حديث: يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (١١٤)﴾

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تعصني فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك. فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين. ثم يقال: يا إبراهيم ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذبخٍ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار».

صحيح: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٥٠) عن إسماعيل بن عبد الله قال: أخبرني أخي عبد الحميد، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تعصني فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك. فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين. ثم يقال: يا إبراهيم ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذبخٍ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، يروي لنا مشهداً من مشاهد يوم القيامة، فيه موعظة وعبرة عظيمة. وقد أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3350) والإمام مسلم (رقم 237).

أولاً. شرح المفردات:


● قترة وغبرة: القترة: السواد والظلمة على الوجه. والغبرة: الغبار والتراب. وهما علامة على الشقاء والخيبة.
● لا تعصني: أي لا تخالفني فيما أدعوك إليه من توحيد الله وترك عبادة الأصنام.
● أبي الأبعد: أي أبي الذي هو أبعد الناس عن الإجابة، أو الأبعد عن النجاة.
● ذبخ: هو الذكر من الضباع، وقيل: هو دويبة تشبه الضبع تكون في البرية، خبيثة المنظر والريح.
● ملتطخ: متسخ، قد لصق به وسخ ودرن.

ثانياً. شرح الحديث:


يصور لنا النبي صلى الله عليه وسلم هذا المشهد المهيب يوم القيامة، حيث يلتقي النبي إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام بأبيه "آزر" الذي مات على الكفر وعبادة الأصنام.
● "يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة": هذا الوصف (القترة والغبرة) هو من علامات أهل النار والشقاء، كما قال تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ . تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ . أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} [عبس: 40-42].
● "فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تعصني": هذا توبيخ وعتاب من الابن البار لأبيه على مخالفته إياه في الدنيا، وعدم استجابته لدعوته إلى التوحيد. وقد كان إبراهيم عليه السلام حريصاً على هداية أبيه، كما حكى الله عنه في القرآن: {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا} [مريم: 43].
● "فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك": يعترف الأب بخطئه وندمه، ولكن بعد فوات الأوان، حين لا تنفع الندامة.
● "فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون": يستغيث إبراهيم عليه السلام بربه، مستنداً إلى الوعد الإلهي بعدم إخزائه، كما في قوله تعالى على لسان إبراهيم: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ . رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 35-36]. وكان يسأل الله أن يجنبه الخزي يوم القيامة.
● "فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟": أي أي خزي أعظم من أن يرى الإنسان أباه وهو من أبعد الناس عن رحمة الله، ومصيره إلى النار.
● "فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين": هنا يجيبه الرب عز وجل بحكمته وعدله، بأن هذا مصير كل كافر، فقد حرم الله الجنة على من مات على الكفر، ولا استثناء في هذا القانون الإلهي، ولو كان أباً لأحد الأنبياء.
● "ثم يقال: يا إبراهيم ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذبخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار": هنا تظهر الرحمة الإلهية بإبراهيم عليه السلام، حيث صرف نظره عن منظر أبيه التعيس، ووجهه إلى منظر آخر أقبح وأفظع (الذبخ الملتطخ)، ثم يُلقى به في النار. وهذا من رحمة الله بإبراهيم، حيث خفف عليه رؤية عذاب أبيه الحقيقي، وأراه مشهداً آخر ليكتمل العبر والموعظة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- العدل الإلهي المطلق: فالله تعالى لا يظلم أحداً، ولا يشفع أحد عند الله إلا بإذنه، ولو كان الابن نبياً مرسلاً. فالكفر يقطع كل صلة، ويحرم صاحبه من رحمة الله.
2- حرمة الشرك والكفر: الحديث يظهر بشاعة الكفر وعاقبته الوخيمة، حتى لو كان صاحبه من أقرباء الأنبياء.
3- حرص الأنبياء على هداية أقوامهم: فقد بذل إبراهيم عليه السلام جهده في دعوة أبيه، ولكن الهداية بيد الله تعالى.
4- اليوم يوم العمل لا يوم الجزاء: فاليوم الذي ينفع فيه الندم هو يوم الدنيا، أما يوم القيامة فاليوم الذي يُجزى كل إنسان بما كسب.
5- رحمة الله بأنبيائه: حيث صرف الله نظر إبراهيم عن رؤية عذاب أبيه الحقيقي إلى منظر آخر.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تثبت "الشفاعة"، ولكنها تبيّن أن الشفاعة لا تكون للكافرين.
- فيه إثبات "رؤية الأنبياء لآبائهم الكفار" في يوم القيامة، وأنهم يعرفونهم.
- قصة إبراهيم مع أبيه
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٥٠) عن إسماعيل بن عبد الله قال: أخبرني أخي عبد الحميد، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 668 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة

  • 📜 حديث: يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب