حديث: خروج المسلمين إلى تبوك في قيظ شديد
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١١٧) وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١١٨)﴾
ستنقطع، حتى أن الرجل لينحر بعيره، فيعصر فرثه، فيشربه، ويجعل ما بقي على كبده، فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله! قد عودك الله في الدعاء خيرًا، فادع لنا، فقال: «أتحب ذلك؟» قال: نعم، فرفع يديه ﷺ، فلم يرجعهما، حتى أظلت سحابة، فسكبت، فملؤوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر، فلم نجدها جاوزت العسكر.
صحيح: رواه ابن حبان (١٣٨٣)، والبزار - كشف الأستار (١٨٤١)، والحاكم (١/ ١٥٩)، والبيهقي في الدلائل (٥/ ٢٣١) كلهم من حديث ابن وهب، قال: أخبرنا عمرو بن الحارث، عن سعد بن أبي هلال، عن عتبة بن أبي عتبة، عن نافع بن جبير، عن عبد الله بن عباس فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
1. شرح المفردات:
● العسرة: الشدة والضيق، والمقصود هنا غزوة تبوك التي سميت بـ"غزوة العسرة" لما واجهه المسلمون فيها من مشقة.
● القيظ: شدة الحر.
● فرثه: ما في بطن البعير من الطعام غير المهضوم.
● كبده: الكبد، وهو عضو في البطن.
● أظلت: غطت وظهرت فوقهم.
● سكبت: أمطرت بكثافة.
2. شرح الحديث:
يحكي لنا سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه طرفًا من شدة المسلمين في غزوة تبوك، والتي كانت في حر شديد، فنزلوا منزلاً لم يجدوا فيه ماء، حتى بلغ بهم العطش مبلغًا عظيمًا، فكان الرجل يذهب يبحث عن الماء فلا يعود، فيظن أصحابه أنه هلك من العطش، حتى إنهم اضطروا إلى نحر الإبل ليشربوا ما في بطونها من ماء غير نقي (الفرث) ويضعوا الباقي على كبد البعير ليرطبوه قليلاً.
وهنا تظهر حكمة وحسن تصرف سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حيث ذكّر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله قد عوّده أن يستجيب دعاءه، فطلب منه أن يدعو لهم.
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال: «أتحب ذلك؟» وهو سؤال تفاعلي يزيد من شوق الصحابة ويربي فيهم أهمية الدعاء، فلما أجاب أبو بكر بالإيجاب، رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء ودعا، ولم ينزلهما حتى استجاب الله تعالى له، فأرسل سحابة أمطرت عليهم حتى شربوا وملأوا أوعيتهم، والعجيب أن المطر كان محددًا بمكانهم فقط ولم يتجاوز معسكرهم.
3. الدروس المستفادة:
● الصبر على الشدائد: تحمل الصحابة رضي الله عنهم الشدة والجوع والعطش في سبيل الله.
● التوجه إلى الله بالدعاء: الدعاء هو سلاح المؤمن، خاصة في أوقات الشدة.
● مكانة أبي بكر الصديق: حكمته وتذكيره النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء.
● إكرام الله لنبيه: استجابة الله لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بشكل معجز.
● التواضع والنبي صلى الله عليه وسلم: بسؤاله «أتحب ذلك؟» يعلمنا كيف نربي أصحابنا ونشوقهم إلى الخير.
4. معلومات إضافية:
- غزوة تبوك كانت في السنة التاسعة للهجرة، وسميت بغزوة العسرة لشدة ما واجه المسلمون فيها.
- هذا الحديث من أعلام نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث استجابة الدعاء بهذه الصورة المعجزة.
- فيه بيان فضل عمر وأبي بكر وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم جميعًا.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
تنبيه: سقط من إسناد ابن حبان «عتبة بن أبي عتبة».
وقوله: ﴿ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ﴾ كرر ذكر التوبة بعد أن ذكر في أول الآية: ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ﴾ فذكر التوبة في أول الآية للنبي ﷺ لجميع أصحابه الذين خرجوا في غزوة العسرة، وذكر التوبة الثانية للذين أرادوا التخلف والانصراف لشدة الساعة ثم مضوا ولم يتخلفوا.
وقوله: ﴿إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ ختم الله بهذه البشرى للجميع الذين خرجوا في غزوة العسرة بأنه سبحانه وتعالى قبل توبتهم، ومن تاب الله عليه لم يعذبه أبدا.
وقوله: ﴿وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا﴾ هم كعب بن مالك، ومرارة بن ربيع العمري، وهلال بن أمية الواقفي،
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 669 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 644 الذين يلمزون المطوعين في الصدقات
- 645 عبد الرحمن بن عوف جاء بأربعين أوقية من ذهب
- 646 عمر يأخذ بثوب النبي عند الصلاة على عبد الله بن...
- 647 إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين...
- 648 طلب ثوب من ثياب النبي للكفن والصلاة على المنافق
- 649 نار بني آدم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم
- 650 إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة
- 651 أعظم نعمة أن لا أكون كذبت رسول الله ﷺ
- 652 خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم
- 653 تخلف عشرة رهط عن النبي في غزوة تبوك
- 654 تخلف ستة عن رسول الله في تبوك
- 655 اللهم صل على آل أبي أوفى
- 656 إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار
- 657 يتلقى الرحمن الصدقة بيده ويربيها
- 658 عن أناس من الأنصار بنوا مسجدًا ضرارًا وأبو عامر يذهب...
- 659 مسجد أسس على التقوى هو مسجد المدينة.
- 660 مسجد أسس على التقوى هو مسجد الرسول
- 661 نزلت في أهل قباء: كانوا يستنجون بالماء
- 662 ائذن لي بالسياحة، قال: إن سياحة أمتي الجهاد
- 663 يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك...
- 664 قال لأبي طالب: قل لا إله إلا الله أشهد لك...
- 665 استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي
- 666 استغفار الأحياء للأموات حتى نزلت الآية
- 667 عن رجل يستغفر لأبويه وهما مشركان
- 668 يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة...
- 669 خروج المسلمين إلى تبوك في قيظ شديد
- 670 تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك
- 671 الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة
- 672 لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم
- 673 عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير
- 674 ما قل وكفى خير مما كثر وألهى
- 675 العين نائمة والقلب يقظان
- 676 إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله تريدون شيئا أزيدكم
- 677 يا عبادي لكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم
- 678 إذا آتاك الله مالا فلير عليك
- 679 المتحابون في الله على غير أرحام ولا أموال يتعاطونها بينهم
- 680 قوم تحابوا بروح الله على غير أموال ولا أنساب
- 681 قوم من أقناء الناس تصادقوا في الله وتحابوا فيه
- 682 كيفية صلاة النبي ﷺ التي صلى لنا بالمدينة
- 683 أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه
- 684 الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له
- 685 لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا: وما المبشرات؟ الرؤيا...
- 686 قبول التوبة قبل الغرغرة
- 687 جبريل يدس في فم فرعون الطين مخافة أن يقول لا...
- 688 يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء
- 689 أنفق أنفق عليك، يد الله ملأى لا تغيضها نفقة
- 690 كان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء
- 691 كتب الله مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف...
- 692 حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه
- 693 أمر المؤمن كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن
معلومات عن حديث: خروج المسلمين إلى تبوك في قيظ شديد
📜 حديث: خروج المسلمين إلى تبوك في قيظ شديد
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: خروج المسلمين إلى تبوك في قيظ شديد
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: خروج المسلمين إلى تبوك في قيظ شديد
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: خروج المسلمين إلى تبوك في قيظ شديد
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








