أنفق أنفق عليك، يد الله ملأى لا تغيضها نفقة

حديث: أنفق أنفق عليك، يد الله ملأى لا تغيضها نفقة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (٧)﴾

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك. وقال: يد الله ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار. وقال: أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض، فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٦٨٤)، ومسلم في الزكاة (٩٩٣) كلاهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «قال الله ﷿: أنفق أنفق عليك. وقال: يد الله ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار. وقال: أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض، فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيسرني أن أقدم شرحًا لهذا الحديث القدسي العظيم، الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى.

أولاً. شرح المفردات:

● أَنفِقْ أُنفِقْ عَلَيْكَ: الأمر بالإنفاق في سبيل الله، والوعد بالإعاضة عليه.
● يَدُ اللَّهِ مَلأَى: كناية عن سعة عطائه تعالى وكرمه، ويده سبحانه ليست كأيدي المخلوقين.
● لا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ: لا تنقصها النفقة وكثرة العطاء.
● سَحَّاءُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ: دائمة العطاء ليلاً ونهارًا بلا انقطاع.
● لم يَغِضْ مَا في يَدِهِ: لم ينقص ما عنده سبحانه رغم ما أنفق.
● عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ: إشارة إلى بدء الخلق وعظم ملك الله.
● بِيَدِهِ الْمِيزَانُ: إشارة إلى عدله تعالى في تقدير الأرزاق والأقدار.

ثانيًا. شرح الحديث:

هذا حديث قدسي عظيم، يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى، ويحتوي على عدة معاني جليلة:
1- الوعد الرباني بالعوض على الإنفاق:
يقول الله تعالى: {أَنفِقْ} أي أنفق من مالك في وجوه الخير خالصًا لوجهي، {أُنفِقْ عَلَيْكَ} أي أعوضك خيرًا منها في الدنيا والآخرة. وهذا وعد صادق من الله الكريم، فمن أنفق في سبيله عوَّضه بأفضل مما أنفق.
2- سعة عطاء الله تعالى:
{يَدُ اللَّهِ مَلأَى} أي ممتلئة بالخير والبركات لا تنفد، {لا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ} أي لا ينقص عطاؤه وكرمه مهما أنفق، {سَحَّاءُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} أي دائمة العطاء والسخاء في كل وقت.
3- الدليل على سعة كرم الله:
يقول تعالى: {أَرَأَيْتُمْ مَا أَنفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ} أي تأملوا في مقدار ما أنفق على خلقه منذ بدء الخليقة، {فإنه لم يغض ما في يده} أي لم ينقص ذلك من ملكه شيء، بل بقي عطاؤه وكرمه كما هو.
4- عظمة الله في ملكه:
{وكان عرشه على الماء} إشارة إلى عظمة ملك الله وسلطانه، وأنه سبحانه هو الخالق المدبر، {وبيده الميزان} أي أنه تعالى يقدّر الأرزاق والأعمار والحظوظ بالعدل والحكمة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- الحث على الإنفاق في سبيل الله:
فالإنفاق من أعظم القربات، والله يعد عليه بالخير الوفير في الدنيا والآخرة.
2- الثقة بكرم الله وعطائه:
فلا يخشى المسلم من الفقر إذا أنفق، فالله هو الرزاق الكريم.
3- التعرف على عظمة الله وكرمه:
فالله سبحانه لا ينفد عطاؤه، ولا يزيده كثرة العطاء إلا جودًا وكرمًا.
4- اليقين بعدل الله تعالى:
فكما أن عطاءه واسع، فهو أيضًا يحاسب بالعدل ويوزع الأرزاق بحكمته.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من الأحاديث القدسية التي يرويها النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى.
- فيه رد على من يخشى الفقر من الإنفاق، فالله هو الغني الحميد.
- ينبغي للمسلم أن يستحضر هذا الوعد الإلهي عند إنفاقه، فينفق بنية خالصة وقلب مطمئن.
أسأل الله أن يجعلنا من المنفقين في سبيله، الواثقين بكرمه وعطائه، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٦٨٤)، ومسلم في الزكاة (٩٩٣) كلاهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ للبخاري.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 689 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنفق أنفق عليك، يد الله ملأى لا تغيضها نفقة

📜 حديث: أنفق أنفق عليك، يد الله ملأى لا تغيضها نفقة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أنفق أنفق عليك، يد الله ملأى لا تغيضها نفقة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أنفق أنفق عليك، يد الله ملأى لا تغيضها نفقة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أنفق أنفق عليك، يد الله ملأى لا تغيضها نفقة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية