حديث: إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (٩٢)﴾
منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله! كأن هذه موعظة مودع، فما تعهد إلينا؟ فقال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم، فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة».
حسن: رواه أبو داود (٤٦٠٧)، وأحمد (١٧١٤٥)، وصحّحه ابن حبان (٥)، والحاكم (١/ ٩٧) كلهم من حديث الوليد بن مسلم، حدثنا ثور بن يزيد، حدثني خالد بن معدان، حدثني عمرو بن عبد الرحمن السلمي، وحجر بن حجر الكلاعي، قالا: فذكراه.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع العظيم:
أولاً. ترجمة موجزة للراوي:
العِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ السُّلَمِيُّ رضي الله عنه، صحابي جليل، شهد غزوة بدر وغيرها، وهو ممن نزل فيهم قوله تعالى: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} [التوبة: 92]. وكان من فقراء الصحابة الذين حُرموا الغزو لعدم وجود مركوب لهم.
ثانياً. شرح مفردات الحديث:
● وعظنا موعظة بليغة: خَطَبَنا وأرشدنا كلاماً مؤثراً شديد الوُقُوع في النفوس.
● ذرفت منها العيون: سالت منها الدموع.
● ووجلت منها القلوب: خافت وارتاعت.
● موعظة مودع: كلام من يوصي عند فراقه أو قرب وفاته.
● فما تعهد إلينا؟: فماذا توصينا به وتأمرنا أن نتمسك به؟
● عبداً حبشياً: أي عبداً أسود من الحبشة، والمعنى: أطيعوا ولي الأمر حتى لو كان من أضعف الناس وأحقرهم في نظركم.
● اختلافاً كثيراً: كثرة الفتن والفرق والآراء المخالفة للهدي النبوي.
● الخلفاء الراشدين المهديين: هم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم.
● عضوا عليها بالنواجذ: تمسكوا بها بشدة، والنواجذ هي الأسنان الأقصى في الفم، والمراد الإِلْحَاح في التمسك.
● محدثات الأمور: الأمور المُستحدثة في الدين التي لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
● كل محدثة بدعة: كل أمر مستحدث في الدين فهو بدعة.
● كل بدعة ضلالة: كل بدعة في الدين فهي ضلالة وخروج عن الصراط المستقيم.
ثالثاً. شرح الحديث:
يصف الصحابي الجليل العرباض بن سارية رضي الله عنه موقفاً مؤثراً مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح، حيث وجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه موعظة شديدة التأثير، جعلت العيون تدمع والقلوب تخاف من الله تعالى. فأحس الصحابة أن هذه الموعظة تحمل نبرة الوداع، فسألوه عن الوصية الجامعة التي يعتصمون بها من بعده.
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الوصية الثمينة التي جمعت أصول الدين وقواعد السلامة من الفتن، وهي:
1- تقوى الله: وهي وصية الله للأولين والآخرين، وهي أساس كل خير، بأن يجعل العبد بينه وبين عذاب الله وقاية بعمل الطاعات واجتناب المعاصي.
2- السمع والطاعة لولاة الأمر: حتى لو كان الحاكم عبداً حبشياً، أي حتى لو كان من أضعف الناس وأقلهم شأناً في نظركم، ما دام قد ولِيَ الأمر بشروطه الشرعية. وذلك لحفظ جماعة المسلمين ومنع الفوضى والفرقة.
3- التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين: فهي طريق النجاة، خاصة عند حصول الاختلاف والفرقة. وسنة الخلفاء الراشدين داخلة في السنة النبوية؛ لأنهم لا يسنون إلا ما وافق هديه صلى الله عليه وسلم.
4- التحذير من البدع والمحدثات في الدين: لأن الدين قد كمل، وكل إضافة فيه تكون ضلالة، وقد قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3].
رابعاً. الدروس المستفادة والفَوائد:
1- وجوب التمسك بالسنة النبوية: والحرص على فهمها وتطبيقها في كل الأمور.
2- الاقتداء بالخلفاء الراشدين: فهم خير القرون، وطريقتهم هي امتداد لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم.
3- تحريم البدع في الدين: والبدعة أخطر من المعصية؛ لأن صاحبها يعتقدها قربة إلى الله، وهي في الحقيقة ضلالة.
4- الطاعة لولاة الأمر: بالمعروف، وعدم الخروج عليهم، ما أقاموا الصلاة ولم يظهروا كفراً بواحاً.
5- الحذر من الفتن والاختلافات: التي ظهرت بعد عصر الصحابة، والنجاة منها بالتمسك بالكتاب والسنة.
6- التأثر بالموعظة: كما فعل الصحابة، فإن من علامة الإيمان تأثر القلب بكلام الله وكلام رسوله.
7- فضل الصحابة رضي الله عنهم: وحرصهم على الخير، وسؤالهم عن ما ينفعهم.
خامساً:
معلومات إضافية:- هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام، وقد رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
- والعرباض بن سارية من كبار الصحابة، وعمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وحدث بهذا الحديث ليحذر الأمة من البدع والضلالات.
- والبدعة分为 نوعان: بدعة حسنة؟ الصواب الذي عليه المحققون أن البدعة كلها ضلالة، ولا توجد بدعة حسنة في الدين، بل ما كان خيراً فله أصل في الشرع.
أسأل الله تعالى أن يثبتنا على السنة، ويبعدنا عن البدعة، وأن يجعلنا من المتمسكين بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل عمرو بن عبد الرحمن السلمي وحجر بن حجر الكلاعي لمتابعة بعضهما بعضا، والكلام عليه مبسوط في كتاب الاعتصام.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 650 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 625 رسول الله ﷺ يعطي صفوان بن أمية مائة من النعم
- 626 رسول الله ﷺ يعطي الرجل وغيره أحب إليه خشية أن...
- 627 يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام
- 628 المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي...
- 629 الصدقة على من عليه دين
- 630 تحملت حمالة فأتيت رسول الله أسأله فيها
- 631 الصدقة لا تحل لغني إلا لخمسة
- 632 ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنة
- 633 قول مخشي بن حمير لوددت أني أقاضي على أن يضرب...
- 634 لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع
- 635 أخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع
- 636 المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا
- 637 المؤمنون في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد
- 638 جنتان من فضة وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما
- 639 أنا أعطيكم أفضل من ذلك أحل عليكم رضواني
- 640 رضواني أكبر
- 641 لئن كان هذا الرجل صادقًا لنحن أشر من الحمير
- 642 إنه سيأتيكم إنسان، فينظر إليكم بعيني شيطان، فإذا جاء فلا...
- 643 علامات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا...
- 644 الذين يلمزون المطوعين في الصدقات
- 645 عبد الرحمن بن عوف جاء بأربعين أوقية من ذهب
- 646 عمر يأخذ بثوب النبي عند الصلاة على عبد الله بن...
- 647 إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين...
- 648 طلب ثوب من ثياب النبي للكفن والصلاة على المنافق
- 649 نار بني آدم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم
- 650 إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة
- 651 أعظم نعمة أن لا أكون كذبت رسول الله ﷺ
- 652 خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم
- 653 تخلف عشرة رهط عن النبي في غزوة تبوك
- 654 تخلف ستة عن رسول الله في تبوك
- 655 اللهم صل على آل أبي أوفى
- 656 إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار
- 657 يتلقى الرحمن الصدقة بيده ويربيها
- 658 عن أناس من الأنصار بنوا مسجدًا ضرارًا وأبو عامر يذهب...
- 659 مسجد أسس على التقوى هو مسجد المدينة.
- 660 مسجد أسس على التقوى هو مسجد الرسول
- 661 نزلت في أهل قباء: كانوا يستنجون بالماء
- 662 ائذن لي بالسياحة، قال: إن سياحة أمتي الجهاد
- 663 يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك...
- 664 قال لأبي طالب: قل لا إله إلا الله أشهد لك...
- 665 استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي
- 666 استغفار الأحياء للأموات حتى نزلت الآية
- 667 عن رجل يستغفر لأبويه وهما مشركان
- 668 يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة...
- 669 خروج المسلمين إلى تبوك في قيظ شديد
- 670 تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك
- 671 الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة
- 672 لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم
- 673 عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير
- 674 ما قل وكفى خير مما كثر وألهى
معلومات عن حديث: إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة
📜 حديث: إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








