حديث: يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (١١٤)﴾
صحيح: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٥٠) عن إسماعيل بن عبد الله قال: أخبرني أخي عبد الحميد، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، يروي لنا مشهداً من مشاهد يوم القيامة، فيه موعظة وعبرة عظيمة. وقد أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3350) والإمام مسلم (رقم 237).
أولاً. شرح المفردات:
● قترة وغبرة: القترة: السواد والظلمة على الوجه. والغبرة: الغبار والتراب. وهما علامة على الشقاء والخيبة.
● لا تعصني: أي لا تخالفني فيما أدعوك إليه من توحيد الله وترك عبادة الأصنام.
● أبي الأبعد: أي أبي الذي هو أبعد الناس عن الإجابة، أو الأبعد عن النجاة.
● ذبخ: هو الذكر من الضباع، وقيل: هو دويبة تشبه الضبع تكون في البرية، خبيثة المنظر والريح.
● ملتطخ: متسخ، قد لصق به وسخ ودرن.
ثانياً. شرح الحديث:
يصور لنا النبي صلى الله عليه وسلم هذا المشهد المهيب يوم القيامة، حيث يلتقي النبي إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام بأبيه "آزر" الذي مات على الكفر وعبادة الأصنام.
● "يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة": هذا الوصف (القترة والغبرة) هو من علامات أهل النار والشقاء، كما قال تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ . تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ . أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} [عبس: 40-42].
● "فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تعصني": هذا توبيخ وعتاب من الابن البار لأبيه على مخالفته إياه في الدنيا، وعدم استجابته لدعوته إلى التوحيد. وقد كان إبراهيم عليه السلام حريصاً على هداية أبيه، كما حكى الله عنه في القرآن: {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا} [مريم: 43].
● "فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك": يعترف الأب بخطئه وندمه، ولكن بعد فوات الأوان، حين لا تنفع الندامة.
● "فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون": يستغيث إبراهيم عليه السلام بربه، مستنداً إلى الوعد الإلهي بعدم إخزائه، كما في قوله تعالى على لسان إبراهيم: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ . رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 35-36]. وكان يسأل الله أن يجنبه الخزي يوم القيامة.
● "فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟": أي أي خزي أعظم من أن يرى الإنسان أباه وهو من أبعد الناس عن رحمة الله، ومصيره إلى النار.
● "فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين": هنا يجيبه الرب عز وجل بحكمته وعدله، بأن هذا مصير كل كافر، فقد حرم الله الجنة على من مات على الكفر، ولا استثناء في هذا القانون الإلهي، ولو كان أباً لأحد الأنبياء.
● "ثم يقال: يا إبراهيم ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذبخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار": هنا تظهر الرحمة الإلهية بإبراهيم عليه السلام، حيث صرف نظره عن منظر أبيه التعيس، ووجهه إلى منظر آخر أقبح وأفظع (الذبخ الملتطخ)، ثم يُلقى به في النار. وهذا من رحمة الله بإبراهيم، حيث خفف عليه رؤية عذاب أبيه الحقيقي، وأراه مشهداً آخر ليكتمل العبر والموعظة.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- العدل الإلهي المطلق: فالله تعالى لا يظلم أحداً، ولا يشفع أحد عند الله إلا بإذنه، ولو كان الابن نبياً مرسلاً. فالكفر يقطع كل صلة، ويحرم صاحبه من رحمة الله.
2- حرمة الشرك والكفر: الحديث يظهر بشاعة الكفر وعاقبته الوخيمة، حتى لو كان صاحبه من أقرباء الأنبياء.
3- حرص الأنبياء على هداية أقوامهم: فقد بذل إبراهيم عليه السلام جهده في دعوة أبيه، ولكن الهداية بيد الله تعالى.
4- اليوم يوم العمل لا يوم الجزاء: فاليوم الذي ينفع فيه الندم هو يوم الدنيا، أما يوم القيامة فاليوم الذي يُجزى كل إنسان بما كسب.
5- رحمة الله بأنبيائه: حيث صرف الله نظر إبراهيم عن رؤية عذاب أبيه الحقيقي إلى منظر آخر.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث من الأحاديث التي تثبت "الشفاعة"، ولكنها تبيّن أن الشفاعة لا تكون للكافرين.
- فيه إثبات "رؤية الأنبياء لآبائهم الكفار" في يوم القيامة، وأنهم يعرفونهم.
- قصة إبراهيم مع أبيه
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 668 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 643 علامات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا...
- 644 الذين يلمزون المطوعين في الصدقات
- 645 عبد الرحمن بن عوف جاء بأربعين أوقية من ذهب
- 646 عمر يأخذ بثوب النبي عند الصلاة على عبد الله بن...
- 647 إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين...
- 648 طلب ثوب من ثياب النبي للكفن والصلاة على المنافق
- 649 نار بني آدم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم
- 650 إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة
- 651 أعظم نعمة أن لا أكون كذبت رسول الله ﷺ
- 652 خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم
- 653 تخلف عشرة رهط عن النبي في غزوة تبوك
- 654 تخلف ستة عن رسول الله في تبوك
- 655 اللهم صل على آل أبي أوفى
- 656 إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار
- 657 يتلقى الرحمن الصدقة بيده ويربيها
- 658 عن أناس من الأنصار بنوا مسجدًا ضرارًا وأبو عامر يذهب...
- 659 مسجد أسس على التقوى هو مسجد المدينة.
- 660 مسجد أسس على التقوى هو مسجد الرسول
- 661 نزلت في أهل قباء: كانوا يستنجون بالماء
- 662 ائذن لي بالسياحة، قال: إن سياحة أمتي الجهاد
- 663 يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك...
- 664 قال لأبي طالب: قل لا إله إلا الله أشهد لك...
- 665 استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي
- 666 استغفار الأحياء للأموات حتى نزلت الآية
- 667 عن رجل يستغفر لأبويه وهما مشركان
- 668 يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة...
- 669 خروج المسلمين إلى تبوك في قيظ شديد
- 670 تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك
- 671 الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة
- 672 لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم
- 673 عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير
- 674 ما قل وكفى خير مما كثر وألهى
- 675 العين نائمة والقلب يقظان
- 676 إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله تريدون شيئا أزيدكم
- 677 يا عبادي لكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم
- 678 إذا آتاك الله مالا فلير عليك
- 679 المتحابون في الله على غير أرحام ولا أموال يتعاطونها بينهم
- 680 قوم تحابوا بروح الله على غير أموال ولا أنساب
- 681 قوم من أقناء الناس تصادقوا في الله وتحابوا فيه
- 682 كيفية صلاة النبي ﷺ التي صلى لنا بالمدينة
- 683 أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه
- 684 الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له
- 685 لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا: وما المبشرات؟ الرؤيا...
- 686 قبول التوبة قبل الغرغرة
- 687 جبريل يدس في فم فرعون الطين مخافة أن يقول لا...
- 688 يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء
- 689 أنفق أنفق عليك، يد الله ملأى لا تغيضها نفقة
- 690 كان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء
- 691 كتب الله مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف...
- 692 حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه
معلومات عن حديث: يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة
📜 حديث: يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








