حديث: أخذته من في رسول الله فلا أتركه لشيء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب القُرَّاء في عهد النبي ﷺ-

عن ابن عباس قال: قال عمر: أُبَيٌّ أقرؤنا، وإنا لندع من لحن أُبَيّ، وأُبَيٌّ يقول: أخذته من في رسول اللَّه ﷺ فلا أتركه لشيء، قال اللَّه تعالى: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: ١٠٦].

صحيح: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٠٥) عن صدقة بن الفضل، أخبرنا يحيى، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس قال: قال عمر: أُبَيٌّ أقرؤنا، وإنا لندع من لحن أُبَيّ، وأُبَيٌّ يقول: أخذته من في رسول اللَّه ﷺ فلا أتركه لشيء، قال اللَّه تعالى: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: ١٠٦].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه (5005) عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يروي فيه قصة هامة تتعلق بجمع القرآن الكريم وقراءاته، وفيها موقف من مواقف الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الصحابي أبي بن كعب رضي الله عنه، وهو من كبار القراء.

شرح المفردات:


● أُبَيٌّ: هو أُبي بن كعب رضي الله عنه، أحد كبار الصحابة وقراء القرآن.
● أقرؤنا: أي أعلمنا وأحفظنا للقرآن وتلاوته.
● ندع من لحن أُبَيّ: اللحن هنا يعني القراءة التي تخالف القواعد اللغوية المتعارفة أو ما استقر عليه المصحف العثماني.
● أخذته من في رسول الله: أي تلقيت هذه القراءة مباشرة من فم النبي صلى الله عليه وسلم.

شرح الحديث:


يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن أبي بن كعب هو أفصح الصحابة وأعلمهم بقراءة القرآن، ولكنهم (أي الصحابة) كانوا يتركون بعض القراءات التي يقرأ بها أبي لأنها كانت تخالف ما اجتمع عليه الصحابة في جمع القرآن في المصحف الإمام.
وأبي بن كعب رضي الله عنه كان يصر على قراءته تلك ويقول: إنه تلقاها مباشرة من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يتركها لأي سبب.
ثم استشهد عمر رضي الله عنه بالآية الكريمة: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا﴾ والتي تبين أن الله تعالى قد ينسخ بعض الأحكام أو القراءات ويأتي بما هو خير منها أو مثلها.

الدروس المستفادة:


1- مكانة أبي بن كعب العلمية: الحديث يشهد لعلم أبي بن كعب وفضله في قراءة القرآن وتلقيه مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم.
2- حرص الصحابة على توحيد المصحف: يبين الموقف حرص عمر والصحابة على تجنب الاختلاف في القراءات بعد جمع عثمان رضي الله عنه للمصحف على حرف واحد (لهجة قريش).
3- النسخ في القرآن: الآية التي استشهد بها عمر توضح حكمة الله تعالى في نسخ بعض الآيات أو القراءات، وأنه يأتي بما هو خير للأمة.
4- التسليم لجماعة المسلمين:雖然 كان لأبي بن كعب قراءة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه عندما اجتمع الصحابة على مصحف واحد، تركوا ما سواه حفظاً لوحدة الأمة.
5- الأخذ بالراجح: يظهر من فعل عمر والصحابة تقديم المصلحة العامة ووحدة الأمة على بعض القراءات الخاصة ولو كانت صحيحة.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأدلة على أن جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه كان لحكمة عظيمة وهي حفظ الأمة من التفرق في القرآن.
- القراءات التي تركها الصحابة كانت مما نسخ تلاوته أو مما لم يثبت في المصحف الإمام.
- يشهد هذا الموقف لعدالة الصحابة وحكمتهم في التعامل مع النصوص الشرعية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٠٥) عن صدقة بن الفضل، أخبرنا يحيى، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 41 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخذته من في رسول الله فلا أتركه لشيء

  • 📜 حديث: أخذته من في رسول الله فلا أتركه لشيء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخذته من في رسول الله فلا أتركه لشيء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخذته من في رسول الله فلا أتركه لشيء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخذته من في رسول الله فلا أتركه لشيء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب