حديث: سبب نزول: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كتابة القرآن كله في عهد النبي ﷺ مع حفظه في الصدور

عن البراء بن عازب يقول في هذه الآية: «لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل اللَّه» فأمر رسول اللَّه ﷺ زيدا، فجاء بكتفٍ يكتبها، فشكا ابنُ أم مكتوم ضرارتَه فنزلتْ: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾ [النساء: ٩٥]

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٨٣١)، ومسلم في الإمارة (١٨٩٨: ١٤١) كلاهما من طريق شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: فذكره.

عن البراء بن عازب يقول في هذه الآية: «لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل اللَّه» فأمر رسول اللَّه ﷺ زيدا، فجاء بكتفٍ يكتبها، فشكا ابنُ أم مكتوم ضرارتَه فنزلتْ: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾ [النساء: ٩٥]

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- يقول في هذه الآية: «لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل اللَّه» فأمر رسول اللَّه ﷺ زيدًا، فجاء بكتفٍ يكتبها، فشكا ابنُ أم مكتوم ضرارتَه فنزلتْ: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾ [النساء: ٩٥].


1. شرح المفردات:


● الكتف: المقصود هنا عظم الكتف أو لوح من ألواح الحيوان الذي كان يُكتَب عليه في صدر الإسلام قبل توفر الورق.
● ابن أم مكتوم: هو الصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم، المؤذن الثاني في الإسلام بعد بلال، وكان رجلاً أعمى.
● ضرارته: أي عاهته وإعاقته، وهي العمى في حالته.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل البراء بن عازب -رضي الله عنه- عن قصة نزول جزء من آية من سورة النساء.
السياق والقصة:
- بدأت القاعدة العامة بالنزول أولاً: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: 95]. أي أن المؤمنين المتخلفين عن الجهاد (بدون عذر) لا يستوون في الأجر والمنزلة عند الله مع المجاهدين في سبيله.
- أمر النبي ﷺ كاتبه زيد بن ثابت -رضي الله عنه- أن يأتي بلوح (كتف) ليدوّن هذه الآية ويحفظها.
- أثناء الكتابة، جاء الصحابي عبد الله بن أم مكتوم -وهو رجل أعمى- وشكا إلى رسول الله ﷺ حاله، مستفسرًا عما سيكون مصير ومكانة مثله من ذوي الأعذار الشرعية الذين لا يستطيعون الخروج للجهاد بسبب إعاقتهم.
- استجاب الله تعالى لشكواه، وأنزل على النبي ﷺ تتمة الآية في نفس اللحظة لتبيّن استثناء {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} (أي غير أصحاب الأعذار الشرعية) من حكم عدم المساواة مع المجاهدين.
فأصبحت الآية كاملة:
{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 95]


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عدل الله ورحمته: يظهر هذا الحديث عدل الله تعالى الذي لا يكلف نفسًا إلا وسعها. فمن كان له عذر شرعي مقبول (كمرض أو عمى أو عرج) فلا إثم عليه في القعود، ولا ينقص ذلك من إيمانه، لكن أجر المجاهد أعظم.
2- فضل الجهاد وعظم أجره: الحديث والآية يقرران تفاضل الدرجات عند الله based on العمل الصالح والتضحية. فالمجاهد الذي يبذل نفسه وماله في سبيل الله له منزلة عالية وفضل عظيم.
3- جواز سؤال العالم والاستفسار عن أحكام الدين: فعل ابن أم مكتوم يعلمنا أنه لا حرج على المسلم أن يسأل عن ما أشكل عليه من أمور دينه، خاصة إذا كان يتعلق بحاله الشخصي. السؤال طريق العلم والفهم.
4- مراعاة ظروف الناس: الإسلام دين يسر وليس عسراً، وهو يراعي أحوال الناس وظروفهم المختلفة. فالشريعة جاءت لرفع الحرج عن الناس.
5- كتابة الوحي وحفظه: الحديث يظهر حرص النبي ﷺ وصحابته على تدوين الوحي فور نزوله لحفظه من التحريف أو النسيان، وهذا من أسباب حفظ القرآن الكريم.
6- مكانة ذوي الهمم والعزيمة: مثل ابن أم مكتوم -رضي الله عنه- الذي رغم إعاقته كان من fervent المسلمين وساهم في الدعوة (كان مؤذنًا) ولم تمنعه إعاقته من طلب العلم والسؤال عن أمور دينه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● عبد الله بن أم مكتوم -رضي الله عنه- هو ابن خالة السيدة خديجة -رضي الله عنها-.
- نزل فيه وفي أمثله من ذوي الأعذار الشرعية قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} [النور: 61].
- هذا الحديث من الأحاديث التي تبيّن كيف كانت أسباب النزول، وهو علم مهم لفهم القرآن الكريم فهمًا صحيحًا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٨٣١)، ومسلم في الإمارة (١٨٩٨: ١٤١) كلاهما من طريق شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: فذكره. واللفظ لمسلم.
ورواه البخاريّ في فضائل القرآن (٤٩٩٠) عن عبيد اللَّه بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: لما نزلت «لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل اللَّه» قال النبي ﷺ: «ادع لي زيدا، ولْيَجئْ باللوح والدواة والكتف، أو الكتف والدواة» ثم قال: «اكتبْ: لا يستوي القاعدون»، وخلف ظهر النبي ﷺ عمرو بن أم مكتوم الأعمى، قال: يا رسول اللَّه فما تأمرني؟ فإني رجل ضرير البصر، فنزلتْ مكانها: لا يستوي القاعدون من المؤمنين، والمجاهدون في سبيل اللَّه غير أولي الضرر.
إلا أنه وقع فيه تقديم وتأخير، فقوله: «غير أولي الضرر» متعلق بقوله: «لا يستوي القاعدون من المؤمنين» لأن الآية هكذا ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾. وقوله: «الكتف» هو العظم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 35 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سبب نزول: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر

  • 📜 حديث: سبب نزول: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سبب نزول: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سبب نزول: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سبب نزول: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب