حديث: المراء في القرآن كفر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أُنزلَ القرآن على سبعة أحرف ومعناها

عن أبي هريرة قال: إن رسول اللَّه ﷺ قال: «نزل القرآن على سبعة أحرف، المراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما عرفتهم منه فاعملوا، وما جهلتم منه فردُّوه إلى عالمه».

صحيح: رواه أحمد (٧٩٨٩) عن أنس بن عياض، حدثني أبو حازم، عن أبي سلمة، قال: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: إن رسول اللَّه ﷺ قال: «نزل القرآن على سبعة أحرف، المراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما عرفتهم منه فاعملوا، وما جهلتم منه فردُّوه إلى عالمه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين بيان سعة رحمة الله تعالى في تنزيل القرآن، وتحذير شديد من خطر المجادلة والمراء فيه بغير علم.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


* نزل القرآن على سبعة أحرف: أي أن القرآن الكريم نزل بسبع طرق أو لغات من لغات العرب، متفرقة في قراءاته، تيسيرًا على الأمّة واتساعًا لطرق الأداء.
* المراء: الجدال والخصومة والتعنت في الكلام بقصد الغلبة والانتصار للنفس، وليس قصد الوصول إلى الحق.
* كفر: الكفر هنا على سبيل التغليظ والزجر، وليس بالضرورة الكفر المخرج من الملة، وإنما هو كفر النعمة أو كفر أصغر، لأنه جحود لفضل الله وسعته. وقيل: هو كفر إذا كان الجدال في آيات الصفات أو الأمور المقطوع بها.
* فما عرفتم منه فاعملوا: ما فهمتم معناه واتضح لكم من القرآن فاطبقوه واعملوا به.
* وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه: ما أشكل عليكم فهمه أو لم تدركوا معناه، فكِلوا علمه إلى أهل الاختصاص وارجعوا فيه إلى العلماء الراسخين.


ثانياً. شرح الحديث:


ينقسم الحديث إلى ثلاثة أجزاء رئيسية:
1- قوله صلى الله عليه وسلم: (نزل القرآن على سبعة أحرف):
هذا إخبار من النبي صلى الله عليه وسلم عن سعة ومرونة القرآن الكريم في أدائه وقراءته. والمقصود بـ "الأحرف السبعة" ليس سبع لهجات فقط، بل المراد التنوع في القراءات من حيث الألفاظ والمعاني التي تتفق جميعها على أصل واحد، مثل: (فَتَيَمَّمُوا) و (فَامْسَحُوا)، و (عاجِلْنا) و (أَعْجِلْ لنا). وهذا من رحمة الله تعالى بهذه الأمة، حيث يسّر قراءة القرآن على القبائل العربية المختلفة بلغاتها، وسهّل حفظه وتلاوته.
2- قوله صلى الله عليه وسلم: (المراء في القرآن كفر - ثلاث مرات -):
هذا تحذير شديد جدًا من خصلة ذميمة، وهي المجادلة والمراء في آيات القرآن بغير علم، أو بتعصب لرأي، أو بقصد المغالبة والانتصار للنفس. والتكرار ثلاث مرات للتنبيه على عظم هذا الذنب وخطورته.
والمراء في القرآن يكون مثل:
* الجدال في آيات الله بغير علم.
* تحريف الكلم عن مواضعه لتوافق الهوى.
* التعصب لقراءة معينة والإنكار على من يقرأ بغيرها مما صحت به الرواية.
* المجادلة في المتشابه من القرآن بغير رجوع إلى المحكم.
وهذا الفعل قريب من الكفر؛ لأنه استخفاف بكلام الله، وجحود لفضله وسعته، ومخالفة لأمر الله بقوله: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ} [المائدة: 83].
3- قوله صلى الله عليه وسلم: (فما عرفتم منه فاعملوا، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه):
هذا توجيه عملي وحكيم لكل مسلم يتعامل مع القرآن. فهو يأمرنا بأمرين:
* العمل بالواضح والمعلوم: فما اتضح معناه من أوامر ونواهٍ وعقائد وأخلاق، فالعمل به واجب.
* التوقف عند المشكل وإرجاعه لأهله: فما أشكل من آيات المتشابه أو الأحكام الدقيقة، فالواجب عدم الخوض فيه بالرأي، بل الرجوع إلى العلماء الربانيين الذين وهبهم الله الفهم في الكتاب والسنة، كما قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران: 7]. وهذا من أدب طالب العلم وحماية للدين من تأويلات الجاهلين.


ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- سعة رحمة الله تعالى: حيث يسر قراءة القرآن على عباده بوجوه متعددة صحيحة.
2- تحريم المراء والجدال بالباطل في religion: خاصة في نصوص الوحي، وأن ذلك من صفات أهل الزيغ والضلال.
3- التأدب مع كلام الله تعالى: فالقرآن ليس كتابًا للجدال، بل هو كتاب هداية وعمل.
4- الاعتراف بالعجز وقصور العلم: فالعلم بحر لا ساحل له، والاعتراف بالجهل فضيلة.
5- ضرورة الرجوع إلى العلماء: فهم ورثة الأنبياء، وهم المختصون بفهم النصوص وشرحها، وهم الحصن من الانحراف في الفهم.
6- التفريق بين مجال العمل ومجال العلم: فليس كل ما يقرؤه المسلم يجب أن يخوض في تفسيره، بل عليه أن يعمل بما يعلم، ويسأل عما يجهل.


رابعاً. معلومات إضافية:


* هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" وغيره، وحسنه عدد من العلماء.
* القاعدة الأصولية المستفادة: "رد المتشابه إلى المحكم"، و "التمسك بالواضح وترك المشكل".
* هذا الحديث يربي في المسلم التواضع العلمي، ويحذره من التسرع في فهم النصوص وإصدار الأح
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٧٩٨٩) عن أنس بن عياض، حدثني أبو حازم، عن أبي سلمة، قال: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه النسائي في فضائل القرآن (١١٨) وابن حبان في صحيحه (٧٤) من هذا الوجه بدون شك.
ورواه أحمد (٨٣٩٠) من وجه آخر عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن اللَّه عز وجل أنزل القرآن على سبعة أحرف: عليما حكيما، غفورا رحيما».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 29 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المراء في القرآن كفر

  • 📜 حديث: المراء في القرآن كفر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المراء في القرآن كفر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المراء في القرآن كفر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المراء في القرآن كفر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب