حديث: أربعة جمعوا القرآن في عهد النبي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من كتب الوحي في عهد رسول اللَّه ﷺ-

عن أنس بن مالك قال: مات النبي ﷺ ولم يجمع القرآن غيرُ أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه.

صحيح: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٠٤) عن معلى بن أسد، حدّثنا عبد اللَّه بن المثنى، قال: حدثني ثابت البناني وثمامة، عن أنس، فذكره.

عن أنس بن مالك قال: مات النبي ﷺ ولم يجمع القرآن غيرُ أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحديث رواه البخاري في صحيحه (كتاب فضائل القرآن، باب جمع القرآن) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "مات النبي ﷺ ولم يجمع القرآن غيرُ أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه".


1. شرح المفردات:


● "لم يجمع القرآن": أي لم يحفظه كاملًا عن ظهر قلب.
● "غير أربعة": استثناء، أي إلا أربعة أشخاص.
● "أبو الدرداء": هو عويمر بن زيد الأنصاري، من كبار الصحابة وقرائهم.
● "معاذ بن جبل": هو معاذ بن جبل الأنصاري، الملقب بـ"إمام العلماء"، وكان من أعلم الصحابة بالحلال والحرام.
● "زيد بن ثابت": هو زيد بن ثابت الأنصاري، كاتب الوحي، وهو الذي سيرأس لجنة جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
● "أبو زيد": هو قيس بن السكن أو سعد بن عبيد، من بني عدي النجار، خال أنس بن مالك، وكان من الأنصار.
● "ونحن ورثناه": أي ورثنا القرآن حفظًا وقراءة عن هؤلاء الأربعة وغيرهم من الصحابة.


2. شرح الحديث:


يشير هذا الحديث إلى أن عدد الحفاظ الكاملين للقرآن في عهد النبي ﷺ عند وفاته كان قليلًا جدًا، وهم أربعة فقط من الصحابة. وهذا لا يعني أن غيرهم لم يكن يحفظ شيئًا من القرآن، بل الكثيرون كانوا يحفظون أجزاءً كبيرة، لكن هؤلاء الأربعة كانوا ممن جمعوه كاملًا عن ظهر قلب.
والحديث يبرز فضل هؤلاء الأربعة في سبقهم إلى حفظ القرآن كاملًا في حياة النبي ﷺ. وقد ذكر أنس رضي الله عنه أنهم ورثوا القرآن عن هؤلاء الأربعة وغيرهم، مما يدل على أن حفظ القرآن انتشر بعد ذلك بين الصحابة والتابعين.


3. الدروس المستفادة منه:


● فضل هؤلاء الأربعة: فقد كانوا من السابقين إلى حفظ القرآن كاملًا، وهذا يدل على همتهم العالية في طلب العلم.
● قلة الحفاظ في البداية: كان عدد الحفاظ قليلًا في عهد النبي ﷺ، مما يدل على أن حفظ القرآن كان يحتاج إلى جهد كبير، ولكنه أصبح بعد ذلك منتشرًا بين المسلمين.
● أهمية حفظ القرآن: الحديث يحث على الاهتمام بحفظ القرآن الكريم والعناية به، كما فعل هؤلاء الصحابة الكرام.
● التوريث العلمي: قول أنس "ونحن ورثناه" يدل على أهمية نقل العلم وحفظه من جيل إلى جيل.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق: بعد وفاة النبي ﷺ، كلف أبو بكر الصديق زيد بن ثابت بجمع القرآن في مصحف واحد، خوفًا من ضياعه بموت الحفاظ.
● سبب قلة الحفاظ: ربما كان ذلك لأن الصحابة كانوا مشغولين بالجهاد والدعوة، كما أن القرآن كان ينزل متفرقًا، فاحتيج إلى وقت لجمعهِ كاملًا.
● المراد بالجمع: الجمع هنا يعني الحفظ الكامل، وليس الكتابة، لأن الكثير من الصحابة كانوا يكتبون القرآن، لكن الحفظ الكامل كان لعدد قليل.

أسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يرزقنا حفظه وتلاوته والعمل به. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٠٤) عن معلى بن أسد، حدّثنا عبد اللَّه بن المثنى، قال: حدثني ثابت البناني وثمامة، عن أنس، فذكره.
قول أنس: «لم يجمع القرآن غير أربعة» ثم زاد فيه أبا الدرداء فصاروا خمسا، وهو يقصد به أنه لم يجمع القرآن كاملا، أو أكثر القرآن غير هؤلاء، وإلا فعدد الذين كتبوا القرآن في أجزاء متفرقة كثيرون، ثم تفرّق هؤلاء في البلاد الإسلامية، فلا يمكن حصر الكُتّاب على الخمسة.
ذكر ابن حزم في جوامع السيرة (ص ٢٦ - ٢٧) من كُتّاب النبي ﷺ علي بن أبي طالب، وعثمان، وعمر، وأبو بكر، وخالد بن سعيد بن العاص، وأُبيّ بن كعب الأنصاري، وحنظلة بن الربيع الأسيدي، ويزيد بن أبي سفيان، وزيد بن ثابت الأنصاري من بني النجّار، ومعاوية بن أبي سفيان، وكان زيد بن ثابت من ألزم الناس لذلك، ثم تلاه معاوية بعد الفتح فكانا ملازمَين للكتابة بين يديه ﷺ في الوحي وغير ذلك، لا عمل لهما غير ذلك. انتهى.
وذكر بعض أهل السير والتاريخ أن كتّاب الوحي بلغ عددُهم أربعين كاتبا.
ولم يمت النبي ﷺ إلا وكان القرآن كلّه مكتوبا في الصحف والألواح والعسب (جريدة النخل) في بيت النبوة، لكن غير مجموع في صحيفة واحدة؛ لأن النبي ﷺ لم يمكث بعد رجوعه من حجة الوداع إلا أشهرا، فلم يتمكّن من جمعه في مصحف واحد، فجمعه أبو بكر في مصحف واحد كما سيأتي.
قال الخطابي وغيره: يحتمل أن يكون النبي ﷺ إنما لم يجمع القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم اللَّه الخلفاء الراشدين ذلك وفاء لوعده الصادق بضمان حفظه. فتح الباري (٩/ ١٢).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 37 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أربعة جمعوا القرآن في عهد النبي

  • 📜 حديث: أربعة جمعوا القرآن في عهد النبي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أربعة جمعوا القرآن في عهد النبي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أربعة جمعوا القرآن في عهد النبي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أربعة جمعوا القرآن في عهد النبي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب