حديث: الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾

عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ قال: «إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب، حتى يكتب عند الله كذابا».

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦٠٩٤)، ومسلم في البر والصلة (٢٦٠٧) كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، فذكره.

عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ قال: «إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب، حتى يكتب عند الله كذابا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث العظيمة التي بينت أثر الصدق والكذب في حياة الإنسان ومصيره في الآخرة. وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وعظم موقعه.

شرح المفردات:


● الصدق: هو مطابقة القول للواقع والحق، وهو يشمل صدق اللسان وصدق النية والعمل.
● يهدي: أي يدل ويوصل ويرشد.
● البر: كلمة جامعة لكل خير، وتشمل الطاعات كلها، والإحسان في القول والعمل.
● الفجور: هو الميل عن الحق والاستمرار في المعاصي والآثام، وهو ضد البر.
● يكتب عند الله كذابا: أي يُسجّل في اللوح المحفوظ وعند الملائكة بأنه متصف بالكذب بشكل دائم.

شرح الحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العلاقة الوثيقة بين الصدق والبر، والكذب والفجور، وكيف أن كل منهما يهدي إلى نتيجة حتمية.
1- «إن الصدق يهدي إلى البر»:
الصدق ليس مجرد قول الحق، بل هو خلق يدفع صاحبه إلى فعل الخيرات واجتناب المنكرات. فالصادق في قوله وعمله ونيته يوفقه الله إلى طريق البر والخير، لأن الصدق يستلزم الاستقامة والتقوى.
2- «وإن البر يهدي إلى الجنة»:
البر هو ثمرة الصدق، وهو طريق موصل إلى الجنة، لأن البر يجمع كل أعمال الخير والطاعة التي أمر الله بها.
3- «وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا»:
هذا تأكيد على أن استمرار الإنسان في الصدق يجعل هذه الصفة غالبة عليه، فيصبح معروفًا بالصدق، ومشهورًا به، حتى يبلغ درجة الصديقين، وهي من أعلى الدرجات عند الله، كما في قوله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} (النساء: 69).
4- «وإن الكذب يهدي إلى الفجور»:
الكذب هو بداية الانحراف، فمن اعتاد على الكذب سهل عليه اقتراف الذنوب والمعاصي، لأن الكذب يضعف الوازع الديني ويقود إلى التمادي في الباطل.
5- «وإن الفجور يهدي إلى النار»:
الفجور هو الانغماس في المعاصي والفساد، وهذا الطريق لا يؤدي إلا إلى النار، لأن الله جعل النار مثوى للفجار.
6- «وإن الرجل ليكذب، حتى يكتب عند الله كذابا»:
من يداوم على الكذب ويجعله ديدنه، فإنه يسجل في صحائف أعماله وعند الله تعالى كذابًا، فيصبح هذا الوصف ملازمًا له، مما يسبب خسرانه في الدنيا والآخرة.

الدروس المستفادة:


1- عظم خلق الصدق: فهو من أساسيات الإيمان، ومن صفات المؤمنين، وهو طريق إلى كل خير.
2- خطورة الكذب: فهو من صفات المنافقين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» (متفق عليه).
3- الجزاء من جنس العمل: فالصدق يهدي إلى الجنة، والكذب يهدي إلى النار.
4- الاستمرار على العمل الصالح أو السيئ: يجعل صاحبه يتدرج في المراتب، إما إلى أعلى الدرجات أو إلى أسفل السافلين.
5- ضرورة مراقبة الله في الأقوال والأعمال: لأن العبد قد يكتب صديقًا أو كذابًا بناءً على أفعاله.

فوائد إضافية:


- الصدق لا يقتصر على القول، بل يشمل الصدق في النية والعمل والمواقف.
- الكذب قد يكون كذبًا في القول، أو في الوعد، أو في الخبر، أو في النية، كمن ينافق الناس.
- ينبغي للمسلم أن يعوّد نفسه على الصدق، حتى في الأمور البسيطة، لأن الاستمرار عليه يعزز هذه الصفة.
- الكذب محرم إلا في حالات استثنائية محدودة، كالإصلاح بين الناس، أو في الحرب.
نسأل الله أن يجعلنا من الصادقين، ويبعدنا عن الكذب وأهله، وأن يهدينا إلى صراطه المستقيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦٠٩٤)، ومسلم في البر والصلة (٢٦٠٧) كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، فذكره. واللفظ للبخاري ولفظ مسلم نحوه.
وقوله: ﴿مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ أولهم النبي ﷺ وأصحابه الذين خرجوا إلى غزوة تبوك، ثم هو عام لجميع الصادقين الذين قبلوا الحق واستقاموا عليه، وأما الكاذب فلا يصلح للمصاحبة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 671 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة

  • 📜 حديث: الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب