حديث: ما ترك النبي ﷺ إلا ما بين الدفتين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لم يترك النبي ﷺ إلا ما بين الدفتين

عن عبد العزيز بن رفيع قال: دخلتُ أنا وشداد بن معقل على ابن عباس، فقال
له شداد بن معقل: أتركَ النبي ﷺ من شيء؟ قال: ما ترك إلا ما بين الدفتين. قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال: ما ترك إلا ما بين الدفتين.

صحيح: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠١٩) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رُفيع، فذكره.

عن عبد العزيز بن رفيع قال: دخلتُ أنا وشداد بن معقل على ابن عباس، فقال
له شداد بن معقل: أتركَ النبي ﷺ من شيء؟ قال: ما ترك إلا ما بين الدفتين. قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال: ما ترك إلا ما بين الدفتين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا حديثٌ عظيمٌ فيه بيانٌ جليٌّ لمصدر التشريع الإسلامي وحجية القرآن الكريم. وإليك الشرح التفصيلي له:

### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في "كتاب فضائل القرآن"، باب "ما جاء في فضل القرآن"، وهو حديث صحيح متفق على صحته.

### ثانياً. شرح المفردات
● عن عبد العزيز بن رفيع: راوي الحديث، ثقة من التابعين.
● شداد بن معقل: صحابي جليل، وهو الذي وجه السؤال.
● ابن عباس: عبد الله بن عباس، حبر الأمة وترجمان القرآن، ابن عم النبي ﷺ.
● ما بين الدفتين: الدفتان هما غلافا المصحف، والمقصود ما بداخلهما، أي القرآن الكريم.
● محمد بن الحنفية: هو محمد بن علي بن أبي طالب، ابن الإمام علي كرم الله وجهه، وكان من كبار العلماء.

### ثالثاً. شرح الحديث
يدور معنى الحديث حول سؤال الصحابي الجليل شداد بن معقل رضي الله عنه لابن عباس ومحمد بن الحنفية عن whether النبي ﷺ ترك شيئاً beyond القرآن الكريم.
فأجاباه بأن النبي ﷺ لم يترك لأمته إلا القرآن الكريم، أي أن كل ما يحتاجونه من هدى وتشريع قد بينه في القرآن، وهو كافٍ وشافٍ.

# وهذا لا يعني إلغاء السنة النبوية، بل المعنى:


1- القرآن هو الأصل والأساس: فقد حوى جميع أصول الدين وقواعده.
2- السنة شارحة للقرآن: فالسنة النبوية هي البيان العملي والتفسير التفصيلي لما أجمل في القرآن. فقولهم "ما ترك إلا ما بين الدفتين" يعني أن أصل الهدى والتشريع موجود في القرآن، والسنة هي التي تبينه وتفصله.
3- الرد على من أنكر حجية السنة: هذا الحديث يرد على من زعم أن القرآن يكفي وحده دون السنة، فإن الصحابة وسلف الأمة فهموا أن السنة هي البيان الواجب اتباعه للقرآن.

### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- عظمة القرآن الكريم: فهو الكتاب الذي تركنا النبي ﷺ عليه، وهو كافٍ لهداية البشرية.
2- مكانة السنة النبوية: فهي ليست منفصلة عن القرآن، بل هي جزء لا يتجزأ من الوحي الإلهي، كما قال الله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: 44].
3- وحدة المصادر التشريعية: فلا تعارض بين القرآن والسنة، بل هما مصدران متكاملان.
4- اهتمام الصحابة بالسؤال عن الدين: وهذا يدل على حرصهم على فهم دينهم من مصادره الصحيحة.


خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
- هذا الحديث يستدل به العلماء على حجية السنة النبوية، لأن البيان النبوي للقرآن لازم وواجب الاتباع.
- من قال بأن القرآن يكفي دون السنة فقد ضل، لأن السنة هي التي بينت كيفية الصلاة والزكاة والحج وغيرها من العبادات التي جاءت مجملة في القرآن.
- الإمام الشافعي رحمه الله استدل بهذا الحديث على أن السنة هي المفسرة للقرآن، وأن الأمة لا تستغني عنها.

### الخلاصة
الحديث يؤكد أن النبي ﷺ لم يترك لأمته إلا القرآن الكريم، الذي هو دستور الأمة ومنهج حياتها، والسنة النبوية هي البيان التفصيلي والتطبيق العملي لهذا القرآن. فلا غنى للمسلم عن الاثنين معاً.
أسأل الله أن ينفعنا بالقرآن والسنة، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠١٩) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رُفيع، فذكره.
يعني أن القرآن الموجود الآن هو الذي تركه النبي ﷺ مكتوبا في الألواح وغيرها، ومن زعم أن هناك قرآنا آخر لم يضمه المصحف الموجود فقد افترى على اللَّه تعالى إذ يقول سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ [القيامة: ١٧] وقال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: ٩].

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 42 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما ترك النبي ﷺ إلا ما بين الدفتين

  • 📜 حديث: ما ترك النبي ﷺ إلا ما بين الدفتين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما ترك النبي ﷺ إلا ما بين الدفتين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما ترك النبي ﷺ إلا ما بين الدفتين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما ترك النبي ﷺ إلا ما بين الدفتين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب