حديث: يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (١١٤)﴾

عن المسيب بن حزن قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله ﷺ، فوجد عنده أبا جهل، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال رسول الله ﷺ: «يا عم! قل: لا إله إلا الله. كلمة أشهد لك بها عند الله» فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب! أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله ﷺ يعرضها عليه، ويعيد له تلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب. وأبى أن يقول: لا إله إلا الله. فقال رسول الله ﷺ: «أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك» فأنزل الله عز وجل: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾
وأنزل الله تعالى في أبي طالب، فقال لرسول الله ﷺ: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [سورة القصص: ٥٦].

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٦٧٥)، ومسلم في الإيمان (٢٤) كلاهما من طريق ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، عن أبيه فذكره.

عن المسيب بن حزن قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله ﷺ، فوجد عنده أبا جهل، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال رسول الله ﷺ: «يا عم! قل: لا إله إلا الله. كلمة أشهد لك بها عند الله» فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب! أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله ﷺ يعرضها عليه، ويعيد له تلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب. وأبى أن يقول: لا إله إلا الله. فقال رسول الله ﷺ: «أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك» فأنزل الله ﷿: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾
وأنزل الله تعالى في أبي طالب، فقال لرسول الله ﷺ: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [سورة القصص: ٥٦].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن المسيب بن حزن يروي لنا قصة مؤثرة وحزينة في حياة النبي ﷺ، وهي لحظة وفاة عمه أبي طالب، الذي كان بمثابة الأب والناصر له بعد وفاة جده عبد المطلب.

شرح المفردات:


● حضرت الوفاة: أي قرب أجله ونزل به الموت.
● أترغب عن ملة عبد المطلب: أي أتترك دين آبائك وأجدادك من عبادة الأوثان؟
● آخر ما كلمهم: آخر ما نطق به قبل موته.
● لأستغفرن لك: لأدعون الله أن يغفر لك.
● أنزل الله: أي أوحى الله بهذه الآيات في شأن هذه الواقعة.

شرح الحديث:


يحكي الحديث أن النبي ﷺ لما علم أن عمه أبا طالب في لحظاته الأخيرة، أسرع إليه يرجوه أن ينطق بكلمة التوحيد "لا إله إلا الله" ليكون خاتمة حياته، وليشهد له بها عند الله يوم القيامة. ولكن أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية -وهما من أشد أعداء الإسلام- كانا حاضرين، فأثّرا على أبي طالب بقولهما: "أترغب عن ملة عبد المطلب؟" أي أتترك دين أسلافك؟ فضعف أبو طالب في تلك اللحظات الحرجة، ورفض أن ينطق بالشهادة، ومات على دين قومه.
فجزع النبي ﷺ وأحزنه ذلك حزناً شديداً، لأنه كان يتمنى له الهداية، وكان يحبه حباً شديداً لما قدمه له من نصرة وحماية في بداية الدعوة. فوعده بأنه سيستغفر له ما لم ينهه الله عن ذلك. فنزلت الآية الكريمة: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ [سورة التوبة: 113]. فنهى الله نبيه والمؤمنين عن الاستغفار للمشركين بعد أن تبين أن مصيرهم النار لتمسكهم بالشرك.
ونزلت فيه أيضاً الآية: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [سورة القصص: 56]. لتوضح أن الهداية بيد الله وحده، وليس بمقدور أحد حتى النبي ﷺ أن يهدي من أحب، إنما هو البلاغ والبيان، والله يهدي من يشاء.

الدروس المستفادة:


1- بيان خطر الشرك: فلو كان أبو طالب من أحب الناس إلى رسول الله وأعظمهم نصراً له، إلا أن ذلك لم ينفعه لأنه مات على الشرك. وهذا دليل على أن أعمال الخير الدنيوية لا تنفع بدون الإيمان بالله وحده.
2- الحب في الله والبغض في الله: يجب أن يكون حبنا وبغضنا لله، فلا يحملنا حب الأقارب على مخالفة شرع الله، كما نهى الله نبيه عن الاستغفار لعمه مع شدة حبه له.
3- الهداية بيد الله: تذكير للمسلمين بأن دورهم هو البلاغ والدعوة، وأما الهداية فهي من الله تعالى، فلا ييأس الداعية، ولا يعجب بنفسه إذا اهتدى على يديه أحد.
4- استغلال لحظات الضعف: كما فعل أبو جهل في التأثير على أبي طالب في ساعة الضعف، ينبغي للمسلم أن يكون حذراً من تأثير الشيطان وأعوانه في أوقات الشدة والمرض.
5- وجوب المبادرة إلى التوبة: فالموت قد يأتي بغتة، وقد لا يتمكن الإنسان من النطق بالشهادة إذا لم يبادر في صحته.

معلومات إضافية:


- أبو طالب هو عبد مناف بن عبد المطلب، عم النبي ﷺ وكافله بعد وفاة جده.
- كان أبو طالب يحب النبي ويحميه، ولكنه لم يدخل في الإسلام، وذكر بعض المؤرخين أن ذلك خوفاً من أن تعيره قريش بترك دين آبائه.
- هذه القصة من أشد ما حزن عليه النبي ﷺ، كما في رواية مسلم: "أهون أهل النار عذاباً أبو طالب، وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه".
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على التوحيد، وأن يتوفانا على كلمة لا إله إلا الله، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٦٧٥)، ومسلم في الإيمان (٢٤) كلاهما من طريق ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، عن أبيه فذكره. واللفظ لمسلم ولفظ البخاري مختصر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 663 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله

  • 📜 حديث: يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب