ليس منا من لم يتغن بالقرآن

حديث: ليس منا من لم يتغن بالقرآن

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن».

صحيح: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٥٢٧) عن إسحاق، حدّثنا أبو عاصم، أخبرنا ابن جريج، أخبرنا ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه البخاري في صحيحه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن»، من الأحاديث العظيمة التي تحث على تجويد القرآن وتحسين الصوت به.

أولاً. شرح المفردات:

● "ليس منا": أي ليس على هدينا وطريقتنا، وهي صيغة تفيد الذم والتحذير من ترك هذا الأمر، ولا تعني الخروج من الملة.
● "يتغنَّ": من التغني، وهو تحسين الصوت بالقراءة والترنم بها، والمراد هنا تحسين الصوت بالقرآن وتجويده من غير تكلف ولا ميل عن حدود الشرع.

ثانياً. شرح الحديث:

معنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يحث أمته على تحسين أصواتهم بقراءة القرآن، والترنم به بطريقة حسنة تليق بجلالة كلام الله تعالى، مما يجعل القلوب تخشع والنفوس تطمئن. وهذا لا يعني الغناء بالمعنى الفني، بل القراءة بصوت حسن مرتل مجود، مع مراعاة أحكام التلاوة.
وقد جاء في رواية أخرى: «زينوا القرآن بأصواتكم» (رواه أبو داود والنسائي)، مما يؤكد معنى تحسين الصوت بالقراءة.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- فضل تحسين الصوت بالقرآن: فهو من الأمور المحبوبة شرعاً، التي تدل على تعظيم كلام الله وتكريمه.
2- تشجيع الخشوع والتدبر: فإن الصوت الحسن يزيد في الخشوع والتدبر لمعاني القرآن.
3- التحذير من إهمال تجويد القرآن: فإن من لم يحسن صوته بالقرآن فقد فوَّت على نفسه أجراً عظيماً، وخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
4- الوسطية في التغني: فلا يكون بالتطريب المفرط الذي يشبه الغناء، ولا بالتمطيط المخل بالمعنى، بل بالتحسين المعتدل الذي يوافق قواعد التجويد.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث لا يدل على وجوب تحسين الصوت، بل على استحبابه، ومن لم يحسن صوته فليس بآثم، لكنه فاته فضل عظيم.
- يستحب للقارئ أن يتحرى الصوت الحسن ما لم يخرج عن حدود الشرع، كأن يقرأ بألحان الغناء أو يطيل تمطيطاً يخل بالمعنى.
- العلماء متفقون على استحباب تحسين الصوت بالقرآن، كما قال أهل العلم: "وهو مستحب لا يجب، فإن لم يحسن صوته لم يأثم، لكنه يحرم إذا قصد به التلحين المشابه لألحان أهل الفسق".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التوحيد (٧٥٢٧) عن إسحاق، حدّثنا أبو عاصم، أخبرنا ابن جريج، أخبرنا ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.
قوله: «يتغنّ بالقرآن» يعنى تحسين الصوت به وتزيينه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 61 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ليس منا من لم يتغن بالقرآن

📜 حديث: ليس منا من لم يتغن بالقرآن

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ليس منا من لم يتغن بالقرآن

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ليس منا من لم يتغن بالقرآن

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ليس منا من لم يتغن بالقرآن

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية