اقرأ علي القرآن إني أشتهي أن أسمعه من غيري

حديث: اقرأ علي القرآن إني أشتهي أن أسمعه من غيري

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال لي رسول اللَّه ﷺ: «اقرأ عليَّ القرآن» قال: فقلت: أقرأ عليك وعليك أُنْزِلَ؟ قال: «إني أشتهي أن أسمعه من غيري»، فقرأت النساء حتى إذا بلغت: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ [النساء: ٤١] رفعت رأسي، أو غمزني رجل إلى جنجي فرفعت رأسي، فرأيت دموعه تسيل.

متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٥٥) ومسلم في صلاة المسافرين (٨٠٠: ٢٤٧) كلاهما من طريق سليمان الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أهلاً بك أيها السائل الكريم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث العظيم الذي ذكرته رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث التي تُظهر جانباً رفيعاً من أخلاق النبي ﷺ ومحبته للقرآن.

أولاً. شرح المفردات:

● «اقرأ عليَّ القرآن»: أي تلو عليَّ القرآن الكريم بصوت مسموع.
● «غمزني رجل إلى جنبي»: الغمز هو الإشارة بالإصبع أو العين، أي نبهني رجل بجانبي بإشارة خفية.
● «فرأيت دموعه تسيل»: أي رأيت دموعه ﷺ تتدفق على خديه الشريفين.

ثانياً. شرح الحديث:

يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ طلب منه أن يقرأ عليه القرآن، فتعجب ابن مسعود من هذا الطلب، لأنه يعلم أن القرآن نزل على رسول الله ﷺ، فكيف يقرؤه عليه؟ فأخبره النبي ﷺ أنه يحب أن يسمعه من غيره.
فبدأ ابن مسعود يقرأ سورة النساء، حتى وصل إلى الآية الكريمة: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41]. عندها رفع ابن مسعود رأسه - إما بمحض إرادته أو因為 إشارة من رجل بجانبه - فإذا به يرى دموع النبي ﷺ تتدفق على وجهه الشريف.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- محبة النبي ﷺ لسماع القرآن: طلب النبي ﷺ من ابن مسعود أن يقرأ عليه القرآن ليس لأنه لا يحسن القراءة، بل لأنه كان يحب أن يسمعه من غيره، مما يدل على شدة حبه للقرآن وتلذذه بسماعه.
2- تواضع النبي ﷺ: مع أنه رسول الله والمبلغ عن ربه، إلا أنه جلس متلقياً ومستمعاً لصحابيه، وهذا من كمال تواضعه ﷺ.
3- تأثر النبي ﷺ بالقرآن: بكاء النبي ﷺ عند سماع الآية يدل على شدة تأثره بكلام ربه، وهو الذي يعلم تفسيره ومعانيه أكثر من anyone else. وهذا يعلمنا كيف ينبغي أن يكون حالنا عند تلاوة القرآن أو سماعه.
4- عظمة الموقف في الآية: الآية التي قرأها ابن مسعود تتحدث عن يوم القيامة، حين يشهد النبي ﷺ على أمته. فتذكر النبي ﷺ عظمة ذلك الموقف وثقل المسؤولية، فبكى تخشعاً وخوفاً من الله تعالى.
5- استحباب الاستماع إلى القرآن من الغير: يستحب للمسلم أن يستمع إلى القرآن من قارئ حسن الصوت، لأن في ذلك تأثيراً في القلب وتدبراً للمعاني.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان من أحسن الصحابة صوتاً بالقرآن، حتى قال عنه النبي ﷺ: «من سره أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد» (أي ابن مسعود).
- هذا الحديث يدل على أن البكاء عند سماع القرآن أو تلاوته من صفات المؤمنين، كما قال تعالى: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: 109].
- يستفاد من الحديث أيضاً جواز القراءة على العالم والفاضل، وطلب القراءة منه، حتى لو كان المستمع أعلم من القارئ.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن الذين يتلونه حق تلاوته، ويتأثرون بآياته، ويعملون بأحكامه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٥٥) ومسلم في صلاة المسافرين (٨٠٠: ٢٤٧) كلاهما من طريق سليمان الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: فذكره.
وفي معناه عن عمرو بن حريث قال: قال النبي ﷺ لعبد اللَّه بن مسعود: «اقرأ» قال: أقرأ وعليك أنزل؟ قال: «إني أحب أن أسمعه من غيري» قال: فافتتح سورة النساء حتى بلغ: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ [النساء: ٤١] فاستعبر رسول اللَّه ﷺ، وكَفَّ عبد اللَّه، فقال له رسول اللَّه ﷺ: «تكلَّمْ» فحمد اللَّه في أول كلامه، وأثنى على اللَّه، وصلى على النبي ﷺ، وشهد شهادة الحق، وقال: رضينا باللَّه ربا، وبالإسلام دينا، ورضيت لكم ما رضي اللَّه ورسوله، فقال رسول اللَّه ﷺ: «رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد».
رواه الحاكم (٣/ ٣١٩) عن أبي الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل، ثنا محمد بن عبد الوهاب العبدي، أنا جعفر بن عون، أنا المسعودي، عن جعفر بن عمرو بن حريث، أبيه، قال: فذكره.
وجعفر بن عمرو بن حريث مجهول، لم يوثقه غير ابن حبان، ذكره في ثقاته، ولم أجد له متابعا، وقد زاد في آخر الحديث: «رضينا باللَّه ربا. . .».
ويحصل البكاء عند التأمل ما يقرأ من التهديد والوعيد الشديد وتفكيره في التقصير، وأن القرآن يخاطبه قبل غيره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 64 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اقرأ علي القرآن إني أشتهي أن أسمعه من غيري

📜 حديث: اقرأ علي القرآن إني أشتهي أن أسمعه من غيري

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اقرأ علي القرآن إني أشتهي أن أسمعه من غيري

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اقرأ علي القرآن إني أشتهي أن أسمعه من غيري

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اقرأ علي القرآن إني أشتهي أن أسمعه من غيري

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية