حديث: إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كتاب اللَّه يُصَدِّق بعضُه بعضا

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: سمع النبي ﷺ قوما يتدارؤون فقال: «إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب اللَّه بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب اللَّه يصدِّق بعضه بعضا، فلا تكذّبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا، وما
جهلتم فكِلوه على عالمه».

حسن: رواه عبد الرزاق (٢٠٣٦٧)، وأحمد (٦٧٤١)، والبخاري في خلق أفعال العباد (٢١٨)، والبغوي في شرح السنة (١٢١) كلهم من طريق معمر، عن الزهري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: سمع النبي ﷺ قوما يتدارؤون فقال: «إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب اللَّه بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب اللَّه يصدِّق بعضه بعضا، فلا تكذّبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا، وما
جهلتم فكِلوه على عالمه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، يحذر فيه من منهج خطير في التعامل مع النصوص الشرعية، وسأشرحه لكم وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● يتدارؤون: يتراجعون ويتجادلون في أمر من الأمور، ويخاصم بعضهم بعضًا.
● هلك: أهلك نفسه وأصابه الهلاك في الدنيا والآخرة.
● ضربوا كتاب الله بعضه ببعض: أي عارضوا بعض آيات القرآن ببعض، وحاولوا إيجاد تعارض بينها.
● يصدق بعضه بعضا: أي أن بعضه يوافق بعضًا ويؤكده، ولا تعارض بين نصوصه.
● فكِلوه إلى عالمه: أي اتركوه وارجعوه إلى من يعلمه من العلماء الراسخين.

2. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أنه سمع قومًا يتجادلون ويتراجعون في أمر من الأمور الدينية، ربما في تفسير آية أو فهم حديث، فأنكر عليهم ذلك المنهج الخاطئ في الجدال.
ويحذرهم ﷺ بأن سبب هلاك الأمم السابقة كان بسبب هذا السلوك، حيث كانوا يعارضون نصوص كتبهم المنزلة بعضها ببعض، ويحاولون إيجاد التعارض بينها لخدمة أهوائهم أو آرائهم.
ويبين ﷺ الحقيقة الجوهرية وهي أن كتاب الله - القرآن الكريم - نزل متوافقًا متسقًا، يصدق بعضه بعضًا، ولا تعارض حقيقي بين نصوصه. فما ظاهره التعارض فهو تعارض في فهم القاصر، لا في النص نفسه.
ثم يوجه ﷺ إلى المنهج الصحيح في التعامل مع النصوص:
● "فما علمتم منه فقولوا": أي ما اتضح لكم معناه وتبين لكم فالعمل به واجب، والدعوة إليه فضيلة.
● "وما جهلتم فكِلوه إلى عالمه": أي ما أشكل عليكم فهمه أو ظننتم فيه تعارضًا، فارجعوه إلى أهل العلم الراسخين الذين يجمعون بين النصوص، ويعرفون الناسخ والمنسوخ، والمطلق والمقيد، والعام والخاص.

3. الدروس المستفادة منه:


● تحذير من الجدال بالباطل: والمراء في الدين بغير علم، فإنه طريق الهلاك.
● اتساق النصوص الشرعية: أن نصوص القرآن والسنّة الصحيحة لا تعارض بينها، والتعارض الظاهري يُحل بالرجوع إلى العلماء والتفقه في الدين.
● التواضع العلمي: الاعتراف بالجهل في بعض المسائل، وعدم التكلم بغير علم.
● الرجوع إلى أهل العلم: في المسائل المشكلة، وعدم الاعتماد على الرأي الشخصي أو الفهم القاصر.
● وحدة الأمة: فإن التفرق في الدين إنما حصل بسبب التنازع والجدال بغير علم.

4. معلومات إضافية:


● الحديث: رواه أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، وهو حسن.
● الموقف العملي: ينبغي للمسلم عندما يقرأ آية أو يسمع حديثًا ويشكل عليه، أن يبحث عن تفسيره في كتب التفسير المعتمدة، أو يسأل أهل العلم الثقات، ولا يتسرع في إنكاره أو تأويله برأيه.
● التحذير من التكلف: فإن من تكلف ما لا علم له به، وأراد أن يعارض النصوص بعضها ببعض، فقد وقع في منهج أهل البدع والضلال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد الرزاق (٢٠٣٦٧)، وأحمد (٦٧٤١)، والبخاري في خلق أفعال العباد (٢١٨)، والبغوي في شرح السنة (١٢١) كلهم من طريق معمر، عن الزهري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عمرو بن شعيب فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 34 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض

  • 📜 حديث: إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب