالاً في المعنى وفهمًا خاطئاً.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- يسر الإسلام وسماحته: حيث راعى الله تعالى اختلاف لهجات العرب فأنزل القرآن على سبعة أحرف تيسيراً وتخفيفاً على الأمة.
2- وجوب احترام كلام الله تعالى: والوقوف عند أدبه، وعدم العبث في ترتيب آياته أو قراءتها بما قد يؤدي إلى تحريف المعنى.
3- التناسب في ختم التلاوة: يستحب للقارئ أن يختم تلاوته بما يناسب المقام، فإن كان في موضع رحمة ختم بآية رحمة، وإن كان في موضع وعيد ختم بآية وعيد، وهذا من كمال الأدب مع كلام الله.
4- التثبت في فهم النصوص: فلا يؤخذ شيء من القرآن أو السنة بمعزل عن سياقه، بل لابد من فهم النصوص في إطارها الصحيح.

رابعاً. معلومات إضافية:


- الأحرف السبعة لا تعني اختلافاً في المعاني المتضادة، بل هي اختلاف في الألفاظ مع تقارب المعاني، مثل: (تعلمون) و (يعلمون)، و (أكيد) و (عتيد).
- هذه الرخصة في القراءة بالأحرف السبعة كانت في بداية الإسلام، ثم اجتمع المسلمون على المصحف العثماني الذي كتب على حرف واحد (حرف قريش) حفظاً للقرآن من الاختلاف، ولكن بقيت القراءات المتواترة الصحيحة التي تندرج تحت هذه الأحرف.
- النهي عن ختم آية رحمة بعذاب أو العكس هو للكراهة وليس للتحريم، وهو من باب الأدب لا من باب الحظر.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن الذين يتلونه حق تلاوته، ويعملون به، ويتأدبون بآدابه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن جرير في تفسيره (١/ ٤٠) عن عمرو بن عثمان العثماني، قال: حدّثنا ابن أبي أويس، قال: حدّثنا أخي، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن أبي أويس ومحمد بن عجلان فهما حسنا الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 30 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ولا حرج

  • 📜 حديث: القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ولا حرج

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ولا حرج

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ولا حرج

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ولا حرج

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب